الأحد، 27 سبتمبر 2009

لماذا تختلف ردود أفعالنا ؟



ما الفرق بين رد فعل يكسر ويدمر القيم والمبادئ وآخر يبنى ويعلى ؟ إن السبب فى ذلك أن كل سلوك وراءه فكرة تحمله وربما حملت صاحبه عليه وألحت لاظهارها . واحيانا لا يستطيع الانسان مقاومة ذلك السلوك مهما فعل .فقد اعتاد عليه زمنا طويلاً حتى اصبح جزءاً من شخصيته لا ينفك عنه .أخبرنى صديقى انه غالبا ما ينفعل على زوجته وابنائه حتى اضطر الى صفع ابنه المراهق على وجهه مؤخراً مما سبب لهما الاثنان ألماً بالغاً واخذ يحكى لى كيف انه اضطر الى صفع ابنه لان الولد قد تجاوز فى الحوار معه مما اضطره الى ان يضبطه "صفعاً" وهذا حَرَمَهُ الله.وهنا ألح في ذهني سؤال ووجدته يفرض نفسه علىّ وطرحته على صديقى ومن معه .ألا وهو..كيف نحقق الهدوء بمزيدٍ من الصخب ؟؟؟ وكيف يتخيل احدنا انه يستطيع ان يبنى قيمة بوسيلة حرمها الله ؟ واحسست ساعتها ان صديقى يبرر ما فعله ويريد ان يقتنص منا رأيا يدعم سلوكه مع ابنه فيرتاح بعد عذاب ويهنأ بعد شقاء من جَرَّاء ما جنى به على ابنه. وانا اعرف هذه الطريقة فكثيرا ما كنت اعمد اليها عند خطأي فاخدع نفسى وقتها بمبررات تخدرنى قليلا حتى انسى بشاعة اخطائى.ولكنى ما ارحته وما سمحت له ان يتنفس الصعداء من جرم ما قد فعل بعد ان هوى على قيمة عندما هوى على وجه ابنه صفعا .ساعتها قلت لصديقى نقلا عن كتاب قراته حديثا ان اكثرالناس والشركات والمنظمات وربما الامم تتهاوى لانها لا تستطيع ان تفرق بين ( لماذا وكيف )فقال لى "انت هتتفلسف" قلت له نعم انا سأتفلسف ولماذا لا اكون فيلسوفا ؟ فاسمعنى افيدك- قلتها بحدة محمودة شجعنى فيها حسن صلتنا قلت له- إن الذى ازعجك فى تجرأ ابنك عليك بشئ من المزاح الذى يدلل على قربكما وهذه مساحة مشتركة بينكما قد خسرتها.انك انفعلت لشعورك ان ابنك قد نال من شخصك المصون حسب ما تصورت وهذا ما ازعجك فكان ردك سريعا وطريقتك وانشغالك بكيفية توجيهه السريع لا ترتكز على هدف واضح فما سألت نفسك عن كيفية تقويمه ولماذا هذه الطريقة فصفعته.اما لو ان ما شغلك وازعجك هو ان ابنك لم يكن بالطريقة التى ترضى ويرضى الاخرون عنها وشغلت نفسك بكيفية تعديل السلوك المستند الى لماذا ؟ لما كان هذا رد فعلك ولفكرت وخططت لذلك. ولكان رد فعلك مناسبا لما تريد حسب هدفك.
ان اكثر الناس نجاحا فى الحياة هم الذين ترتبط ردود افعالهم باهداف واضحة وقيم عليا وافضلها واعظمها تعليم الاخرين. فهى تعصم كثيرا من الزلل .ارايتم عندما جذب الاعرابى النبى محمدا صلى الله عليه وسلم وقال له انكم يا بنى عبد المطلب قوم مطل " يسبه وقبيلته "حتى اشتاط عمر بن الخطاب رضي الله عنه غضبا وكاد يقتل الرجل ولولا وجود النبى صلى الله عليه وسلم لفعل .لكن ماشعورك عندما تسب أحداً ويدافع عنك احد الناس ويتفانى فى الزود عنك حتى يريد قتل خصمك ؟ انها لسعادة تغمرك ان قيض الله لك من يدافع عنك لا سيما انك مظلوم وانها لمكانة عظمى تهبها لمن يفعل ذلك .لكن ماذا كان رد فعل النبى صلى الله عليه وسلم ؟ قال فى هدوء ناصحا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو من اراد حمايته والزود عنه بما يجب ان يكون عليه "عليك ان تامره بحسن الطلب وتامرنى بحسن الاداء" اما غيرنا فيخدع كثيرا وينبرى مادحا صنع الاخرين اذ شكروا ودافعوا ولو كان ذلك على حساب احدى القيم ."ان الذى يتبنى نشر العلم وتثقيف الاخرين وعلى راس ذلك الزوجة والابناء و يكون هدفه فى ذلك واضحا ستجد دائما ردود افعاله تمثل تربية وتوجيها وارشادا للاخرين مهما نال منه الناس. أفهمت يا صديقى لو انك حملت تربية ابنك هدفا وهماً تريد تحقيقه لما كان ردك عليه صفعا يضر بكما ولا ينفع .
فلماذا لا اكون انا وانت كنبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم؟

الاثنين، 21 سبتمبر 2009

سيبقى العقل


سيظل عقل الانسان اهم ما يميزه رجلا كان ام إمراة .ومهما اوتى وسامة فى الوجه واستواءا فى الجسم الا ان ذلك لا يمكن ان يكون هو العامل الوحيد الذى تقوم عليه العشرة الزوجية وتستمر. وبدات ادرك ان امثال جدتى ليست صائبة على الدوام .فكانت تقول لنا عندما شرعنا فى اختيار بنت الحلال انا و اشقائى و ابناء عمومتى .خذ الحلو واقعد قصاده .لكن الحلو الذى بلاعقل اقول لجدتى انه لا يطاق .ولن تستقيم الامور بوجه جميل لا يحمله عقله على ضرورة التبسم واشاعة البهجة فيمن حوله بما وهبه الله من نعم .وعرفت فى حياتى حالات لم تستقم امورها رغم استواء جمال البدن والوجه. واتعجب كيف ان ذلك الرجل يطلق امراة بهذا الجمال ؟وارى غيره ممن لاحظ لزوجته فى كبير من جمال الشكل الا والحياة تنبض بينهما بالحب والرحمة والتفانى فى خدمة كل منهما الاخر. وكان لنا زميل عمل يديم شكر زوجته وكيف انها الطف من نسمة الصيف وكان يمنحها ثقة كبيرة لمسناها من خلال ثنائه غير المنقطع عليها .رسمنا صورة رائعة لهذه المراة فى اذهاننا من عظيم وكثرة ما سمعناه وتكرر على مسامعنا عنها. حتى اننى تخيلتها كصورة مريم العذراء الجميلة التى تزين بها بيوت النصارى. وفى يوم من الايام اضطرت هذه الزوجة للحضور الى مقر العمل وكنت فى هذه اللحظة قريب من السكرتارية وفوجئت بامراة تسال عن صديقنا قائلة اخبروه ان زوجته تريده .وعندها !!!!! علتنى الدهشة وملأت نفسى الحيرة أهذه زوجة زميلنا فلان التى رسمنا لها صورا اشبه ما تكون بالملائكة فى اذهاننا ؟ ومضت الايام وجمعتنى بالزميل فرصة للحديث تلمست فيها ان اسمع منه شيئا لعله يذهب حيرتى .فقلت له يا ابا فلان . هلا اجبتنى عن شئ؟ قال لى تفضل . قلت له ما سر اعجابك وثناءك على زوجتك؟ فانى لم ارها الا انسانة اقل من المتوسط فى الجمال إلا انك بهرتنا بعد انبهارك بها .فقال لى انها ذات راى صائب وما شاورتها فى امر الا ويجرى الله الصواب على لسانها .ان النباهة وصحة الراى جعلت من هذه المراة معشوقة زوجها رغم تدنى معايير الجمال الشكلى لديها .. فما جلس الرجل فى مكان الا واعلى ذكرها .فما بال بعض الجميلات يصبهن القبح من فساد رايهن اللائى يعتمدن فيه على مفاهيم وقيم باطلة لا تسمن ولا تغنى من جوع .اقول لمثل هؤلاء ان جمال البدن لا يكفى وحده لاستمرار علاقة سعيدة وهانئة .و ما مجد التاريخ رجلا او امراة لكونه جميل الوجه اولانها رائعة الحسن .ان اغلب الذين يعلى التاريخ مجدهم انما لفضائل امتلات بها نفوسهم وفاضت على الاخرين . ان الذى مجد ام المؤمنين ام سلمة ما كان الا رجاحة عقلها "فعندما حلت الازمة التى اعقبت صلح الحديبية بعد ان فاوض رسول الله قريشا على ان يعود الى المدينة بلا اداء النسك والمسلمين محرمين ومتاهبين شوقا للكعبة بعد ست سنوات بعدا عنها. والصحابة ما ارتاحوا لذلك وكادوا يخالفون امر النبى صلى الله عله وسلم . .وكادت تحدث فتنة كبيرة .حتى ازم القوم .وما ان دخل رسول الله عند ام سلمة الا واخبرته بان يحلق ويخرج للمسلمين وقد تحلل من الاحرام فما ان فعل ورآه المسلمون الا وقد فعلوا وانتهت الازمة دون دخول المسلمين فى معصية الرسول .ستظل ذكرى المراة على الدوام لرجاحة عقلها او لفضائل شملتها و ليس لشكل او لون او مال او لانها تسكن فى حى راقى ومثل هذا كثيرنجده الا اننا نتمنى .

ان يكون نساءنا مثل ام سلمة وزوجة صديقنا فى رجاحة عقلهما

الأحد، 20 سبتمبر 2009

طبيعة البشر

كثير من الازواج و الزوجات لا يبدأون بالاحتكاك الا عندما يصدر من احدهما ما يعكر صفو الاخر.وعندها يبدا اللوم والعتاب وربما العراك ويقضون معظم حياتهم بهذه الصورة فلا حديث بينهما الا فى مثل هذه الاجواء المملوؤة بالغيظ والنكد من جراء سلوك احدهما الذى لا يفهمه الطرف الاخر ولا يرى له مبررات وبالتالى لا يقبله .مع العلم انه يمكن تلاشى ذلك كله بمزيد من الفهم .فهم كل منهما لسلوك الاخر ودوافعه التى يجب ان تكون محط دراسة واهتمام ومن ثم توقع لما يمكن ان يصدر عن الاخر .ان الذى يذهب بالالباب من سلوك ربما لايرقى لمثل هذا هو عامل المفاجاة الذى يذهب بعقول الناس مثلما يفاجا احدنا بموت ابنه او احد افراد اسرته .الموت لا محالة قائم بيننا كل يوم وهو حقيقة ابدية فرب احدنا من مات ابوه وامه وكل من كانوا سببا فى وجوده فى الحياة فلا احد من ابائه واجداده الى ادم الاو قد مات .ومع ذلك يهلع احدنا عند حدوثه هلعا ربما يخرجه من دائرة الايمان حتى تشعر وكان الموت كان محالا على من مات من زوينا وارحامنا او انه امر استجد يوم وقوعه على احدنا . ان الهلع فى هذه اللحظة انما مصدره هو الفجاة التى لم يكن احد يحسب لها حسابا . ان هناك حقائق فى حياتنتا لا تقل عن حقيقة الموت فى حتميته لكن المزعج فيها هو عدم معرفة هذه الحقائق .ومثلها كثير يجب ان نعرفه جيدا ونرصده رصدا ونعرف كيف نتعامل معه فلا يصرعنا عامل الفجأة ويقضى على علاقتنا ونجلس نستغرب كيف حدث هذا اننا اذا استغربنا حقيقة فلا يجب ان يكون لحدوثها فحدوثها قائم ما دمنا ننبض بالحياة .ان الاستغراب يكمن فى عدم معرفتنا والاستعداد والتوقع لحدوث هذه الحقائق .ويبقى الجهل بحقيقة الامور والاشخاص وطبيعتهم هو العامل الاول لهدم الكيانات الاسرية والعلاقات البشرية . ومن هذه الحقائق صفات البشر ونقاط ضعفهم التى يجب ان نطلع عليها ونرصدها ونعرف ما هى العوامل التى تعمل على ظهورها ومتى تظهر وما هى الطريقة المناسبة للتعامل معها .ماذا يكون رد فعلك لو ان زوجتك فجأة اصابها شح مطاع ولا متك على جميل تفعله باهلك او زويك بعد كرم وانفاق تعودتهما منها ؟ ان احدنا يستغرب وينزعج وربما ضاق زرعا بمثل هذا التصرف . ويكون ردة فعله عنيفة ويدخل معركة ليس فيها فائز فالاثنان فى خسارة . ويتناسى انها بشر يصيبها التغير وتعتريها نوبات الشح الانسانى عند الضعف الذى يصيب الانسان كل الانسان . ولو فتش فى نفسه قليلا لعرف انه يمر بمثل هذا واكثر. الم يقر النبى صلى الله عليه وسلم ببخل المؤمن عندما سئل عن ذلك بقوله " نعم يكون بخيلا" .اليس هذا هو فهم الامور. ان المؤمن تعتريه نوبات الضعف الذى جبل عليه فتجعله مرات بخيلا .ان فهمنا للامور بمثل هذا الفهم انما ينبنى عليه سلوكا مناسبا ينم عن فهم عميق للنفس البشرية واستعداد لمزيد من التواصل الانسانى . فان بخل انسان فى موقف فعليك الا تسارع بالغضب وخسارته وكانه ليس بشرا جبل على المنع كقول رب العالمين" ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا " ندر من ينجو من هذا .ان اغلب النصوص والمعارف التى نرددها لا حظ لها من ممارسات تؤدى الى انسجام وحسن تواصل انسانى .فماذا علينا لو بخل غيرنا او جبن فى موقف وقلنا انها سمات البشر التى نتوقع ان تطفو يوما عند حدوث الضعف البشرى .ولا يصح ان نخسر من خلال ما سنقع فيه يوما وما وقعنا فيه سلفا احد الناس ونتخيل ان بكلمة سنغير طبيعة البشر التى فطر الله الناس عليها .فنقول عند ظهور مثل هذه الاعراض لصاحبها او صاحبتها " بطلى جبن او بطلى غيرة او بطلى بخل وكاننا سنغير الاخر بكلمة بطل بقى"
يا سلام لو كنا نفهم ونبطل كده

السبت، 19 سبتمبر 2009

عروس دائما

شكا لى صديقى من عدم تحمله هيئة زوجته الرثة والتى تدعى دائما انها مشغولة بواجبات البيت والتى لا تنتهى. وكأن كل ما فى البيت اولى من الحفاظ على حسن مظهرها .وفى هذا رسالة الى الزوج انه ليس على قمة الاهتمام .وهذا من شانه ان يسبب ضيقا والما لا ينقطع .فالمظهر الجميل والاناقة سمة من سمات المرأة التى لا يجب ان تهمل فيها والا صارت فتنة كبيرة .تجعل الزوج يبحث عن مأوى اخر يجد فيه ضالته .ان قيام الزوجة على امر البيت ورعاية الاولاد والسهر على رعايتهم شئ عظيم .لكن الاعتدال مطلوب والتوازن فى اعطاء كل ذى حق حقه واجب على كل زوج وزوجة .اما ان يشعر الزوج انه دائما فى المرتبة الثانية أوالثالثة وعليه ان يضحى بحاجاته ورغباته من اجل الابناء . وليس هناك بديل او اختيار اخر .وعليه ان يكون دائما فى مؤخرة الاهتمام .اذ لا تفرغ الزوجة لابداء الاهتمام من خلال ارتداء الثياب الجميلة والمبهجة الا نادرا .وربا افرطت فى عدم العناية بجسمها وصارت الى البدانة اقرب. وذلك كله بدعوى رعاية البيت والسهر على راحة الاولاد وتامين مستقبلهم فى الدراسة اذ عليهم ان يحصلوا على الدرجات النهائية دائما ولا شئ اهم من ذلك .ان الاهتمام بالأولاد ومستقبلهم وحسن رعايتهم شئ رائع لكن ان يكون هذا الاهتمام يقابله اهمال فى حق الزوج .عندها نقول لا ان فى ذلك ربما يكون نسفا للبيت كله اذ بضيق الزوج وضجره وتاففه يتهاوى البيت ويسقط على من فيه .ان الاعتدال هو اهم شئ فى حياتنا ولا تستقيم الحياة بشطط او بتحيز الى مهمة على حساب اخرى. فلكل ذى حق حقه .والحفاظ على الزوج وحسن رعايته الدعامة الاولى فى الحفاظ على كل من فيه .فاذا كنت كالعروس دائما مع كثير اهتمامك فاعلمى انك لن تشقى به يوما . انظرى ايتها الزوجة الى زوجة الحطاب "تقول كان زوجى يعمل حطابا يجمع الحطب من الصحراء وما ادراكم بصحراء الجزيرة العربية .فكان ينزل السوق بعد جمعه ليبيعه لنا وبشترى لنا الطعام .فكانت اذا اشتدت الحرارة اشعر بعطشة يكاد يحرق حلقى .فكنت اعد له الماء البارد واعد طعامه وشرابه واتزين له فالبس احسن الثياب كيوم عرسى فإذا اراد الراحة اعنته عليها واذا ارادنى لنفسه كنت كاللعبة بين يديه يتلهى بها ابوها" .لم يكن عندها ثلاجة فتبريد الماء حينها مهمة صعبة للغاية وليس عندها بوتاجاز او شواية ولا غسالة اوتوماتيكية او ميكرويف فكانت الحياة صعبة وشاقة للغاية مع ذلك ما منعها من ارتداء احسن الثياب او تكون كالعروس وان تعينه على الراحة او تكون بين يديه ان ارادها لنفسه .تحدثت يوما بهذا الحديث مع بعض الزوجات فقالت لى احداهن لكن زوجى طيلة اليوم يجلس فى المكتب المكيف وبجواره ثلاجة فيها ما لذ وطاب وليس هناك عطش يحرق حلقه او حلقى.قلت لها وانت لديك الثلاجة والمكيف بالمنزل والبوتاجاز والميكرويف والشواية وغسالة الاطباق والغسالة الاوتوماتيكية وامركم اسهل بكثير من الحطاب وزوجته. لكن ربما لا تستطيعا الحصول على نصف سعادتهما اتدرين لماذا ؟لاننا لا نحسن فن التضامن النفسى مع الزوج فى عمله. والشعور بالتعب ليس موقوفا على جمع الحطب من الصحراء القاحلة لكن العناء له اشكالا متعددة ويتغير بتغير الظروف .وكذلك احتياجات الزوج واحدة سواء كان حطابا او مبرمج كمبيوتر وسعادته تكمن فى الشعور بان زوجته دائما انيقة متهياة له اذا حضر الى بيته فى اى لحظة وربما غابت عنا مثل هذه المفاهيم .لذلك قال صلى الله عليه وسلم "زوجة الحطاب فى الجنة "ليس لانها داعية ومجاهدة و كاتبة تنافح عن قضايا الاسلام والمسلمين . فما تعدى جهدها البيت .ومع ذلك كانت الجنة مكافئتها . ولذلك اوصت الاعرابية ابنتها ليلة الزفاف بتعهد موضع عينه ..وتفقد موضع انفه ..فلا تقع عينه منها على قبيح ..ولا يشم منها الا اطيب ريح . واتمنى ان نفعل
ولماذا لا تكون زوجاتنا مثلها

الخميس، 17 سبتمبر 2009

الثقة بالنفس

ظلت الزوجة تحاول مرات عديدة صناعة الكيكة الاسفنجية وبعد شهور ومحاولات عدة استطاعت ان تتقن صناعتها وبقيت طيلة اليوم فرحة وسعيدة بذلك الانجاز على بساطته . والانسان عندما يتقن شيئا مهما كان بسيطا الا انه يساهم فى زيادة ثقته بنفسه .والثقة بالنفس اذا ما توفرت لانسان رجلا كان ام امراة الا كان ناجحا فى حياته .وانك لتجد اكثر الناس ازعاجا فى التعامل هم الاقل ثقة بالنفس فكلما خالف رايهم رايا الا حزنوا حتى لو كان رايهم الاصوب .وغالبا ما ياخذون سلوك الاخرين على محمل غير حسن .والنيل من اشخاصهم شبحا يطاردهم كلما راوا نجاحا يحققه غيرهم. والزوجة غالبا ما تكون فريسة لضعف الثقة بالنفس كلما خالف رايها راى زوجها .او كلما كان هناك تعديل لسلوك من قبله ,فعندها تشعرانها لا تصلح زوجة مع كل توجيه تتلقاه وتراه نيلا منها بدل ان تجعله فائدة لاستكمال النقص الذى يعترى البشر جميعا . وما ان تاتى الزوجة فرصة لتعلن عن نجاحها وان كان فى صناعة الكيك وتحمله خبرا لزوج طال انتظاره و الذى هو بالنسبة لها بمثابة النجاح وانتم تعلمون ما اجمل طعمه .وحين تاتى اللحظة الحاسمة للاعلان عن جودة طعام صنعته بعد محاولات .الا وتفاجئ به يقول لها "كل هذا الفرح من اجل كيكة ؟"ان هناك اناس يذبحون فى فلسطين ولا يجدون لقمة خبز ناشفة. وانت تفرحى بمثل هذه التفاهات ؟انما اراد الرجل ان يزيد عدد المذبوحين بهذا الكلام و ابى ان يحتفل بالنجاح .وماذا عليه لو اثنى وشكر ثم تبرع للمنكوبين بما اراد .ان هذا وامثاله لا يعرفون شيئا عن المراة ولا يدركون دورهم فى الحياة فقد خرب بيته بمثل هذا السلوك الفظ الذى ربما فعله تقربا الى الله .واذا كانت صناعة الكيك امرا تافها من وجهة نظره المحدودة .والتى لم ير وراءها سعادة النجاح البادية على الزوجة و ثقتها بنفسها. نقول له فى المقابل.ما الذى قد خدمت به قضية المنكوبين بطريقتك هذه ؟وهذا الفهم ؟انك لا تملك للمنكوبين شيئا بهذا السلوك الا ان زدتهم واحدة بما جنيته عليها بفحش ما قلت.واذا كانت صناعة الكيك امرا تافها .الا ياتى احدنا احيانا باتفه من ذلك اذا ما قورن بصناعة الكيك .الا يجلس احدنا يحكى كيف انه استطاع ان يشترى شيئا باقل من السوق دراهم معدودة .اليس ذلك ومثله اعلان عن قدرات النفس والنجاح مهما قل ؟اليست مثل هذه الروايات بمثابة اعلان عن الثقة بالنفس والقدرة على ما هو افضل من الاخرين ؟ لكن انظروا الى هذا الرجل الذى تخبر عنه زوجته قائلة "ما ان بدانا فى تناول طعام الغداء الا وشعرت ان الطعام ينقصه الملح وكان ناضجا اكثر من اللازم فلم يكن له مذاق وجلست ارقب زوجى وهو ياكل ولم يبدى تاففا وعندما نهضت لاغسل الاطباق الا ووجدته خلفى بالمطبخ ويحتضننى ويقول ""ان هذا الطعام الذى صنعتيه اليوم ذكرنى باول ايامنا عند الزواج .لذلك قررت ان احتفل بك اليوم كعروس "
والان عليك ان تدرك الفرق بين الرجلين:فاحدهما تأبى عليه نفسه ان يبهج الاخر على حلو الطعام الذى صنعه من اجله .والاخر جعل من رداءة الطعام ذكرى الايام الاولى الجميلة والتى تستحق الاحتفال .
ويا سلام لو كنا كده

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

اعرف حاجة الاخر كحاجتك

عن عائشة قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمُرُني فأتَّزر فيباشِرُني وأنا حائضٌ)؛ رواه البخاري )).ان مثل هذا لو حدث مع رجل تحته زوجة واحدة لربما قلنا انه اراد ان يفرغ شهوته .لكن ان يحدث مع زوج تحته اربعة نسوة وهو النبى صلى الله عليه وسلم .فلا بد لنا من وقفة وتامل .فى الغالب صاحب الرغبة فى الجماع سيفضل من نسائه من هى ليست حائض ولا نفثاء حتى يكمل شهوته ويتلذذ بها .لكن ان يلاعب الحائض مبتعدا عن الموضع كما فى رواية ام المؤمنين عائشة .فهذا له شان اخر .فانه صلى الله عليه وسلم ما فعل ذلك لاشباع شهوته والا فاحدى الاخريات أولى له . فالراجح انه ما فعل ذلك الا لعلمه بان المراة فى فترة الحيض تمر بضيق واضطراب نفسى تحتاج فيها الى شئ من الملاعبة والملاطفة .واشعارها بانها مرغوبة عند الزوج فى غير ما حرم الله مطلوب .وليس كبعض الامم السابقة كانت اذا حاضت المراة لا يآكلوها اويشاربوها ويعتزلوها اعتزالا تاما وفى هذا الم نفسى كبير ..وعلى ذلك فاننا لا بد ان ننتبه الى ان مثل هذا السلوك من النبى صلى الله عليه وسلم . له معنى لا بد ان يبرز ويكون واضحا فى العلاقة الزوجية وهو :على كل زوج ان يعرف متى تحتاج اليه زوجته كما يعرف تماما متى يحتاج اليها .فيعطى الاخر ما يريد بلا طلب منه او استجابة لالحاح داخلى .فيعرف احتياجات الاخر واوقاتها .وعلى كل منهما تلبية طلب الاخر فى غير ما حرم الله حتى وان لم تتوافق له رغبة فى ذلك. ولهذا كان على الزوجة ان تلبى رغبة زوجها ولو كانت على ظهر بعير او على تنور تطهو الطعام فالاولى تلبية رغبة الاخر اذ بها تستدام العشرة ويهنأ الزوجان ... وليست كل رغباتنا جنسية ولكن رغباتنا كثيرة ومتعددة ومتنوعة ولن نستطيع الجزم بان توافقا تاما سيحدث بين الزوجين فى ذلك .ولا نستطيع ان نقول بأنه ما يكاد أحدهما يشرع راغبا فى امر الا تبعه الاخر. او ان كل رغبة عند الاخر فى شئ ما سيوافقها رغبة مماثلة. فهذا صعب حدوثه بصورة كاملة بدون وعى واهتمام . .لذلك على الزوجين ان يكتسبا مهارة تلبية رغبة الاخروتحرى اوقاتها فى غير ما حرم الله ويدربوا انفسهم عليها حتى وان فقدوها احيانا حتى يستطيعا استكمال سعادتهما معا. مثل ما فعل محمد صلى الله عليه وسلم .
ويا ليتنا مثله

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

لماذا تتكرر مشاكلنا عبر السنين ؟2

ماذا يكون شعورك عندما تكون حزينا مهموما وتجد اخرين يضحكون ملئ افواههم ؟ اذ لم تتضايق فلن تكون سعيدا .فالانسان يحب من يشاركه الامه واماله . وان حزنت بين زملاء عمل يضحكون فسوف تمنى نفسك بواحة الامان التى لا تلبس ساعات وتؤى اليها .ان هذه الواحة هى بيتك الذى يجب ان يكون قبلة تتوجه اليها باهتمامك فتتحرى المصلحة لما يعلى شانه وقيمته وبمشاعرك التى تحب من يشاركك اياها فيه. لكن ماذا لولم تجد ذلك ؟ و كان هذا الذى تتمنى ان يهتم لهمك ويسعد لفرحك ويشاركك فيه يخالفك الشعور؟ لاشك انه شئ مزعج جدا .ويؤدى الى اضطراب العلاقة كثيرا .ولو كان هذا من غيره لقلنا ساعات وينتهى المقام الى حيث السكن والراحة والمودة .لكن ان تعود الى بيتك مسرورا لتجد الاخر كئيبا لا يستطيع التبسم فى وجهك .او ان تعود كئيبا فلا تجد اهتمام لما يعلو وجهك من كابة .فان ذلك لا شك يمثل مرارة تدوم وتبقى ما بقيت مخالفة الشعور. فعلينا ان ننتبه الى ان اهم ما يضيع المودة بين الزوجين ان يكون كل منهما بمعزل عن الاخر. فلا يدرى ما الذى يفرحه ويحزنه .ولا يستطيع او يحاول مشاركته مشاعره مهماخالفه فيها وعليه ان يتجمل فى ذلك ما استطاع له سبيلا .وعلىقول القائل "ولا عار ان زالت عن الحر نعمة ولكن عار ان يزول التجمل " واذ لم نستطع ذلك واستحال فان مفسدة كبيرة تلقى بظلالها على الزوجين .وربما بحث كال منهما عمن يشاركه فرحه وترحه خارج البيت .ولذلك وجب على الطرفين ان يكثرا من الحوارات بينهما ليعرف كل طرف الام وامال الاخر. وما يسعده ويحزنه على مستوى شخصه واسرته ومجتمعه ووطنه .اما ان يعيش الطرفان كل منهما على هامش الاخر ولا يستطيع ان يغوص فى اعماقه ليتعرف عليه حتى يكونا متضامنين حال الحزن والسرور .هنا سيصادفون متاعب جمة . و لن يؤدى ذلك فى الغالب الى سعادة احدهما .وكثيرا ما يردد احد الطرفين للاخر "انا مش عارف انت بتضحك على ايه "او ان يقول احدهما للاخر "انا مش عارف انت زعلان ليه او على ايه "طبعا يقولها بشئ من الغيظ . وربما بقيت وتكررت هذه الاسئلة الحائرة ما بقيت العشرة بينهما ويظلا يحملانها الى ما لا نهاية عبر السنين وبالتالى ستتكرر نفس المشاكل .وما خلقنا الله لذلك. انما خلقنا لكى نسعد بكل ما وهبنا من نعم .لكن كل نعمة يجب ان يتعلم الانسان كيف يسعد بها .فلكى يسعد الطرفان ببعضهما البعض عليهما ان يعرفا ما يسعد ويحزن الاخر وذلك من خلال التعرف على امال و الام كل منهما .هنا يستطيعا ان ينسجا علاقة متينة يفرح فيها كل طرف لفرح الاخر ويحزن لحزنه ويستطيع ان يدخل السرور عليه ويزيح عنه الامه .اما عكس ذلك فعاقبته ليست جيدة ولذلك نصحت الام العربية ابنتها قائلة " إياك والفرح بين بديه إن كان مهتما، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً"
ويا سلام لو كنا كده

الأحد، 13 سبتمبر 2009

لماذا تتكرر مشاكلنا عبر السنين ؟1

قابلت ذا الشيب العجوز الهرم وكان احد جيراننا القدامى اذ كان حقله الزراعى متاخما لنا وكان يعرفنى صغيرا ويحبنى. وكثيرا ما يسعد الفلاحون بابنائهم وابناء جيرانهم ةعندما يصيروا افندية اى متعلمين .ورغم بعدى سنوات عن القرية الا انى كنت متاكدا من عدم نسيانه لى وتذكرت تجوالى بين الحقول امازح الجميع ويمازحوننى وكان الرجل احدهم . وبعد سلام وترحاب شجعنى ان اجرى معه حوارا هادئا لعلى اخذ منه الحكمة والعبرة . فبدات سؤالى الاول عن عمره وكم بلغ فاخبرنى انه تعدى السادسة والسبعين . فقلت له كم مضى على زواجك؟ فقال لى اننى تزوجت وسنى ستة عشر سنة كمعظم اهل الريف يتزوجون صغارا . وبهذا يكون مضى على زواجه اكثر من ستين عاما .وسالته عن تجربته فى الزواج وعن مشاكله عبر الايام والسنين فاجابنى ان المشاكل لا تنتهى وهذه طبيعة الحياة .لكن اخبرنى ان ما يزعجه ان تتكرر المشاكل دائما ويجد مشاكل السنة الاولى كما هى لم تحل عبر تلك السنين ويتعجب من تكرارها .وقال لى يمكن لاننا لم نتعلم يا ابنى ولم نكن افندية مثلكم ؟.قلت له لا. ان كثيرا من حملة البكالوريوس و الدراسات العليا ربما لا يفرقون كثيرا عن الفلاحين والذين لم ياخذوا حظهم من تعلم القراءة والكتابة .فالذى لايقرا ليس بافضل كثيرا ممن لا يعرف القراءة. قال لى كيف هذا؟ قلت له يا عمى الحاج ان اكثر حملة الشهادات بما فيها العليا ربما لا يقراون الا مضطرين لنيل الشهادة والدرجة العلمية . وهم فى ذلك مثلك تماما ينجزون ما يسعهم للعيش فى الحياة كما تجتهد انت وتتعب لزراعة ارضك عبر السنين . لكن لا حظ لهم مثلك فى اتقان العلاقات الانسانية وعلى راسها العلاقة الزوجية . لكن لماذا تعتقد ان مشكلة العام الاول ما زالت تتكرر على مدار ستين عاما ؟ وربما تستمر ما استمرت بكما الحياة. قال لى على طريقة الفلاحين البسطاء "والله ما انا عارف يا ابنى "وهنا بدات اتامل هذا الحوار لعلى اخرج منه بفوائد قد تعود على وعلى الاخرين بالنفع .و شعر الرجل اننى قد شردت بفكرى بعيدا فقال لى مالك يا استاذ ؟ قلت له افكر فى الاسباب التى تزعجك من تكرار مشكلة السنة الاولى حتى لتحملها هما على كاهلك عبر ستين سنة وربما يكثر عن ذلك . قال لى وماذا ترى ؟ قلت له هناك اسباب كثيرة. قال لى بشغف وكانه ينتظر الاجابة منذ ستين عاما قولى يا ابنى الله يخليك . قلت له ربما تكون هذه المشكلة مرتبطة بطبيعة المراة عامة وليست زوجتك فقط . وعندها ستدرك انها ليست مشكلة .انما هى طبائع النساء التى يجب ان نرتب امورنا على حدوثها . ونتعلم مهارة التعامل معها .ولا نحتاج ان نسميها مشكلة او نغتاظ ونهتم طيلة السنين لحدوثها .رد على قائلا يا ابنى الله يكرمك وضح لى اكتر .قلت له يعنى من ضمن هذه المشاكل التى تتكرر معك الغيرة مثلا "؟قال لى نعم انها غيورة حتى من امى واخواتى ولا تنطفئ الغيرة عبر الزمن بل ربما تزيد. .قلت له هذه ليست مشكلة انها طبيعة النساء . والتى يجب ان تدرب نفسك على التعامل معها بدل ان تفقد طاقتك فى محاولة تغييرها وتهتم من اجله ولن يحدث. قال لى ازاى يا ابنى قلت له ساحكى لك قصة وستفهم منها ما اهمك طوال ستين سنة .قال لى احكى يا ابنى وان شاء الله الزرع ما اتروى النهارده . قلت له"كان عند النبى ضيوف وهو فى بيت السيدة عائشة وارسلت السيدة صفية طعاما مع الخادم للنبى وضيوفه فغارت السيدة عائشة وكسرت الطبق ".ما رايك لو كنت مكان النبى وعندك ضيوف وكسرت امراتك طبق الطعام الذى تحبه مع انك تتورط كثيرا بالثناء عليه امامها لانه من عند زوجتك الاخرى او من عند اختك او امك ماذا ستفعل ؟ قال لى والله اكسر رقبتها .فضحكت وقلت له لكن اسمع ماذا فعل النبى صلى الله عليه وسلم ؟قال لى بشغف عمل ايه يا ابنى فى الموقف المحرج ده .قلت له انت شايف انه محرج ؟ قال لى نعم محرج جدا . ماذا يقول الضيوف لو حدث معى ؟ قلت له ماذا سيقولون ؟ قال لى ممكن يقولوا انا مش قادر احكم مراتى .او ماليش اعتبار حتى امام ضيوفى .قلت لكن ركز معايا وشوف النبى عليه الصلاة والسلام عمل ايه ؟ قلت له كان هادئ جدا . أتعرف لماذا ؟ لانه يعلم ان المراة غيورة بطبيعتها وان مثل هذا السلوك من ضرتها كفيل بان يظهر غيرتها وكان النبى متوقعا هذا . لذلك كان هادئ ولم ينفعل .وقال لضيوفه "غارت امكم "وكانه منتظر الغيرة تظهر لانها جبلة النساء فلم يقلل من شانها ويقول غارت المراة او غارت زوجتى ويعاتبها على ذلك ويلومها ويظهر ذلك على انه كبيرة من الكبائر . وانما يدلل بهدؤه صلى الله عليه وسلم على ان ذلك من طبائع النساء عامة ويجب قبوله ولا ينبغى التعامل معه على انه مشكلة. وتعامله بهذا الحلم جعلها تتاسف وتدرك خطاها وتسال عن تكفيره "فقال لها طبق بطبق وطعام بطعام "وانتهت المشكلة ولم يحملها النبى الزوج معه عبر السنين مشكلة تؤرقه .
ويا سلام لو كنا كده
قال لى طيب هذه واحدة. ممكن ايه تانى يخلينى يا ابنى ما افهمشى المراة واشعر ان المشكلة دايما تتكرر عبر السنين غير انى مش فاهم طبيعة النساء ؟ قلت لا بكرة ان شاء الله نتقابل ونشوف الاشياء الاخرى التى تجعلنا نحمل مشاكلنا عبر السنين كما هى ؟ الا ننا لم ننتهى من استعراض كل ما يخص طبيعة المراة

السبت، 12 سبتمبر 2009

ما هى المعلومات المطلوبة

دعيت لالقاء محاضرة لمجموعة من الفتيات اللاتى فى سن الخطوبة والزواج بعنوان "كيفية اختيار الزوج و اهم الشروط الواجب توفرها فى العريس "وخلصنا فى نهاية المطاف الى ان اى انسان قد يكون مناسبا اذا عرفته معرفة جيدة وواضحة وقبلت ان اتعايش مع ظروفه واتفهم افكاره مراعية فى ذلك المؤثرات التى اثرت فى شخصه سلفا. واعرف جيدا ما يتوقع من سلوك جراء ذلك و ماذا يجب على عند حدوثه .ولا باس بالموافقة مادامت لدى القدرة على ذلك . وقلنا انه من الرائع ان نتفهم كل الظروف التى احاطت به صغيرا. ولان البيئة لها نصيب الاسد فى تشكيل الناس ونسبتها فى ذلك تزيد حسب الدراسات على 80% فيجب التعرف عليها . من حيث نشاة العريس فى الريف ام الحضر؟وكذا التعرف على الوالدين تعرفا جيدا اعتبارا بقول القائل "وينشا ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده ابوه" فهل كان والداه متعلمين؟ وهل كانت الام تعمل ام ربة بيت؟ وما طبيعة عمل الوالد ؟ فكل هذا واكثر مهم جدا معرفته. ومثله ثقافة الوالدين و طريقة تعاملهما معه صغيرا وهل كان يعيش فى بيت عائلة كبيرة تحوى الجدود والعمات والاعمام ؟ ام فى اسرة صغيرة ؟ واى المدارس تخرج منها ؟ وهل كان وحيدا لابويه ؟ ام كان بين عدد كبير اوصغير من الاخوة؟ وهل كان اصغرهم ام اكبرهم وما ترتيبه بين اخوته ؟ وهل كان الوحيد الذكر والاكبر ام الاصغر؟ وهل ربى يتيما ؟ ام مات ابوه ام كلاهما ؟ وهناك متغيرات اخرى يجب معرفتها. فعلى سبيل المثال هل تعرض فِِى طفولته لحوادث معينة ؟ وهل كان ابواه كريمين ام لا ؟ وهل نشا فى بيت يعتاد الناس زيارته كثيرا؟ ام كانت اسرة منغلقة اجتماعيا ؟لمثل هذا يجب ان يجهد الطرفان انفسهما اما اسم الشخص ولونه وطوله وعرضه وعمله وكم يتقاضى من رواتب هذا غير كاف . وعلي العروسِ ان تتلمس كل هذا وتدرسه جيدا وان تتوقع السلوك الذى يترتب من قبل العريس وفق كل معلومة لديها. حتى اذا حدث سلوك يتنافى مع طبيععتها وما الفته فى بيئتها فعليها ان تدرك انه متوقع وفق ما تربى عليه وما عرفته .وعندها يجب ان ندرك ان ما يصدر عن الاخر من سلوك وان خالف عاداتنا واثار حفيظتنا انما هو تبعا لما نشا وتربى عليه عاديا ومتوقع .محترمين فى ذلك ما عرفناه وما يجب ان يبنى على معرفته وايضا محترمين رغبتنا فى التواصل ومواقفتنا سلفا على ذلك . هنا تكون ردود افعالنا مناسبة ولا تبلغ مستوى الانفعال والصخب والضيق والضجر والملل الذى قد يدب سريعا فى حياتننا الزوجية. وهنا انبرت احدى البنات وقالت لى "كده المفروض الواحدة تكون مركزة فى كل هذه الاشياء ومحتاجة عقل كبير جدا وده صعب " قلت لها ان الاصعب من ذلك هو الفشل الذى اذا لم ننتبه له ونعمل على تفاديه يكون امرنا اسوا بكثير مما نتخيل. ان طريق النجاح لا شك صعب والمجد ليس تمرا يؤكل والسعادة ليست هبة . ولكنها بنيان يستحق التشييد وان لم نفعل ونجهد انفسنا لذلك تكون العاقبة اليمة واذا كان التعليم مكلف فالجهل اكثر كلفة .
ولماذا لا نكون كده

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

كل معلومة مهمة

لا غنى للذين يريدون نجاحا لمشروعاتهم ايا كان نوعها وحجمها من توفر المعلومات الكافية التى تتعلق بها من حيث دراسة السوق ومدى استيعابه لمشروع جديد وكيفية التسويق وجودة السلعة والقدرة على المنافسة. وهناك من النقاط الكثيرة التى يجب ان تكون محط اهتمام اصحاب المشروعات .ومنها دراسة المخاطر التى قد تهدد او تعمل على تهديد المشروع مستقبلا و كيفية البدء وكذا الاجراءات المتبعة والضامنة لاستمراره. وهناك تفاصيل كثيرة يجب الاطلاع عليها ودراستها باستفاضة وفى هذا يدفع اصحاب المشروعات اموالا طائلة فيما يسمى بدراسة الجدوى. ويدفعون ذلك بطيب نفس لا اقول فى بناء المشروع لكن فى الحصول على المعلومات التى تعين على انشائه والسير به والتحرز من المهددات التى قد تعترض نموه يوما او تعمل على فشله. وهذا دور المعلومات فهى ان شئت سمها الحارس على المشاريع من الضياع و مانع التقهقر لاسيما ما نسمعه كثيرا من اننا نعيش فى عصر المعلومات والتىلم يكن فى شاننا الاجتماعى حظ منها. فما ان يشرع احدنا فى مشروع االزواج وهو الاهم فى الحياة .اذ بانسجام الطرفين فيه يستطيعا النجاح فيماسواه. واثر الفشل فيه يكون طاغيا على بقية مشروعات الحياة .ولا تجد اكثرنا حريص على جمع المعلومات التى تستطيع ان تعيننا على اتمام وانجاح مشروعنا واجتياز الصعاب التى قد تعتريه .او تساعدنا فى اتخاذ قراربعدم البدء ومعاودة البحث مرة اخرى. ولم لا ؟ و اصحاب الخبرة يوصون احيانا اصحاب المشروعات وطالبى الدراسة بالبعد لانه افضل لهم من الخسارة .هل سمعتم يوما عن عمل دراسة جدوى اجتماعية لمشروع زواج ؟ والذى فيه يتولى الباحثون واصحاب الخبرات جمع المعلومات من الطرفين ودراستها والخروج بتوصيات تعين الطرفين على كيفية استفادة كل طرف فيما يعرفه عن ا الاخر. ان اكثر ما يبذل من المهتمين بالتزويج سواء هيئات او مواقع الكترونية او افراد.ربما هو اتاحة الفرصة للتعارف وفقط, لكن لا يستطيعون ان يقدموا نصحا مبنيا على معلومات واضحة للطرفين سواء بتشجيعهم على التواصل من عدمه. ربما يضحك البعض من استخدام تعبير "دراسة الجدوى الاجتماعية" .لكن الا نضطر للذهاب الى المتخصصين فى المشكلات الاجتماعية لنسرد عليهم حالنا بعد تعقد الامور؟ وربما بعد استحالة ادراك النجاح؟ ماذا لو فعلنا قبل اتمام الزواج ؟ الا تعتقدوا انه يكون افضل اذ يوفر علينا جهدا كبيرا وهموما نحن اولى بالبعد عنها "ان جمع المعلومات ومعالجتها وكيفية الاستفادة منها مهارة مهمة لا بد ان يعرفها كل صاحب مشروع لا سيما المشروع الكبير الذى هو اهم مشاريعنا فى الحياة اذ به يستمر الكون ويعمر فضلا عن انه مصدر سعادة وزينة بالاولاد
ويا سلام لو نبقى كده

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

اولى خطوات السعادة

يحلم العروسان ببيت الزوجية ويتخيل كل منهما شكله و الوانه ونظامه واثاثه. ويتحاوران ويتناقشان فى الوان الغرف والحجرات. ومن قبل فى اى حى يقطنون و تتوالى الافكار فى وضع كل جزء من اثاث البيت فى مكانه و يختارون الاجهزة واطقم الحمامات ويتعبون فى ذلك ويبذلون مجهودا كبيرا ولا يملون فى ذلك مهما كلفهم من عناء .ولا يستطيع احد ان ينكر عليهما ذلك فهذا شئ جميل وهو من الامور التى لا غنى عنها وكل يفعل .على الموسر قدره وعلى المقتر قدره .وفى خضم ذلك كله وبعد تمامه وكماله يفاجأ الزوجان بانهما تحت سقف واحد وربما لا ترقى ثقافتهم الى كثير مما يساعد فى بداية حياة جديدة هانئة وسعيدة وهذا كائن فى اكثر الناس فان اكثر الاهتمام تحول الى ما يفيد البدن ويخدمه . اما ما يخدم العقل فلا مجهود قد حصل ولا شئ قد بذل و ينبغى ان تبدا الحياة فى الاعتماد على العقل لا على الارائك والاسقف الملونة وحدها فقط .وعندها نكتشف ان الزينة التى زينا بها بيوتنا لم يكن لعقولنا حظ فيها .ولاتدوم سعادتنا بها الا ايام حتى نالفها فتفتر نفوسنا حيالها وننتظر السعادة وربما لا تاتى لان مصدرها الحقيقى هو العقل الذى ما بذلنا فى اعداده الكثير. ان احدنا يكلف فى زواجه مئات الالاف وربما الملايين لكن ما انفق قليلا او كثيرا على عقله.ان العقل والبدن كلاهما شركاء فى جنى السعادة لا شك فى ذلك لكن العقل هو مصدر السعادة التى يتمتع بها البدن فالعناية به واجبة واعداده اذا ما قورن بسواه فتكلفته المادية بسيطة .ان اسلافنا انتبهوا لذلك فكانت حياتهم اكثر سعادة
امراة فى ليلة زفافها تخبرنا قائلة. لما فرغ البيت علينا بعد الزفاف دنا منى ومد يده نحوى فقلت له على رسلك اننى لا علم لى باخلاقك فبين لى ما تحب فاتيه وما تكره فلا اتيه .فقال احب كذا واكره كذا .قلت فما رايك بالجيران؟ قال بنو فلان قوم طيبون وبنو فلان قوم سؤ قلت فما رايك بزيارة الاصهار قال لا احب ان يملنى اصهارى .انها امراة ذكية عرفت ان من دواعى السعادة التفاهم واولى خطواته التعرف على كل ما يخص الطرف الاخر. فاكثر مشاكل الزوجين تكن من ممارسات احدهما التى لا يراعى فيها الاخر وهذا فى الواقع غير متعمد . هما فقط بداوا الحياة معتمدين على ما انفقوا فيه الكثير و بذلوا فيه الجهدا متصورين انهما قد فعلا كل شئ . ان الخطوة الاولى لاستدامة العلاقة وجنى السعادة هى معرفة كل شئ عن الاخر
ويا سلام لو كنا كده

الجمعة، 4 سبتمبر 2009

كلاهما هدف للاخر

كل رجل يريد امراة وكل امراة تريد رجلا وكلاهما هدف للاخر وحصول احدهما على الاخر مهمة ورغبة ملحة وواضحة والكل يريد ان ينجزها وفى سعى كل منهما للحصول على الاخر يفكر فى طرق شتى لذلك ويضع معايير وربما تحرى الشريعة فى ذلك وانه لجيد ورائع لمن يفعل لكن لا يفكرون بعد اتمام العلاقة وان شئت فقل بعد استحواز كل طرف على الاخر فى كيفية الحفاظ عليه واستدامة العشرة .فاغلب الناس بعد ان يحصل على الطرف الاخر لايشغله كثيرا أهمية استبقاء العلاقة ودوامها على وضع يرضى الطرفين بمتعة التواصل والتمسك به .ربما يشيع فى ثقافة البشر كيف تجذب الطرف الاخر وانك لتجد ذلك فى اعلانات التليفزيون والجرايد والمجلات فكل صاحب سلعة يريد ترويجها لا يجد سبيلا لذلك اقوى اثرا وامضى فعلا من جعل سلعته سببا اصيلا فى استحواز الرجل على المراة و ايضا تجد كتبا تملأ الاسواق بعنوان كيف تثير النساء ،كيف تحصل على اعجاب المراة ،ومثل هذا كثيرا تجده لكن نادرا ما ترى او تسمع عن كيفية الحفاظ على الاخر وانها لمهمة اصعب بكثير من مهمة الحصول عليه .اذ الفطرة تسعى والرغبة تسوق الانسان وتدفعه للارتباط . لكن بعد ذلك اذ لم يكن فى ثقافة ووعى الطرفين كيفية استدامة العلاقة فانها سرعان ما تنقضى الرغبة فى الاستمرار وربما انتهت بالفشل السريع فاكثر حالات الطلاق تقع فى السنة الاولى وربما نسبها تعدت النصف فى بلدان كثيرة وتعجب فى السرعة الحاصلة والتى تنقلب بعدها الرغبة القوية فى الحصول على الطرف الاخر الى رغبة فى الانفصال والتخلص من تلك العلاقة التى ربما ظل الطرفان يحلمان بها عدة سنوات .عندها يتبين لك عدم تاهيل الطرفين لاكثر من الحصول على الطرف الاخر والتطلع لبعض السمات فى شريك العمر..وكلٌ فى ذلك يضع شروطه ويسعى بها يحملها رغبة فى تاكيدها لدى من يبحث عنه . اما التاهيل لخوض الحياة بمفاهيم الاستبقاء والحفاظ على الاخر للاسف ربما يكون منعدما. فلا التعليم قبل الجامعى ولا الجامعى يهتم بتلك الشؤون لكن اسلافنا العرب فطنوا لذلك فكانت الام العربية توصى ابنتها قبل الزفاف الى ما يديم العلاقة ويعمل على استمرارها فانظر حرص الام وهى تبين سلوكيات واضحة قابلة للتطبيق وتقول لابنتها عليكى " بالمعاشرة له بالسمع والطاعة والرضا . والتعهد لموقع عينه وموضع أنفه فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.والتفقد لوقت طعامه والهدوء عند منامه فإن تنغيص النوم مغضبة، وحرارة الجوع ملهبة. والتدبير لماله والإرعاء على حشمه وعلى عياله. ولا تفشي له سرّاً ولا تعصي له أمراً؛ فإنك إن أفشيت سرّه لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره، وإياك بعد ذلك والفرح إن كان ترحاً والحزن إن كان فرحاً ".لكن اغلب امهات اليوم يلفتن انتباه بناتهن الى كيفية الحصول على العريس وانها لصفغة عظيمة ان حظيت به .
نحن الان نهتم بما يجعلنا نحصل على الاخر ونادرا ما ننتبه الى ما يجعلنا نحافظ عليه .اما هم فكانوا يدركون ان استدامة العلاقة لا تقل اهمية عن كيفية حصول كل طرف على الاخر وانتقائه بل ربما كانت اهم واجدى وسنرى بعد ذلك كيف .
"ويا سلام لو كنا كده"