الاثنين، 1 مارس 2010

من يحب الناصحين ؟2

لا شك ان النصح ثقيل والحقائق قد تبدوا احيانا مثله لذا وجب الاستعانة عليهما بالطف الطرق وافضلها. ان المنطق يوجهنا الى ضرورة ابرازالنفع العائد على الفاعل كما نبرز الفائدة العائدة على المفعول له فهو ادعى للحماسة الى الصواب وفعله و هذا نهج الاسلام .ومن حكمة الشافعى والقائل فيها " من نصح اخاه بين الناس فقد شانه ومن نصحه فيما بينه وبينه فقدستره و زانه " نهتدى. فكما تبرز الحكمة الفائدة العائدة على المنصوح سرا بعدم احراجه على الملا واحترام كيانه وعدم النيل من شخصه وحفظ هيبته والتى ربما تمثل حافزا للناصح للعمل بها الا انه يبقى ابراز الفوائد العائدة على الناصح اولى اذ هو القائم بالنصح والمتحفز له . فمراعاة اداب النصح ادعى الى قبوله من الناس و من الله .فتحرى النصح سرا اقرب الى اخلاص الناصح منه الى السمعة والرياء وارجى للقبول عندالله . وكلما تحرى الانسان نصح الاخرين سرا الا كان اقرب لتبنى القيم والاهتمام بها اكثر منه للاعلان عن النفس وما قد تحمله من حب الظهور وابراز ما لها من الصواب على رؤوس الاشهاد .لذا فان الحكمة المشهورة "طوبى لرجل اهدى الى عيوبى "تعلمنا ان الناس تحب ان تقدم لها النصائح كما تقدم الهدايا. فعندما نحب ان نهدى احدا شيئا الا فكرنا كثيرا عن الافضل والاليق والانسب .وافضل الهدايا هى ما كانت تمثل حاجة للمهدى اليه .فلو اهديت انسانا شيئا ليس لديه مثله الا كانت احب وافضل الهدايا عنده وابقى اثرا فى نفسه .واما عن اختيار الغلاف ذى الاالوان الجميلة المبهجة وكيفية تغليف الهدية ومراعاة اناقة ما تحمل فيه فمن لوازم تقديمها والذى يستوجب ايضا الزيارة المؤقتة باختيار المزور فى الوقت المحبب والمفضل لديه . وترتيب الكلام واختيار اطيبه الذى يسبق تقديم الهدايا والذى دائما ما يكون عن حسن اخلاق المهدى اليه وكيف انه يستحق اكثر من ذلك وان هذا قليل من كثير يستحقه ونحو هذا الكلام دائما ما يسوقه حاملوا الهدايا لما له اثر فى نفسية المهدى اليه .وعلى هذا يجب ان يقدم النصح "على اكمل وجه "كحال الهدية تماما بل ربما يزيد الاهتمام بما يفوق الهدايا العينية والتى من طبيعتها ادخال السرور على الناس" تهادوا تحابوا " اما تقديم هدايا النصح وما اثقله فيوجب علينا ويستحق منا الاهتمام الاكبر .ولو اصطحب كل ناصح هدية عينية معه عند قصده نصحا لغيره لكان اوجب لاتباعه اداب النصح وادعى لقبوله من المنصوح .ان طوبى مكانة بالجنة يدعو بها المنصوح للناصح اذ بما يهديه من عيب الا كان من شانه تعديل اخطائه والتى تجنب المنصوح السيئات والتى تقربه من جنة رب العالمين . وهذا مفاده ان على الناصح ان يكون موضوعيا يعرف طريقه وهدفه مستشعرالخير الذى سوف يعود بنصحيته على المنصوح بتقريبه من رب العالمين .و كما ان اهداء العيوب يقربنا من الجنة فطوبى للناصح حتى يدخلها معنا .