الخميس، 22 ديسمبر 2011

اعظم ما قالت العرب

علق ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد على بيت الشعر المشهور
" و النفس طامعة اذا اطعمتها :: واذا ترد الى قليل تقنع .
بانه اعظم ما قالت العرب . والمتامل في نفسه يدرك مدى صدق البيت وخبرة قائله بطبيعة التفس .
و في ذلك حقيقة مفادها ان الانسان لا يستطيع ممارسة شيئا لا يعرفه ولم يخبره .ولا يتمسك الا بما اعتاده ودرج عليه من نعومة اظفاره . ونرى صدق الحال مجسدا واقع النفس البشرية في قول القائل .
والنفس كالطفل ان ينشا على حب الرضاع وان تفطمه ينفطم .
ويبلغ بعض الناس الاربعين من العمر والخمسين وهم يرضعون كالاطفال ويمارسون ما اعنادوا علي .و في ذا يقول القائل .
و ينشا ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده ابوه .
وانا لنرى اثر الاباء في سلوك ابنائهم ويموتون على تربوا عليه .ان قانون العادة هو ما نعرفه وما يتحكم فينا و كلما طال الامد على ممارسة عادة الا و صعب علينا تغييرها .و لو ادركنا صعوبة التخلص من عادة واحيانا استحالة التخلص منها ولما نشقى بها كثيرا لتحرزنا لذلك حفاظا علينا وعلى من نربيهم .و ان كان ابو العلاء قد رد مصائبه الى ابيه قائلا " هذا ما جناه على ابى وما جنيت على احد " فانا نلمس احيانا كثيرة تلك الجنايات التربوية والنفسية والخلقية التي قضى بها بعض الاباء و المربون على ابنائهم .
مسؤلية كبيرة وعظيمة يجب ان يفطن لها الاباء والمعلمون حتى لا يجنون على الصغار فينشاون على ما اعتادوا عليه فيحيون ويموتون اطفالا لا يشبعون من الرضاع ويريدون ان يتحول كل من حولهم الى مرضعين على الدوام .و في الحديث النبوى " كل مولود يولد على الفطرة ولكن ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه "دليل كبير على اثر الوالدين ليس في المعتقد فقط ولكن على كل جوانب الشخصية .و الفلاح في تزكية النفس سواء من يزكي نفسه او من يزكي نفوس الاخرين فليحذر الوالدان والمعلمون من مغبة المساهمة في انشاء كيانات بشرية معقدة تشقى وتشقي الاخرين ما حيت

الاثنين، 24 مايو 2010

اين حقوقى

كثير من الناس لا يستطيع ان يفرق بين الحق الذى له والواجب الذى عليه . و من هنا تنشأ اكثر المشكلات التى تعيق تقدم الناس وتضعف انجازهم ومن ثم يتسرب الوقت الذى هو الحياة و يفقد الناس عملهم الذى هو قوامها. وافضل الناس طريقة وانجحهم فى الحياة هم الذين لا ياخذون اكثر من حقهم ولا يطالبون ولا يتوهمون حقوقا ليست لهم .واذا سنحت لهم فرصة لاخذ ما لا يستحقون فانهم يترفعون عنها ولو كان فى ذلك اطالة سجن او ضياع مال . لقد فضل اناس السجن لاداء واجب وأبوا الحرية اذ لم تكن من حقهم . لقد حملت الامانة وعدم الغش وعدم الحاق الضرر بالاخرين احد التجار على ان يتخلص من بضاعة ثمنها اربعون الف دينار بطرحها ارضا والتخلص منها اذ وجد فارا ميتا بزيت قد اشتراه . لقد صادر الرجل بضاعته وما صادرها له احد .ومما يزيدك اعجابا بالرجل انه قد اشتراها بقرض من احد الناس وما منعه خوفه من مغبة ذلك الدين وهو السجن المحتوم من التراجع عن ذلك .انه عالم جليل مشهور ومعروف بالصلاح والورع والكل يعرف شأنه .وما ان شاهده السجان الا واغتم وحزن .وما ان جاء المساء حتى عز على السجان ان يبيت الرجل فى محبسه فقال له اذهب يا امام الى بيتك واهلك كل مساء واتنا فى الصباح .ماذا يا ترى كان رد الرجل ؟ ما فرح وما سر بذلك لم يقل ظلمت وضللت وهناك من ضحك على ولا استحق السجن .ما راها فرصة ولا طرب لذلك المبيت بين اهله .لقد رفض الرجل معللا ذلك بانه لا يحب ان يعين السجان على خيانة مهام الوظيفة .انها القيم التى ملات جنبات الرجل فما استطاع ان ينفك عنها او يرى شيئا غيرها .ان كثيرين مذنبون وقد ثبت عليهم بالدليل ما اقترفوه فى حق غيرهم واذا سنحت فرصة للهروب الا اقتنصوها . وما وجدوا بابا يسطون منه على حق ليس لهم الا رتبوا الحيل والادلة للفوز به .تمضى الايام بالشيخ الجليل فى محبسه ويموت انس بن مالك وقد كان اوصى ان يغسله ذلك العالم .فذهبوا اليه يطلبون منه الخروج من محبسه لانفاذ الوصية .الا ويرفض الرجل ففهموا انه يريد اذن الحاكم فاحضروه له حتى يخرج فرفض . وقال ما حبسنى الحاكم. لقد حبسنى صاحب الدين فاستئذنوه فما خرج حتى اذن له . انه العالم الجليل ابن سيرين .ان الاعتراف بالحق ليس كافيا وان عجز عنه الكثيرون . فمعرفة اهله جزء لا ينفك عنه .ان الحياة لن تستقيم حتى تستقيم قيمنا ولا قيم قبل الاعتراف بالحق واهله واتباعه .

السبت، 22 مايو 2010

فرحة النصر

ذهبت الى صديقى اناقشه واحاوره فى طريقته لعلاج اموره وهو غالبا ما يثور منفعلا بكلمات قد تضره قبل الاخرين ولا يستطيع حمل اعبائها .فقلت له متوددا ما الذى يحملك على مثل ما تقول عندما تكون فى مواقف تختلف فيها الاراء وتتباين لا سيما حول ما لك من حق وما عليك من واجب؟ فاجاب "انه اذ لم يفعل ذلك ربما لا يقوى على النوم طيلة اسبوع ولا يقر له جفن ولا يهدا ". وحتى ينام قرير العين فعليه ان يخرج ما عنده من كلام ليقر بذلك ويسعد فى نومه ويهنأ بأهله ويهنأون به " قلت له حتى وان كان فى ذلك فقدان لعمل او تشتيت لاسرة او مضايقة لاخرين ؟ اجاب نعم هو ذلك .وهنا تعجبت كيف يتحول الانسان الى عدو لنفسه ويرى الراحة والسكينة فيما يضر به والاخرين من زوجة وولد ؟ وكيف يعد ذلك نصرا يجنى فرحته قرة عين واستقرار وسعادة ؟وعلى من انتصر ؟ النفس ام الشيطان أماذا ؟ لا استطيع ان احدد ولا اعتبره نصرا صراحة .انها هزيمة وهزيمة منكرة صرعه فيها الهوى والشيطان والنفس وحظوظهما . فما مصدر تلك السعادة الزائفة التى لا يجد الانسان لها حلاوة فى قلبه وسرعان ما تتلاشى وتتبدد وتتحول الى كابوس يجسم ليلاعلى صدره فلا ينفك منه الا بصعوبة وكثيرخسائر . ان مصدر هذه السعادة الكاذبة هو شعور الانسان بالوهن والعجز الكامن فى اعماق النفس واغوارها والذى يحلم صاحبها بان تاتيه الفرصة ليثبت ذاته من خلال علو صوت لا يحمل الا محاولة اثبات قوة كاذبة بما يتفوه به من كلمات توحى للسامعين بشجاعة وجرأه .ان ما يرتاح بفعله صاحبنا هو ما يجب ان يتنزه عنه ويفارقه .ولو كلفه اياما وليالى من ارق وذهاب راحة وان طالت مدتهما .فالخسارة حينئذ طفيفة والمكاسب كبيرة لا تعد ولا تحصى .اولها :- انتصار على النفس بكظم الغيظ المامور به فى الكتاب "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " وثانيا :-تجنب الاساءة الى الاخرين وعدم ظهور الانسان بموقف غير لائق به من صخب وغضب نهى عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه النصيحة من احد المسلمين فقال مكررها ثلاثا " لا تغضب " ثالثا :-تجنب الخسارة التى قد تلحق بالفرد من جراء ما يقوله غاضبا من فقدان لحقوقه التى لم يستطع الحصول عليها بادب النبوة وهو " حسن الطلب "كما اشار صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب عندما هم بقتل الاعرابى الذى دخل عليه فى مجلسه جاذبا اياه من ردائه حتى اثر فى عنقه قائلا للنبى محمد انكم يا بنى عبد المطلب قوم مطل فقال له يا عمر عليك "ان تامره بحسن الطلب وتامرنى بحسن الاداء" ان من اعظم المشاعر التى تنتاب الانسان ويرتاح بها هى مشاعر النصر . والنصر الحقيقى هو على النفس بمخالفتها وكظم الغيظ المامور به فى كتاب الله .عندها يجد الانسان حلاوة ذلك النصر فى قلبه . تماما كما يترك النظرة المسمومة التى هى من سهام ابليس "فمن تركها مخافة الله ابدله الله ايمانا يجد حلاوته فى قلبه "انها حلاوة وفرحة النصر على النفس وان استطاع الانسان ذلك لكان سعيدا ما حيا وما فعل .ان الحاصل الان ان الامور مقلوبه فما يسعد ويقر به صاحبنا للحظات هو ما يشقيه طويلا . ان علامات النجاح والتقدم للامام والنصر هى فى التحول عن ذلك تماما بالتحكم فى النفس وكبتها وان تعبت .وامساكها وان سهرت وارقت .وبات الان علينا جميعا وعلى صاحبنا ان يدرب نفسه حتى ياتى اليوم الذى يقول فيه
"الان استطيع النوم ملئ جفونى وانعم بالراحة والفرحة اذ كظمت غيظى ولم اغضب " ويا له من نصر عظيم .

الاثنين، 1 مارس 2010

من يحب الناصحين ؟2

لا شك ان النصح ثقيل والحقائق قد تبدوا احيانا مثله لذا وجب الاستعانة عليهما بالطف الطرق وافضلها. ان المنطق يوجهنا الى ضرورة ابرازالنفع العائد على الفاعل كما نبرز الفائدة العائدة على المفعول له فهو ادعى للحماسة الى الصواب وفعله و هذا نهج الاسلام .ومن حكمة الشافعى والقائل فيها " من نصح اخاه بين الناس فقد شانه ومن نصحه فيما بينه وبينه فقدستره و زانه " نهتدى. فكما تبرز الحكمة الفائدة العائدة على المنصوح سرا بعدم احراجه على الملا واحترام كيانه وعدم النيل من شخصه وحفظ هيبته والتى ربما تمثل حافزا للناصح للعمل بها الا انه يبقى ابراز الفوائد العائدة على الناصح اولى اذ هو القائم بالنصح والمتحفز له . فمراعاة اداب النصح ادعى الى قبوله من الناس و من الله .فتحرى النصح سرا اقرب الى اخلاص الناصح منه الى السمعة والرياء وارجى للقبول عندالله . وكلما تحرى الانسان نصح الاخرين سرا الا كان اقرب لتبنى القيم والاهتمام بها اكثر منه للاعلان عن النفس وما قد تحمله من حب الظهور وابراز ما لها من الصواب على رؤوس الاشهاد .لذا فان الحكمة المشهورة "طوبى لرجل اهدى الى عيوبى "تعلمنا ان الناس تحب ان تقدم لها النصائح كما تقدم الهدايا. فعندما نحب ان نهدى احدا شيئا الا فكرنا كثيرا عن الافضل والاليق والانسب .وافضل الهدايا هى ما كانت تمثل حاجة للمهدى اليه .فلو اهديت انسانا شيئا ليس لديه مثله الا كانت احب وافضل الهدايا عنده وابقى اثرا فى نفسه .واما عن اختيار الغلاف ذى الاالوان الجميلة المبهجة وكيفية تغليف الهدية ومراعاة اناقة ما تحمل فيه فمن لوازم تقديمها والذى يستوجب ايضا الزيارة المؤقتة باختيار المزور فى الوقت المحبب والمفضل لديه . وترتيب الكلام واختيار اطيبه الذى يسبق تقديم الهدايا والذى دائما ما يكون عن حسن اخلاق المهدى اليه وكيف انه يستحق اكثر من ذلك وان هذا قليل من كثير يستحقه ونحو هذا الكلام دائما ما يسوقه حاملوا الهدايا لما له اثر فى نفسية المهدى اليه .وعلى هذا يجب ان يقدم النصح "على اكمل وجه "كحال الهدية تماما بل ربما يزيد الاهتمام بما يفوق الهدايا العينية والتى من طبيعتها ادخال السرور على الناس" تهادوا تحابوا " اما تقديم هدايا النصح وما اثقله فيوجب علينا ويستحق منا الاهتمام الاكبر .ولو اصطحب كل ناصح هدية عينية معه عند قصده نصحا لغيره لكان اوجب لاتباعه اداب النصح وادعى لقبوله من المنصوح .ان طوبى مكانة بالجنة يدعو بها المنصوح للناصح اذ بما يهديه من عيب الا كان من شانه تعديل اخطائه والتى تجنب المنصوح السيئات والتى تقربه من جنة رب العالمين . وهذا مفاده ان على الناصح ان يكون موضوعيا يعرف طريقه وهدفه مستشعرالخير الذى سوف يعود بنصحيته على المنصوح بتقريبه من رب العالمين .و كما ان اهداء العيوب يقربنا من الجنة فطوبى للناصح حتى يدخلها معنا .

الأحد، 28 فبراير 2010

من يحب الناصحين ؟ 1

كثيرا ما نسمع من الحكماء والمربين " ان النصح يقبل على اى وجه " و ذلك ان فقد الناصح الحكمة وادب التناصح و جنحت به ربما رعونة الحرص على المصلحة عن المسار السليم ولم يستطع ان يهدى الناس عيوبهم .و وفق الحكمة المذكورة فان على المنصوح ان يقبل النصح على اى وجه بغية الاستفادة حتى وان قذف به فى وجهه فهذا لا يعيبه بل يعيب الناصح .لكن الحادث ان اكثرنا يعلى ذكر تلك الحكمة حتى اذا وجد نصحا على غير هدى الا رد الناصح باقصى ما يملك .ومن الناس من يتمالك نفسه حال الناصح غير اللبيب الا انه لا يحاول الاستفادة مما قيل .ان رد الناصح وبغضه وعدم المقدرة على الاستفادة منه جريمة لا تقل عما اقترفه الناصح بسؤ طريقته .فلا فرق بين الاثنين بل ربما يثاب الناصح بنيته وان خانته الطريقة وتقام الحجة على المنصوح اذ رد النصيحة غير مكترث لمحتواها . ولقد عاب الله سبحانه وتعالى على قوم صالح فى القران قائلا "ولكن لا تحبون الناصحين "ان الذين يعانون من ضعف ثقتهم بانفسهم هم من تشغلهم طريقة النصح عما قد يحمله لهم من خير .ان مثل هؤلاء ليس عندهم وعى بمعرفة ذواتهم فلو عرفوها لتقبلوا كل ما يلقى عليهم من نصح بغية الاستفادة وان حق لهم الغضب من عدم مراعاة الادب . فاول ما يجب عليهم معرفته هو انهم ينتمون الى عالم البشر الغير مبرا من العيوب و لا مبرأ من ذلك الا الانبياء واولهم محمد صلى الله عليه وسلم اذ رباه ربه وزكاه سبحانه وتعالى قائلا "وانك لعلى خلق عظيم "و برغم ما نردد دائما ان كل بنى ادم خطاء الا اننا لا نقبل سماع اخطائنا . اننا كثيرا ما نردد مقولة الامام مالك المشهورة عندما اشار الى قبر النبى صلى الله عليه وسلم قائلا ان غيرصاحب هذا " يؤخذ من كلامه ويرد عليه "واول ما يرد لنا رايا الا انزعجنا كثيرا وكانه لا يجب .وكان المقولة تعنى ان نرد على المتكلمين لا ان يرد علينا . مثل هذه السلوكيات تشير الى اصحابها بمرض عضال يجب ان يبراوا منه والا جنحت بهم نفوسهم الى الهاوية .فهم بذلك ينخلعون من عالم البشر رويدا الى عالم اخر ولا اظنه عالم الملائكة .ليرتب الانسان اموره على حقيقة تحييى قلبه وعقله وهى :ان يقبل الحق من اى انسان كبر ام صغر ايا كان لونه وجنسه ودينه ووطنه " فالحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو احق الناس بها "فالضالة ينشدها الانسان ولن يرفضها اذا وجدها له احد من الناس مهما كان .فهو على الدوام ينشدها وربما تحايل لايجادها فبالصلاة ربما استحضر الشيطان ليصرفه عن العبادة الى ضالته التى هى من ودائع الدنيا ومتاعها .فما بالك ان كانت ضالة احدنا هى نفسه . ايردها وهو الباحث عنها اذ وجدها له يوما من لا يحبه او حتى من يكرهه ؟ لتكن ضالتنا هى التعرف على نفوسنا وعندها لن نستنكف ممن واين وكيف نتعرف عليها .واكثر القوم نضجا من يفعلون .

الجمعة، 26 فبراير 2010

ام كالخنساء !

عندما تذكر الخنساء الا تذكر القوم صبرها وجلدها على فقد ابنائها الاربعة وكيف ان الايمان بدل حالها بعد شعر الرثاء المنبوذ على اخيها صخر الى صبر الاحتساب والاستسلام التام لله رب العالمين . لكن فى الحقيقة وراء تلك المراة العظيمة شان اخر عظيم لو تاملنا القصة من اولها سندركه .تعالوابنا اولا نحاول الاجابة على هذا السؤال . ماذا تفعل ام عند استدعاء احد ابنائها للمعركة ؟ ربما تبكى او تضطرب وربما تستقوى لاعداد مستلزمات الرحلة الى ساحة الجهاد اوتهتم بتوصية احد الناس على ابنها قائدا كان ام زميل له .ولو كانت ذو جاش ربما تجلدت صبرا على بعده ولو كان عندها من نصائح لمثل هذا الحدث لتركتها وجلها لقائد ينصح ويذكر بفضل الجهاد وفرضيته وعليها ان تطمئن لان فى ذلك من يفوقها حكمة ودراية بفنون الحرب وما يجب ان يكون عليه المسلم فى مثل هذه المواقف .كلا انها لم تفعل ولم يرق لها مثل ذلك وان كان قائد الجيش سعد بن ابى وقاص ومن ورائه الخليفة العادل الراشد الفذ امير المؤمنين عمر بن الخطاب انها تعرف قيمتها كام وتدرك مدى طاعة بنيها ونصحها الذى هو امضى من كلام اى حكيم ومن قائد مهما علت به الرتب .انه شعور الام بالمسؤولية الذى تخطى الافاق فقد جمعت بنيها الاربعة الذاهين للمعركة .جمعتهم اول الليل قبل اندلاع المعركة بساعات معدودة لتتلو عليهم البيان الذى يجب ان ترى صداه فى نضالهم مع الباطل .ولك ان تتخيل ما هى اهم الاشياء التى يجب ان توجهها الام فى تلك اللحظات ؟ توصى بعضهم ببعض ان يكونوا متقاربين.اوان يحمى بعضهم ظهور بعض ؟ما شغلها سلامتهم ولا غنائم حرصت على عودتهم بها .بل قالت لهم "انكم اسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين " انها ارادت فى بداية حديثها اليهم ان تحسن نواياهم فى الذهاب الى القتال .فاعلمتهم انهم غير مجبورين فقد دخلوا فى الاسلام طائعين هاجروا مختارين .لا تريدهم ذاهبين تحت اى ضغوط او حيثيات تفسد عليهم ثمرة الجهاد .ذكرتهم ان كل ما سلف باختيار وحرية سواء فى دخول الاسلام او الهجرة فارادتهم ان يكونوا كذلك عند الاقدام على كل تكليف. فاخبرتهم انه باختيارهم وبارادتهم الجهاد فى سبيل الله . انتم احرار لا تضحوا الا بعد ان تخلصوا انفسكم لله تماما .اياكم ان تحسموا اموركم واهم ما فيها حياتكم ان تكون سدى تحت اى ضغوط ليست من صميم قلوبكم او غير مقتنعين تماما بها انها يجب ان تكون لله وحده سبحانه .وربما ارادت ان تذكرهم بان الجهاد والتضحية من صميم هذا الدين الذى اخترتموه بارادتكم ولقد سبق لكم التضحية بالبلدان والاموال والذكريات اذ هاجرتم مختارين ما اكرهكم احد على ذلك .فلتكن حياتكم فى ظلال الاسلام بارادة وحرية ورغبة لا دافع وراءها الا الله الذى اخترتم دينه واتبعتم نبيه طائعين من قبل فما اكرهكم احد عليه. ثم بعد ذلك تكلمت عن شئ تعجب له اشد العجب وهى قضية عفتها وطهارتها قالت "والله الذى لا الاه الا هو انكم لبنوا رجل واحد كما انكم ابناء امراة واحدة .ما خنت اباكم ولا فضحت خالكم .ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم " لماذا قبل المعركة ابراز هذه القيمة ؟ انها ارادت ببلاغتها فى كلمات معدودات ان تعلمهم باهم ما يجب ان تكون عليه المسلمة . وان نقاء الامهات وعفتهن من اعظم ما يستمد منه الابناء القوة فى الحق .وان فى الجهاد صيانة للحرمات فلو دخل الاعداء الاوطان فربما افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة واكثر ما يذل الاحرار انتهاك اعراض نسائهم .فانكم فى مهمة قوامها الحفاظ على الاعراض .الاعراض التى افتخرتم بها ولم تطئطئوا رؤوسكم يوما بسببها .انها تعلمهم انها قامت بدورها اللائق فى الحفاظ على العرض والان جاء دورهم لصيانة الاعراض التى يدركون اهميتها بعد اذ ذكرتهم بفضلها وما نعموا بجرائها .ثم ذكرتهم بالنعيم المقيم وجزاء المجاهدين والشهداء مستشهدة فى ذلك بقول رب العالمين "يايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " بعد ان حمستهم للقتال والتجلد اذا حمى وطيس المعركة .
نريد ان نخلص من ذلك بعدة امور اهمها : حسن تفهم الام لتربية بنيها حتى ياخذوا عنها كل نافع ويدركون اهميته واهم ما تنشئهم عليه الحرية وايجاد الرغبة الصادقة عند كل عمل يدعون اليه .ومن ثم تدرك الام ان اثرها كبيرا فلا تغفله وانه لا بديل لحكمتها واثرها فى ابنائها مهما علت الحكمة باخرين .وان صيانة عرض الام من مقومات الرجولة لبنيها واخوانها وضمان العزة والتقدم والرقى لهم.ولاجله يجاهد كل فى مجاله بلا ياس او الم نفسى يحول بينه وبين النجاح .ان الذين لا يعتزون بابائهم وامهاتهم لسبب او اخر لن تجد لهم نجاحا فى حياتهم . لذا فليحرص كل من يطلب لبنيه النجاح ان يجد دائما طريقا للقيم التى يجب ان يعتز ويفخر بها الابناء .

الخميس، 18 فبراير 2010

استفراغ الوسع

درج اصحاب الدعوات والمشروعات الاصلاحية واعتادوا على ترديد كلمتى "استفراغ الوسع " كسبب من اسباب النصرة والتمكين ويعتبره الجميع حتمية لا بد منها لاستجلاب وتحقيق النتيجة المرجوة . وهذه حقيقة فنضج كل ثمرة على اختلاف نوعها مرتبط باستفراغ الوسع المتمثل فى حسن انتقاء الفسيلة وحسن رعايتها .الا انهم يمرون على سرد تلك الحقيقة سريعا متحمسين الى اطالة الكلام عن حتمية اخرى وهى هلاك الظالمين الذى لا مناص لهم ولا فكاك منه جراء اعمالهم . ويستهلكون فى ذلك وقتا يضاعف نظيره من استفراغ الوسع اضعافا مضاعفة . وكلما ارادوا ان ينفثوا عن انفسهم مما يمارسه الظالمون افرغوا الجهد فى تبيين ذلك .ولقد تاملت نوحا عليه السلام وهو يستفرغ وسعه اعواما قاربت الالف . وتاتى قصته فى سور عدة منها سورة باسمه عدد اياتها ثمانية وعشرون آية .منها عشرون تبين استفراغ الوسع فى السر والعلن واختيار الزمان الليل والنهار والترغيب تارة بارسال الله السماء عليهم مدرارا وامدادهم بالمال والبنين ووعدهم بالجنات والانهار والمغفرة .والايات توضح ذلك . وفى سورة اخرى بينت الايات استفراغ الوسع فى بناء السفينة وتجميع الحيوانات من كل زوجين اثنين وفق امر الله له وما زال ناصحا لقومه فى كل ذلك ولم يستجيبوا .ثم بين الله سبحانه وتعالى فى اربع آيات ردود افعال قومه .ثم بين فى آية واحدة فقط وهى الآية رقم خمسة وعشرون ما حل بهم من عذاب "مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارافلم يجدوا لهم من دون الله انصارا " ان حسم قضية الظلم تاتى فى اية واحدة وفى لحظة واحدة وكذا فى سورة اخرى "ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا انهم مغرقون " وفى غير قصة نوح وتحديدا مع هود عليهما السلام يخبرنا سبحانه بالجزاء الذى حل بهم بعد الاعراض فى كلمتين "فكذبوه فاهلكناهم "كلمتان تحسم القضية .لكن البعض اليوم ربما يستفرغ الوسع فى اطالة الكلام عن الظالمين وحتمية الجزاء اللائق بهم وهى حقيقة قائمة متجذرة فى نفس كل انسان خلقه الله فجزاء الظلم واضح عند كل اصحاب الملل والنحل وليست قضية جدلية عند االمؤمنين وغيرهم ليستفرغوا الطاقة فى التدليل عليها ولا تستدعى الاطالة فيها . وفى المقابل يكون المرور العابر على قضية استفراغ الوسع الذى يختصر فى كلمتين وزمن لا يعدو النطق بهما وكاننا استفرغنا الوسع ولم يبق الا انتظار الظلم الذى يوشك ان يقع على الظالمين .ان مسالة استفراغ الوسع هى لب الموضوع الذى يحتاج الى تحديد الوسع والطاقة لدى كل انسان وهذا ليس شيئا هينا بل يستغرق مجهودات يجب التركيز فيها والاستفادة من السابقين فى مثل ذلك .ثم توظيف تلك القدرات والمواهب عند كل فرد فيما يتوافق مع المهام المرصودة والمتاحة .ان استفراغ الوسع يعنى عدم بقاء اى فرد بلا مهمة .ولا يوجد انسان غير قادر على فعل شئ ذى قيمة .ولم يستثنى الله احدا من استفراغ الوسع فى قوله تعالى "ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا نصحوا لله ورسوله " ان الاية مفادها انه لا تعزر الاصناف المذكورة آنفا الا اذا نصحت لله ولرسوله اذ لم تجد ما تستفرغ به وسعها من مال او مركب .ان استفراغ الوسع لا يعنى الصبر والاحتساب حال البلاء والقدرة على التخلى عن كل شئ والتضحية به فقط لكنه ايضا يتمثل فى تفعيل اى قدرة لدى اى فرد قلت ام كبرت وتعنى الاستعداد بما يستطيعه كل انسان من فكرومواهب وحرف ومهن لتكون استفراغا لما يملكه الجميع والذى نستجلب به نصر الله واهلاك الظالمين .اذا فاستفراغ الوسع هى قضية العمرالتى يجب ان يسعى اليها الانسان ما استطاع اليها سبيلا والتى يجب ان ندندن حولها دائما .اما قضية الظلم ومآل الظالمين فتكن تذكرة سريعة لتطمين الساعين للانجاز و تشجيعا على الاسراع وعدم التكاسل .ولا يجب ان يستفرغ الوسع وانفاق الوقت فى الحديث عن الظالمين وتوعدهم بما عند الله من عذاب وفقط .

الجمعة، 12 فبراير 2010

ننفخ فى الاناء!

ان للنفخ فى الاناء مضار كثيرة وهو ليس من الذوقيات ويانف الانسان من ذلك بفطرته . ولذلك نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال "نهى رسول الله عن ان يتنفس فى الاناء او ان ينفخ فيه " رواه ابو داوود. فالهواء الخارج من جوف الانسان عندما يمر على البكتريا التى هى فى حلق الانسان له ضرر بالنافخ ومن ولاه فى الشرب من الاناء . ولقد اثبت العلم الحديث انه اذا وافق ذلك النفخ سطحا ساخنا فانه قد يحول الطعام بما حمله من بكتيريا تسكن حلق الانسان الى احد مسببات السرطان .وعلى هذا كان قوام منهج الاسلام ان يحاذر الانسان فى كل ما يقوم به من قول او فعل حتى وان كان نفسا فى تجنب الضرر والوقاية منه سواء كان على مستوى الفرد او الجماعة.ولقد جال بخاطرى كيف ان ذلك النفس البسيط اثره كبير وضرره يفوق حجمه اضعافا كثيرة .ولقد تاملت ما يضر بالانسان اكثر الضرر فوجدته من جراء ذلك النفس الذى يكون احيانا صامتا واخرى ناطقا. فهو زفير إما يحمل المرض العضوى إن كان صامتا حال النفخ فى الاناء او الطعام الساخن .او ناطقا يسبب المرض النفسى او الاجتماعى والاخلاقى حين يحمل فكرا او كلاما يضر بصاحبه والاخرين .ان الاناء له احتراما ينبع من كونه اداة نرتوى بها ونطعم ولا يصح اهانته بانفاسنا. ولقد جعله الله وسيلة لحمل رزقه الى جوفنا فلا ينبغى ان نحوله الى اداة لمرض ابداننا بجهل لا ينبغى .ان مؤسسات العمل التى اخترنا العمل فيها وقبلناه بارادتنا انما قداستها واحترامها ينبعان من ذات القيمة اذ بمحل العمل ومؤسساته نستقبل ونستشرف رزق الله سبحانه وتعالى الذى ينمو به لحمنا و الذىنحاذر من ان ينبت من سحت او حرام.ان مصدر رزقنا وهو عملنا والعمل قوام الحياة و لا تستقيم الا به يجب ان يكون له الاحترام الوافر الذى يجعلنا نحاذر من ازفارنا التى ننفسها فيه . ان الكلام الذى يلوث المكان كالنفس الذى لوث الاناء الذى ينفخ فيه حتى يصير مصدرا للأمراض .وقد يكون من اسباب ضياع الرزق عدم حرصنا على طهارة الاناء الذى يحمله الينا . فازفارنا الغير محسوبة كما تلوث الاناء بالنفخ و تحوله سرطانا احيانا هى التى قد تحيل محل عملنا الى مثل ذلك .ان المسلم الواعى هو الذى يستمد قوته ونهضته من قيم الاسلام والتى بنيت على محاذرة الضرر الواقع على الانسان او غيره .ولقد تذكرت مثلا لأمى كانت دائما ما تستشهد به عند اضطرارها الحكم على بعض الناس اذا ما دعيت لذلك اذ كان اعيب الناس عندها هو ذلك الشخص "الذى يبصق فى الماعون الذى يشرب فيه ".
رحم الله امى وصلى الله على محمد وآله وصحبه الاطهار .

السبت، 23 يناير 2010

وجبة باهظة التكلفة

ان من الناس من يرى تمام سعادته فى الكلام عن الغير والتشهير بهم. ويقضى الليالى الطوال يتحدث بغير علم فيما لا يعنيه وينسى ان ذلك منافيا لتعاليم الاسلام الصريحة حيث قال صلى الله عليه وسلم "من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه "فما بالك ان كان الكلام فيما لا يعنى افتراءا لا اقول على البشر لكنه افتراءا على الله لان سؤ الظن انما هو ممقوت لاسباب كثيرة اهمها انه منازعة لرب العالمين فى غيبه "لا يعلم الغيب الا الله " فسؤ الظن بالناس انما هو سؤ ادب مع الله فى المقام الاول لانه ادعاء لعلم ما فى الغيب وهذا اختص به رب العالمين .فما اعطاها لافضل خلقه محمد "ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السؤ" هذا ادب النبى محمد صلى الله عليه وسلم مع ربه . اما بعضنا اليوم فهم تعالوا بسؤ ظنهم على رب العالمين ولا يدرون .ولو ملكوا الدليل على الناس بفسقهم فالستر اوجب فى حق المسلم والتشهير به مرفوض من شريعة الاسلام .اما عندما يكون التشهير محض افتراء ولا دليل معه فى ذلك فان الفاعل لا يعبر الا عن نفس اعتلاها ركام الاثم والتوغل فى اعراض الناس .وكما قيل من احد اسلافنا :اى اللحوم افضل ؟ لحوم الدراج ام الدجاج ؟ قيل بل لحوم البشر الذ .ان سعادة البعض فى مضغ لحوم البشر لتعلو سعادة الجياع عند حضور اللحم بنوعيه الاسماك (الدراج ) والدجاج .انها سعادة غالية الثمن لكن فاتورتها مؤجلة لحين لقاء رب العالمين . انها اغلى وجبة فى العالم اذ انها بعملة نادرة وان شئت فسمها العملة الصعبة بل المستحيلة الحصول. انها تكلف ما هو اهم من المال والجاه والسلطان ولو ملكناه جميعا ما سد ثمن تلك الوجبة "يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم "ان آكلى لحوم البشر ومدمنيه يضيعون دنياهم بلا فائدة ولا طائل .فلو ملك احدهم الارض يوم القيامة لن تقبل منه اذ ظلم غيره من الناس .ولن تزول قدمه حتى ياتى بنفاد ما قد قال فى الاخرين .ما شهد على الجريمة ولم يكن خصما ولا حكما ولم يطلب منه ذلك ويقسم على الله ان فلان اخذ كذا وفعل كذا ؟ يا الله .رحمتك يا رب بنا وبعبادك .انهم اقسموا ان يوزعوا حسناتهم ويحملوا اوزار غيرهم ساعة اقسموا ادعاءا بما لم يروه . ليس هناك طائل ولا عائد من كل ذلك الا انفاق الحسنات وحمل السيئات بلا جدوى ولا فائدة ولن يبلغهم ذلك متاعا من الدنيا ولا مكانة فى الاخرة .ان الاذكياء الفطناء هم الذين يتجاوزون ذلك الى ما يصلح معاشهم ومعادهم منصرفين الى ما يفيد .اما المبتلين بكلام الناس نقول لهم انه ليس بلاءا بل نعمة من رب العالمين وتكفير للسيئات وزيادة فى الحسنات .واحب ان اسمع الجميع قول الشاعر "ان كان عندك يا زمان بقية مما يهان بها الكرام فهاتها " ان الصبر على مثل ذلك رفعة للشان عند رب العالمين اذ لا تقابل الاساءة بالاساءة بل بالاحسان .فمن الصدقات المتقبلة .التصدق بالعرض على كل من نال منه . وهذا ديدن الصحابة ومن سار على دربهم. ومن الناس من لا يرجو الحسنات من هذا الباب لكن يرجوها من فضل رب العالمين وجوده وكرمه اذ اكرم كل من نال من عرضه وخاض فى سيرته بما ليس فيه بالعفو والمسامحة فبهما يتقرب اليه سبحانه الذى يعلم السر واخفى.انظر الى النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى كل حالاته ما ملك الا العفو فهو شيمة الكرام والانبياء والرسل فما زاد على قومه اذ آذوه الا ان قال "اذهبوا فانتم الطلقاء " اتمنى ان نملكها دائما ونقدر عليها ما جهل الجاهلون وتقول القائلون .

الأحد، 17 يناير 2010

لا ارضى واحد ابنائى فى النار

رضى كل من البشر مرهون بتحقق طموحاته .فمن الناس من يرتاح عند حصول ابنائه على قسط التعليم الذى يؤهلهم للحياة ويرضى .وكلما حقق الابناء درجة من الاستقرار كلما تحقق معها مزيد من الرضى .الى ان يتزوجوا وحبذا لوادرك احدنا الاحفاد ولعب معهم ولعبوا معه .فما اجمل اللحظات. و على كبر سن احدنا وانحناء ظهره الا انه اقدر على استيعاب الاحفاد واللهو معهم بما لم يملكه فى امسه من خبرة وقدرة وحكمة تمكنه من اعطائها للابناء .ونحن جميعا نتوق لذلك ونحلم به ولا باس ان يسعى كل منا راجيا الله ان يبلغه مثل هذه اللحظات الجميلة التى تقر بها العين وتسعد لها النفس ويطرب لها الفؤاد.ولكن هل يكتمل رضى احدنا بذلك ؟اى عندما يدرك الاحفاد ومن قبل الابناء فى سعادة واستقرار وسعة فى رزق وبلغة من عيش ووفرة من منصب .حتى اذا سئل عن احواله واحوال ابنائه فاض بالرضى والحمد اذ منحه رب العالمين زمنا ليرى ما كان يحلم به ويرجوه .وكأن الامر الى هذا الحد قد انتهى والرضا قد اكتمل .والى عهدى احلم به وارجوه وكنت احسبه تمام الرضا وبلوغ الامانى التى يحلم بها ويرجوها الناس حتى قرأت فى تفسير قول رب العالمين "ولسوف يعطيك ربك فترضى "ما ذكره محمد صلى اله عليه وسلم فما ان نزلت الاية حتى قال "لا ارضى وأحد من امتى فى النار "وفى رواية " لا ارضى واحد من اهل بيتى فى النار "عندها دار بخلدى أشياء كثيرة وكان على راسها عظمة النبى صلى الله عليه وسلم رحمة الله المهداة الى العالمين. وكيف ان رحمته قادته حيث لا يستقر فؤاده و لا تسعد نفسه وترضى الرضا التام الا اذا كان جميع اهله وامته فى الجنة .ان رضاه بما اعطاه له ربه من فتح وتمكين فى قلوب الناس وما اعده له رب العالمين من منزلة ومكانة فى الاخرة ما انساه اهله وامته يوم القيامة .فلا يرضى حتى يدخلوا الجنة .ان رضاه حيث بلغت رحمته .اما رضانا حيث بلغت بنا اقدامنا .كنت كلما قرات الاية " ولسوف يعطيك ربك فترضى "اشعر بنعمة الله وبما افاض على به من بلوغ الامانى ومنها المال والولد .لكن يا ترى لو ان
احدنا وجد فى النار احد ابنائه اواحفاده الذين سعد بهم فى الدنيا ايبقى ذلك من سعادته شئ ؟ ان رحمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم تعدت الافاق والتطلعات والطموحات فلا سعادة ولا رضى يكمل بغير الجنة و النجاة من النار . ان سعادة احدنا بنجاح ولده فى الثانوية العامة وحصوله على درجات الطب والهندسة لتبلغ باحدنا مبلغ الرضا الذى ربما يفوق رضا دخوله الجنة والى ذلك نكرس جهدنا وطاقاتنا من مال ووقت عاملين على بلوغ الجامعة بما لم نعمله من اجل دخوله الجنة والبعد عن النار .لا اقلل ولا اسفه ممن كان شانه بلوغ ولده المال والسلطان لكن الا يستحسن ان نبذل الجهد المناسب لجعل ذلك المال والسلطان قربة لرب العالمين وسعيا الى الجنة .يجب الا يغيب عن وعينا عند توجيه اولا دنا فى كل ما نرجوه ويرجونه من امال الدنيا ان يصحبوا معهم خشية الله وابتغاء وجهه بكل ما يؤتون فيها .ان هناك فرق بين طالب علم يستطل به على الناس وينافس غيره فى الجاه والسلطان واخر يرجو به وجه الله . فما يكمل رضا الاباء الا اذا كان ما يحققه الابناء فى الدنيا سبيل تقر به عيون الاباء فى الاخرة فضلا عن رضاهم فى الدنيا .
فلا رضى واحد ابنائنا فى النار.لمثل ذلك فليعمل الاباء وكل من وليى امرغيره ولو كان واحدا .ليعمل على نجاته ونجاتهم من النار .ولو عاش بهذه الروح لكان عليهم احلم ونظره لنقاط ضعفهم ادعى للقرب واوجب للعلاج يردهم الى طريق الصواب بدل ان يجافيهم ويتخذ منهم موقفا قد يكون من شأنه عدم القيام بالواجب المطلوب وفق امر رب العالمين "قوا انفسكم واهليكم نارا ".
وليكن عملنا وجهدنا لمن ولينا امورهم من قريب او بعيد انما هو لغاية واحدة واضحة وهى العمل على ان يكونوا من اصحاب جنة رب العالمين وليكن شعار الجميع "لا ارضى واحد ابنائى فى النار "لنرفعه شعارا ونجعل منه انطلاقة نحو تربية هادفة واسلوب واضح نعلم من خلاله ماذا نفعل ولاى شئ نبذل و كيف نوجه ومتى ينبغى ان نسعد ومتى وعلى اى شئ نحزن .فرب ما يسعدنا وما يحزننا ليس له علاقة بقضيتنا الكبرى وهى الا نكون نحن او احد احبائنا فى النار
ويا سلام لو كنا كده

الجمعة، 18 ديسمبر 2009

تبادل المواقف تختصر الطريق

فكرت فيما يحتاجه ابنى المراهق ذى السادسة عشرة من معارف وقراءات لها اولوية فى حياته . فقلت كى اكون موفقا فى ذلك لا بد ان اتذكر كيف كنت افكر عندما كنت فى مثل سنه .وما هى الاشياء التى كانت تزعجنى فى تلك المرحلة من العمر .وجدتها كثيرة لكن قلت اهمها تلك الهواجس التى تنتاب الطفل فى تلك السن وهى النشاط الزائد فى نمو العقل فى تلك المرحلة .ومحاولة التامل فى الكون والخلق و الخالق سبحانه وتعالى .وكنت قد قرات كتابين رايتهما من اوفق و انسب ما يكون فى تهدئة النفس والتعرف الحقيقى على رب العالمين وانفع لعقل المراهقين ومنهم ابنى .الكتابين هما "الله فى العقيدة الاسلامية للشيخ حسن البنا "والكتاب الاخر "الله جل جلاله للاستاذ سعيد حوى رحمهما الله فبحثت عنهما فى مكتبتى فلم اجدهما .فاشتريتهما من جديد .واشرت على ابنى باهمية ما تحويهما ومدى اهميتهما لمن هم فى سنه . وقلت له عليك بقراءتهما واوعزت الى امه ان تتابعه فى ذلك .وبعد عدة ايام بل ربما اسبوعين بادرتنى زوجتى بان الولد قال انا لن اقرا هذه الكتب وانا الذى اختار ما يجب على ان اقراه وما احبه .وهنا تملكنى شئ من الغيظ لكنى تمهلت وفكرت عدة ايام فكيف اوازن بين يقينى بما يصلح ابنى وبين الحفاظ على الود الذى يجب ان يبقى وينمو ليستشمر على تالى الايام .فاكثرنا يذهب به غيظه الى التنفيث عما فى دواخل نفسه بطريقة تفسد العلاقة بينه وبين ابنه ناسيا هدفه الرئيسى من ذلك كله وهو اصلاح الابناءفلو فسدت العلاقة بين الاباء والابناء فلا سبيل لذلك .وبعد تفكير عميق هدانى الله الى طريقة وجدت فيها النفع .فقلت بدل ان اريق الوقت فى اقناع ابنى بمدى اهمية ما قررته له ان يقراه ويشعر ابنى من خلال الحوار انى افرض عليه شيئا .قلت افتعل حوارا فجمعت اولادى الابن واختيه وطرحت عليهم سؤالا .قلت لهم عندما تكبرون ويكون عندكم اطفالا ماذا تودون ان يكونوا ؟ فصمتوا فقلت اساعدهم .فقلت لهم تريدون ابناءكم مثقفين ام جهلة لايعرفون شيئا عما يجب ان يعرفوه ويكون له اثر فى حياتهم ؟ فقالوا بالاجماع نريدهم مثقفين فقلت لهم اتفقنا .وطرحت السؤال التالى .فقلت لهم هل تتوقعون ان يكون وعيهم كاملا فى نفس سنكم الان ليستطيعوا اختيار الامثل لهم ؟ قالوا لا اكيد سنكون اكثر وعيا بما يحتاجونه .فقلت لهم الحمد لله .وانهيت الحوار بذلك واكتفيت بهذا الحد فخشيت ان اربط بين ذلك الاقرار الواضح وبين ما قاله ابنى عندما اشتريت له الكتابين .وبعد تلك المناقشة سافرت حيث مقر عملى وتبعنى ابنائى بعدها بشهر تقريبا .و بعدوصولهم بايام فاجانى ابنى معتزرا عن نسيان الكتابين ببلدنا اذ بدا بقراءتهما وكان يتمنى الا ينساهما فقد شعر باهميتهما واهمية ما قد رشحته له للقراءة.
شعرت بعدها بانه يجب ان تتغير طريقتنا مع اولادنا و ان نفكرِ بطريقة تجعلهم دائما يعيشون مواقف الاباء وان نفسح لهم كى يتبادلوا الادوار حتى يعيشوا مواقفنا وان يستطيعوا استيعاب ما يصعب عليهم فهمه مما يصدر عن ابائهم من نصائح وتوجيهات .
دعونا نضع قاعدة لاقناع ابنائنا بما نريد وبما فيه صالحهم دون ان نشعرهم باكراه . وهى :ان نجعلهم دائما يعيشون دور الاباء وطموحاتهم وما يريدونه ان يتحقق فى ابنائهم فى المستقبل .
واتمنى ان اكون دائما كده ويا سلام لو كنت من زمان كده .

السبت، 12 ديسمبر 2009

ثقافة المؤامرة

كثيرون يحيون بروح المؤامرة عفوا يموتون .ولا متامر عليهم سوى نفوسهم التى بين جنوبهم والتى نشات على ذلك منذ الصغر فهم ضحايا الجهل الذى مارسه عليهم كثيرون طيلة حياتهم منذ الولادة حتى شبوا يافعين ربوا على ان ارزاقهم بيد غيرهم من البشر وانحسرت ثقتهم بالله وبانفسهم فكانوا يرون كل اخفاق انما سببه الاشباح التى لا تريد لهم نجاحا। وان نجاح الاخرين على حساب نجاحهم مع ان النجاح يسع الجميع ।و العجز الذى يحل بهم يجعلهم دائما يشعرون ان مصائبهم من تامر المتامرين .ولو تاملوا قليلا لوجدوا السبب الحقيقى هو الفشل الذى بذر بذوره داخل نفوسهم فصاروا مصدرا له । ولو ارجع كل منا اخفاقاته الى نفسه محاسبا اياها فربما تخلص من عيوبه ونهض। لكن ان يحيا طيلة عمره يعيش بروح الضحية المغلوب لاعنا الظلم والظالمين مكتفيا بالتشفى فى كال ما يحل بهم من نوازل نقول له لا. ان اكثر الناجحين ممن يملكون نفوسا عظيمة كتب لهم نجاحا باهرا عقب كل ضيم وظلم وقع بهم ।لكن ان يبقى اخرون طيلة حياتهم يسرفون فى سكب مشاعرهم وصرف طاقاتهم فى ما لا ينفع. ويروا فى مصائب الاخرين من مرض او ضياع مال جزاءا وفاقا لما حل بهم من فشل . فهذا تاله على الله ولا يضمن احدنا مرض بسبب او غير سبب فهذا سؤ ادب لا نقول فى حق المبتلى انما مع الله فهو اعلم بالسبب .ويبدل الله حال بعد حال فكم من مريض شفى وكم من صحيح مات بغير علة। وبدل ان يقول المؤمن عند حدوث مرض "الحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به كثيرا من خلقه ليبرا هو وذويه واهل بيته "فانه يستعجل الضر والمرض ذاته لاهله عندما يفرح بمصابهم . اسال الله العافية لكل المسلمين .فليس هناك مسلم يسعد بذلك । ان المنافق هو الذى يفرح لمرض مسلم حتى يرفع خسيسة نفسه ويطمئن نفسه انه الاصوب يمنى نفسه। لكنه بذلك يضمن لنفسه ولبذور الفشل ان تنمو وتترعرع الى ما لا نهاية। ان فى رؤية احدنا ما يصيب الاخرين من ضر انما هو ما استحقوه بسبب ما فعلوه به من افاعيل انما هى دلالة على ضعف النفس وهوانها. اننا كثيرا ما نفرح عندما يغرق امريكا اعصار لانها دولة ظالمة اوكلما حلت بها نكبات ।ونقف عند هذا الحد مع ان هناك عشرات بل مئات الاسباب التى جعلتنا دولا فى ذيل القائمة ।وكذلك الحال فى عالم الافراد فكلما اصاب الرئيس او المديرمصابا الا كان بسبب تعسفه وظلمه ।اما غير ذلك من الاسباب التى اودت بصاحبها الى ما هو فيه من فشل وهى الاسباب التى ان تاملنا فيها وعالجناها بصراحة ووضوح ستؤدى الى نهضة حقيقية فقلما يعمد احد الى النظر واعمال العقل فيها।ما اضعف مثل هذه النفوس واتعسها والتى باتت تامن على نفسها بما حل بالاخرين واحتسبت مصائب الناس نصرا. هم فى الحقيقة ما زادوا على نفوسهم الا ضعفا وهوانا . الاضحك والاهم من ذلك كله انهم مازالوا يجبنون من اظهار تلك المشاعر فيتخفون فى ايصالها عبر اراء وايميلات غير معروفة وذكرنى هذا بمقولة ضحكت منها سنوات كلما تذكرتها ।اذ دخلت يوما حماما بمسجد لاتوضا للصلاة فوجدت شجاعا هماما كتب على باب الحمام من الداخل بعد ان تاكد من غلقه جيدا طبعا على نفسه مقولة عجيبة تدل على فرط شجاعة كاتبها "اتدرون ماذا كتب داخل الحمام الذى لا يراه فيه بشر؟قال "اقتلوا الوزراء الجبناء "حقا هم وحدهم جبناء اما انت يا كاتب المقولة فلك الشجاعة دون العالمين ।
"احيا الله ذكر الجاهليين اى من كانوا قبل الاسلام ومنهم عنترة بن شدادد اذ يقول .
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من شيمه الغضب
ابشر يا من تحمل الحقد فلن تعلو بك الرتب ولن تنال العلا حتى تتخلص من بذور الفشل التى بذرتها فى نفسك من المهد فجعلتك غضوبا تفرح فى مصائب الاخرين نقول لك ان مصائب الزمان تترى على كل البشر ونذكرك بقول الله تعالى "فلا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون" ونقول للمبتلى " ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون "فالمبتلى ينتظر العافية والصحيح السليم يخشى البلاء
اترك الظالم لله حتى تقفا سويا امامه ان لم تحملك نفسك على مسامحته ان كان حقا ظالما كماتعتقد. وقل لما اصابه من بلاء كلما تذكرته كما علمك رسول الله صلى الله عليه وسلم
"الحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به كثيرا من خلقه "حتى تعيش مرتاح البال.
। فليست راحة بال المسلم فى رؤية مصائب الاخرين. انما هى فى الرضا بقدر الله واستشعار العافية عند رؤية المبتلين। ان قدرت على ذلك فانت احسن عند الله ممن ظلم وان لم تقدر فاعلم انه مازال امامك الكثير لترتقى بنفسك حيث اراد الله ।ويا سلام لو كنا كده

الأربعاء، 4 نوفمبر 2009

ادب التواصل

ان الاستئذان ادب الفطر الانسانية التي لم يلوثها الفضول لمعرفة ما يدور فى اروقة الاخرين .والذى يستاذن على غيره من الناس فلاجل عدم التطلع على عوراتهم و امتناعا عن خدش حيائهم .اما ان يستاذن الزوج على الزوجة فهذا امر عجيب !ان الزوج الذى يطلع من زوجته على ما لم يطلع ولا يجب ولا يجوز ان يطلع عليه احد غيره يجب عليه ان يستاذن عند الدخول عليها لماذا ؟ ان فى استئذان احدنا قبل الدخول على زوجته وهى فى مخدعها رسالة تحمل التقدير والاحترام والاعتراف بكيانها واعطائها فرصة لتكون فى وضع تحبه وترضاه ويرضاه وذلك من شانه اشاعة الحب بينهما .فلو دهم احدنا بيته او حجرته يتخون اهله ترى ماذا يكون ؟ ايكون ذلك باعثا على مودة واحترام ؟ كلا فهو يشيع الفوضى فى العلاقات وربما كان باعثا لعدم الثقة ان كنت امام بيتك فلتطرق الباب لتعلم اهلك وان كنت بالبيت وتريد الدخول عليها مخدعها فلتطرق بابها وان كنت عائدا من سفر فعليك باعلامها لماذا ؟لتكون فى ابهى صورة وافضل منظر عند اللقاء . كان محمد صلى الله عليه وسلم ينيخ الابل و يستريح بظاهر المدينة اي خارجها عند عودته وصحابته فترة كافية من الوقت لتستعد المغيبات لمقابلة الازواج وهن على اجمل واحسن ما يكون ما اعظم هذاالخلق وما اعظم اثاره ان فى ذلك دعما للثقة التي يجب ان تسود هذه العلاقة الانسانية الفريدة ان تخون الزوج زوجته بمداهمتها او مفاجأتها عند العودة من السفر ليس فيه الا هدم لتلك العلاقة ونزع للثقة التى يجب ان تكون عماد مودتهما .ان منح الزوجة الثقة وهو من اهم عوامل النجاح فى الحياة من خلال ممارسة ادب الاستئذان معها لكفيل بان يؤدى الى حياة سعيدة هانئة
ويا سلام لو كنا كده

الخميس، 22 أكتوبر 2009

تجديد الاتفاق

لماذا يحتاج الزوجان دائما الى تجديد الاتفاق ؟ لانه تطرا على الحياة الزوجية تغيرات كثيرة منها ما هو مرتبط بالزوج وما هو مرتبط بالزوجة ।وكذا ما يطرا على الاولاد من تغير فى كل فترة من فترات نموهم فما كان يجدى معهم فى مرحلة ليس بالضرورة يجدى دائما .و لان الانسان كثيرا ما ينسى. ولا سيما ان ما يتفق عليه يكون فى بعض الاحيان وليدا جديدا على الزوجين كقناعة فكرية ليس وراءها من الاعتياد والممارسة مخزونا يؤهل للمارسة الجادة ।لذلك استغرب زميلى من بعض تصرفات زوجته والتى ارتاى انها تناى بعيدا عما اتفق عليه سلفا حول تربية الاولاد وكيفية التعامل معهم । من ثم يكون هناك شعور مؤلم مصدره شعور احد الطرفين بعدم الااكتراث او الاهتمام بما اتفق عليه سلفا. وهذا بمكنته ان يحدث صدعا او على الاقل عدم نمو فى العلاقة। وان تكرر ربما يصيب احد الطرفين بشئ من الاحباط او عدم جدوى الحوار او الاتفاق ।لذا يجب ان نلفت انتباهنا الى الى عدة امور حتى نبقى النمو مطردا والحياة الزوجية فى سعادة متزايدة يوما بعد يوم .ان الانسان من طبيعته النسيان وما اجمل ان نستحضر طبيعتناعندما نتعامل سويا حتى لا يجهل بعضنا على بعض او يظلم بعضنا بعضا । فما تم التعرف عليه سلفا من طبائع وجبلات فطر الله الناس عليها يجب ان يبقى فى ذاكرتنا عند تعاملنا معا وكذلك ما اتصف وتفرد به كل من الزوجين لا بد ان يبقى واضحا في مخيلتنا عند التعامل ।فليس التعرف غاية فى حد ذاته انما هو لما بعد ذلك اى عند حدوث الاختلاف اوتقصير احد الطرفين فى اتفاق ابرم بينهما ।فقد نبهنا رب العالمين الى ضرورة الصبر عند مطالبتنا الاخر بالانجاز فقال سبحانه "وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها "لماذا لا نصطبر لما نريد تحقيقه وهو على كل الاحوال ربما لا يرقى لمستوى الفريضة اننا قوم نستعجل الثمرة ।لا بد من معرفة طبيعة الاشياء وكيفية تحقيقها। والا فان الاكتفاء بالوسيلة وهى الاتفاق ليس كافيا لبلوغ الامانى وليعلم كلا الطرفين ان على كل منهما الاصطبار لبلوغ الامانى واستحضار ما تم التعرف عليه سلفا من طبائع بشرية عامة وصفات خاصة بكل طرف ليستطيعا استثمار ما تم الاتفاق عليه
ويا سلام لو كنا كده

عودة المحارب

لماذا يعود المحارب من المعركة ؟ انه يعود عندما تنتهى المعركة سواءا بنصر او هزيمة او ان يعود جريحا للعلاج .وان رجوع الجندى من المعركة دون اذن من القائد لحاجة يقدرها يعد جريمة فراريستوجب بها القتل .وان لذلك ارتباطا كبيرا بمصائر الدول والامم اذ انفضاض الجندى من المعركة لتقديره الخاص ربما يمثل سيلا من ردة تاتى على الجيش بالهزيمة لذا كان الحسم فى عدم التهاون فى ذلك الامر واضحا جليا .وان مسالة عودة المحارب انما هو امر مقدر من القيادة حسب ما ترى وتقرر الصالح العام للوطن .فربما ينتهى القتال ولا تنتهى المعركة ويظل الجنود قابعين لتامين او تعزيز لنصر احرزوه .وربما كان عليهم التقدم للامام لكسب مزيد من الارض .لكن ان يعود الجندى بامر القيادة والقتال ما زال مشتعلا والحرب ضروس مستعرة .فلا بد ان هناك امرجلل وشان لا يسكت عليه ولا يحتمل التاجيل على الاطلاق و صارت الاولوية له .فهل التف الاعداء من الخلف الى المدينة وارادوا افشال التقدم فى المعركة ليفتحوا ثغرة فى الداخل يسبوا بها النساء والاولاد والبنات ؟ كلا لم يحدث هذا ابدا .لكن الثغرة التى كان يتهدد بها الجميع فى الداخل والخارج ولو استشرت لانهار الجميع وتحول النصر العسكرى الى هزيمة اخلاقية تاتى على الاخضر واليابس ولا تقوم للجميع بعدها قائمة .انها كانت حاجة النساء للرجال .الرجال الذين غيبوا فى المعركة قرابة الاربعة اشهر .عجبا يعود الجنود من الخارج الى الداخل لهذا السبب . نعم يعودون .فماذا يكسب المسلمون فى نصر عسكرى يخسرون فيه اخلاقهم واخلاق نسائهم وتنتشر الرزيلة التى اغتربوا من اجل القضاء عليها فى بيوتهم .ماذا هم فاعلون ان نشروا الفضيلة خارج بيوتهم وبقيت خاوية منها .لقد عادوا من الخارج لتامين الداخل فان قوامة البيوت وسلامتها النفسية والاخلاقية اهم .فقد سمع عمر بن الخطاب امراة اعنتها غياب زوجها و تقول "لقد طال الليل واسود جانبه وارقنى الا خليل الاعبه "فيامر بعودة الجنود الذين امضوا اربعة اشهر بجبهة القتال الى نسائهم بعد سؤاله ابنته حفصة "كم تصبر المراة على زوجها "فقد انتبه الى ما قد يحدث ومدى المضرة التى يعجز الجميع عن تصور اثارها البغيضة على الجميع رجالا ونساءا وابناءا. فلا بد ان ننتبه الى اهمية تامين بيوتنا فلا تكن فى المرتبة الثانية او الثالثة او تغيب عن الاولويات .فالعودة من المعركة واجبة لسد باب الرزيلة وتدعيم البيوت بالفضيلة وصيانتها بمن فيها من البنات والاولاد الذين يجب ان يهتم لحسن تربيتهم وتوفير البيئة المناسبة لهم .فلا يصح لاى سبب دون ذلك البعد عن الديار اكثر من هذه المدة مهما كانت الظروف ان اردنا لانفسنا وبيوتنا صيانة ووقاية . فضلا عن الانتباه الى احتياجات المراة وحسن رعايتها النفسية والبدنية .ان اناسا فهموا ما دون ذلك اهم من البيوت وصيانتها سواء كان فى عمل تطوعي او كسب ثروة او طلب غنى .وربما هرب اناس من رعاية البيوت وحسن القيام على شئونها الى اعمال حسبوها من الدين وهى لم تكن على كل الاحوال فرض عين عليهم ترقى لاهمية صيانة الزوجة وحسن رعاية الولد. ان بيتك ليس له الا انت اما غير ذلك فله انت وغيرك . فلا تهرب من فرض العين الى فرض الكفاية والمسؤولية المباشرة الى المسؤولية الغير مباشرة تحت دعاوى رعاية مصالح العامة او نحوه .ولا باس من القيام بكل ذلك لكن كل حسب الاولوية .
ويا سلام لواتبعنا توجيه سيدنا عمر

الأحد، 18 أكتوبر 2009

شرف تمنحه زوجة

لو استاذنت زوجتك لزيارة ابيها اواحدى صديقاتها. او للقيام بواجب من واجبات التهانى او التعزية .او حتى للذهاب الى النادى او الى الطبيب او الى الخياط .او لقضاء حاجة من الحاجات التى لا تعد ولا تحصى فى ليلنا ونهارنا .فاننا نعتبر ذلك ادبا جما ورقيا فى التعامل المنشود والذى يجب انتتحلى به الزوجة .وان فى ذلك رفعة لشان الزوج . وانه لتوجيه النبى صلى الله عليه وسلم .":و لا تخرج الزوجة من بيت زوجها الا باذنه"" .وما حرصت على ذلك زوجة الا اعلت قدرها عند زوجها .فلفعلها اثر بالغ ففطرة الزوج ترغب ذلك السلوك ونفسه جبلت على حب التقدير والاعتراف من قبل الاخرين. وان الانسان ليشبع من كل شئ الا من اعتراف الاخرين به فيظل راغبا به ما حيى . .وفى استئذان الزوجة من زوجها دعما لهذه الحاجة التى لا تشبع عند بنى البشر .ففى كل مرة تفعل انما تؤكد وتجدد هذا الاعتراف به وبقوامته. فعلى الزوجة ان تفعل لتروى نفس الزوج العطشى ككل نفس للتقدير والاحترام .انه باب من ابواب التواصل الانسانى ورافد لا ينقطع مدده. اذ كل يوم تستاذن .وما اعظم ذلك ان كان فى الذهاب الى الله .الذهاب الى الله ؟ نعم .اليس واجبا على الزوجة ان ارادت الصيام نفلا ان تستاذن زوجها . يا الله ما اروع هذا. ان خالق الزوجين ما اباح للانثى صيام نفل الا بعد اذن من المخلوق .ما هذا الشرف العظيم الذى يمنحه الاسلام للزوج ؟ لكنه شرف لاتسوقه الا زوجة تفهم وتقدر ذلك .فهل حرص الرجال على على صواحب هذا السلوك والخلق الرفيع ؟اليس فى ذلك برا للزوج واعلاءا لقدره من لدن رب العالمين؟ ومن هذا يفهم تاكيد الاسلام على احترام رغبة الزوج ان اراد لنفسه شيئا من زوجته. فيصير الصيام نافلة و لا تقبل حتى تؤدى الفريضة .او باذن ممن بيده الامر وهو الزوج . ان فى ذلك تاكيداعلى ان الحاجات التى تستدام بها العشرة بين الزوجين انما لها من الاحترام والتقدير الكثير. وكذامن الاهمية حتى لتسبق صيام نفل لرب العالمين . ان رغبة الزوج فى الاعتراف به وتقديره موقوف اشباعها الا ممن له زوجة تفهم وتستاذن .اليس ذلك كافيا وباعثا على التمسك بزوجة تفعل مثل ذلك. ان كثيرين يرفلون فى هذا النعيم لكنهم ربما لا يدركونه .اننا يجب ان نفهم الحياة على هذا النحو الذى به تستدام العشرة ويشعر كل من الزوجين بقيمة كل طرف من خلال ادراكه وفهمه وتقديره لسلوك الاخر . لمثل هذه الامور التى نباشرها وربما لا نثمنها يجب ان نبحث وننقب جميعا عن كل طيب نالفه ونعى ما يحمله لنا من راحة وسكينة واحترام وتقدير.
ويا سلام لو كنا جميعا كده

الاثنين، 12 أكتوبر 2009

اسيرة تهوى السجان


ان الاسير دائما يحلم و يتمنى الافراج والعودة الى دياره ومسقط راسه. وحنينه للديار والاوطان غالبا ما ينزع به الى الرجوع حيث نما وترعرع . ويتطلع الى ذلك ما حى .لكن هل رايت اسيرا يهوى السجان ؟ ربما يحترمه ان عامله بحسنى وراعى فيه حقوق الانسان وما نصت عليه المواثيق . لكن ان يحبه فهذا صعب .لكن اسيرتنا اليوم تهوى السجان وتتمنى الا تفارقه ولا يفارقها لحظة ولا تبارح سجنها .وترى ان سعادتها فى اسرها و ان سهر السجان على حراستها انما هو مصدر شعورها بالتقدير والجدارة بالمحافظة والصيانة .وان فكرة تسريحها من ذلك الاسر انما هى بمثابة المصيبة التى تكاد ما تسمع عنها الا اصابها الهم والغم .والسجان فى ذلك كله ربما لا يشعر بمن فى الاسر ولا يدرى انه يملك مفاتيح زنزانة لا يدرى عنها شيئا .انه شئ اشبه بلغز محير ربما يتفرس فيه القارئ ويسرح بخياله باحثا عن هذه الاسيرة وعن هذا السجان الذى لا يدرى عن اسيرته شئ .اليست فعلا اسيرة .الم يتملك بضعها بعقد رسمى فقد سمى العلماء عقد الزواج "عقد تملك البضع "وليس لاحد من البشر دونه ان يمسها الا برخصة فى مرض او ما شابه مما نص عليه الشرع .اليس عليه اطعامها وكسوتها والمحافظة على عرضها وصيانتها ما استطاع الى ذلك سبيلا .ومن القربات الى الله اطعام الاسير "ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا "الم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم عن النساء فى صريح وصيته "استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان بينكم " اى اسيرات .هل انتبه احدنا يوما الى ذلك المعنى وهو يعامل زوجته على انها اسيرة والاسير ليس له حيلة اذ لم يعى السجان حقوقه ويرعاها .ان الاحسان فى ذلك الموضع ثوابه عظيم عند الله اذ ليس للاسير بعد الله غير سجانه. فلو اهمل فى حقه واسرف فى عدم الاهتمام به فانه يسلمه الى قدر غير مامون العواقب . لكن بحسن تعامل السجان مع اسيرهه انما يجعله احب الناس اليه . وتابى الاسيرة الا هوى السجان وحب الاسر وادامته .
الا ترون فى هذا رافدا انسانيا يمد الزوج بالقدرة على احسان العشرة والتواصل ان فقد القيام بدوره كزوج ولم ينتبه له .اليس الولوج الى حسن العشرة للزوجة من باب الاحسان الى الاسيرمرضاة لرب العالمين .
ماذا يحدث ان فقدنا الرغبة فى التواصل ان نحسن الى اسرانا والاسير له حقوق سيسألنا عنها الله يوم القيامة ؟

الاثنين، 5 أكتوبر 2009

البناء على الموجود وليس المفقود

جلس المدير وسط موظفي احد اقسام شركته التى يديرها واخذ يشرح لهم مدى الانجاز الذى استطاعت الشركة تحقيقه ومدى الازدهار فى الاقسام الاخرى الذى بدا خيره يعم وينتشر .هذا فى الوقت الذى يشعر فيه موظفوا هذا القسم بعدم الفعالية والانتاجية على مستوى وضعهم الحقيقى ووعلاقته بالانتاج وذلك لما يدركونه واقعا ويلمسونه فقاموا بنقض هذه التصريحات وتسفيهها ووصفوا ذلك بالخيال .و رغم كونهم جزءا من منظومة الا انهم لا يشعرون بمثل هذا الانجاز على اى مستوى و كان نقض احدهم فجا الى حد اغاظة المدير واقول والجميع ايضا وكان ذلك بطريقة لا يقرها احد ولو كان ما يزعمه حقيقة. لانه يجب ان يبقى الادب والاحترام المتبادل اصلا لا ينبغى ان يتعداه الجميع. وجاء رد احد الموظفين ملطفا الامور معلقا بان المديرين هم اكثر الناس علما ومعرفة واطلاعا بالامور اذ يتوفر لهم ما لم يتوفر لغيرهم من معلومات وعدم معرفة بعض العاملين بذلك لا يعنى عدم حدوثه. وربما لوجود مسافات بعيدة بين الاقسام فلا يشعر قسم بانجاز الاخر .وهكذا يجب ان نوجد للامور مخرجا وانها لحقائق ادارية يجب الا تغيب عن الجميع .وهنا استشاط صاحبنا الموظف مرة اخرى وواصل باسلوبه الفظ ما ينسف به تصريحات مديرنا حتى ذهب فى قوله قائلا انا موظف فى هذه الشركة ولا توكل الى اعمال ذات قيمة منذ وطئت قدماى ارض الشركة مما يدل على عدم تفهم الادارة الى ضرورة حسن توظيف العاملين بما يعود عليهم بالنفع والحوافز و على الشركة بالتقدم والازدهار. وهنا كان رد المدير الذى حول الجميع الى الجهة الاخرى ضده قائلا "يمكن فيك عيب لا يسمح بتوكيل الاعمال اليك ؟واعتبرنا هذه سقطة يجب الاعتزار منها وذنب يجب الاستغفار منه لانه ليس هناك من ليس به عيوب. وهل المدير نفسه بلا عيب ؟اننا يجب ان ننتبه الى امر جلل وعظيم .ان النجاح دائما مرهون بحسن توظيف الافراد ولن يتاتى هذا الا بالتعرف على ما يمكن ان يؤديه كل فردباتقان وحب . بل ما هو الشئ الذى يتقنه افضل من غيره ويتقوى فيه الى اخر مدى ؟وهذا ما يسمونه بالتفرد .وكما انه لم ولن يخلو انسان من عيوب او نقاط ضعف فكذلك لم ولن يخلو انسان من تميز اوكما يسميه اخرون تفرد .فالتفرد حقيقة تماما كالعيوب .يجب ان ندرك جميعا انه من الافضل ان نتفق على ان الانسان ينمو من شعوره انه يتقن شيئا وليس من تحسين الضعيف من وسائله. ان البداية الحقيقية للنهوض ليست من تحسين الضعف بل باكمال البناء على ما يجيده ويتقنه كل فرد وهنا يمكن البناء اما النظر فقط الى الضعف الحاصل فى كل انسان وهو حال البشر جميعا فلن يكون الا بداية لتحقير شانهم ونهاية لصلاحية الجميع .ماذا كان رد النبى صلى الله عليه وسلم الى من جاء يشكو زوجته قال "اليست "

تطيع الله تعالى فيك وتحفظك في مالك وفي فراشك وتربي أبناءك على طاعة الله ، مطيعة لك في نفسها طاهية طعامك وغاسلة ثوبك، تفرح لفرحك ،وتحزن لحزنك فماذا يكون الجزاء؟

ويا سلام لو كنا كده


السبت، 3 أكتوبر 2009

الكلفة الحقيقية


ان كثيرا من سلوكنا لا يتساوى ولا يتوافق مع سلوك الاخرين صغارا كانوا ام كبارا .وانى لارى فزع الاب او الام عندما يشعران بسخونة بول الصغير ان كان فى حجر احدهما واقفين بهمة رافعين الصغير بتافف يشعره انه مرفوض غير مقبول بردة فعلهما السريعة . فاتعجب واقول الا يعرفون ان ذلك ثمنه بسيط لا يتعدى قليلا من الماء. واذ لم يكونوا يعرفون الا يدل ذلك على جهل شديد. فكيف يتزوج الانسان وينجب وهو لا يدرك مثل هذا الحكم البسيط .وان كانوا يعرفون الا ينبغى لهم احد شيئين اما التحرز من ذلك بما استجد من وسائل تمنع التسرب او التحرز بعدم احداث ما يفزع الصغير .انهم فى ذلك كله يتشوقون للاولاد ويحلمون بحملهم لكن ما ذهبوا بفكرهم ابعد من ذلك .لكنه الجهل يا صديقى الذى لا يفرق فى اثره بين عدو وحبيب وصغير او كبير فالجاهل غالبا لا يتعمد ضرر الاخرين .ان عناية الله بالصغير تفوق كل تصور ومحمد صلى الله عليه وسلم كان اعظم من اعطى الصغير رعاية نفسية تتجلى فى سلوكياته معه. حتى شرع لما تافف منه الاب او الام ما يهون به عليهما حسن رعاية نفسية الصغير فلا يفزعونه . فكان ثمن بول الصغير إن بلل ثيابهما نضحا بالماء إن كان غلاما و غسلا لمكانه إن كانت جارية .انه ثمن بسيط وتكلفة زهيدة لا تتناسب مع فزع الاب او الام وازعاج الصغير بحركة سريعة غير ارادية ربما تصيبه بالهلع كلما هزه اخر فيدفن فى جوانحة مرضا يكون له اثرا نفسيا سيئا فى مستقبله البعيد او القريب عليه وعلى والديه وربما على المجتمع من حوله فما اشد على نفس الانسان من شعوره برفض الاخرين له وعدم قبوله .ان هذا مثالا واضحا يدلل على امرين : الاول عناية التشريع بنفسية الصغر والتيسيير فى الاحكام ليضمن ردة فعل مناسبة من قبل الوالدين او ممن يحملون الصغير فلا يحدثون سلوكا يشعره انه منبوز او غير مقبول ,.والثانى هو اننا لا بد ان ندرك حدود مسؤوليتنا حتى ندرك حدود وعينا ومعرفتنا التى يجب ان نكون عليها و التى تؤهلنا للقيام بدورنا على اكمل وجه اباء وامهات ومربين ومعنيين بالنشئ والتربية .ان هناك امور كثيرة يتصرف فيها المعنيون بالتربية من اباء وامهات ومربيين بطريقة تنم عن جهل بكثيرمن معانى التربية .ويكون الثمن غالى والخسارة كبيرة وذلك لجهلنا بالكلفة الحقيقية لما يفعله الصغاروالتى لا تتعدى صبر دقائق على الصغير او قراءة فى كتاب او معرفة حكم فقهى والتدرب على ممارسته .لقد ارتحل الحسن مرة ظهر جده محمد صلى الله عليه وسلم وهو يؤم الناس بالمسجد فاطال السجود فلما سئل عن ذلك قال مبينا "لقد ارتحلنى ابنى فكرهت ان اعجله "هذا مثال لكن هناك الكثير من تصرفات الصغار والتى يجب ان نعلم عنها الكثير فلا نعجل ابناءنا بردود افعالنا التى لا تنم عن معرفة ولا تراعى طبيعة وظرف الصغار فنفسد علينا وعليهم حياتهم .

ولماذا لا نكون مثل النبى صلى الله عليه وسلم .

الأحد، 27 سبتمبر 2009

لماذا تختلف ردود أفعالنا ؟



ما الفرق بين رد فعل يكسر ويدمر القيم والمبادئ وآخر يبنى ويعلى ؟ إن السبب فى ذلك أن كل سلوك وراءه فكرة تحمله وربما حملت صاحبه عليه وألحت لاظهارها . واحيانا لا يستطيع الانسان مقاومة ذلك السلوك مهما فعل .فقد اعتاد عليه زمنا طويلاً حتى اصبح جزءاً من شخصيته لا ينفك عنه .أخبرنى صديقى انه غالبا ما ينفعل على زوجته وابنائه حتى اضطر الى صفع ابنه المراهق على وجهه مؤخراً مما سبب لهما الاثنان ألماً بالغاً واخذ يحكى لى كيف انه اضطر الى صفع ابنه لان الولد قد تجاوز فى الحوار معه مما اضطره الى ان يضبطه "صفعاً" وهذا حَرَمَهُ الله.وهنا ألح في ذهني سؤال ووجدته يفرض نفسه علىّ وطرحته على صديقى ومن معه .ألا وهو..كيف نحقق الهدوء بمزيدٍ من الصخب ؟؟؟ وكيف يتخيل احدنا انه يستطيع ان يبنى قيمة بوسيلة حرمها الله ؟ واحسست ساعتها ان صديقى يبرر ما فعله ويريد ان يقتنص منا رأيا يدعم سلوكه مع ابنه فيرتاح بعد عذاب ويهنأ بعد شقاء من جَرَّاء ما جنى به على ابنه. وانا اعرف هذه الطريقة فكثيرا ما كنت اعمد اليها عند خطأي فاخدع نفسى وقتها بمبررات تخدرنى قليلا حتى انسى بشاعة اخطائى.ولكنى ما ارحته وما سمحت له ان يتنفس الصعداء من جرم ما قد فعل بعد ان هوى على قيمة عندما هوى على وجه ابنه صفعا .ساعتها قلت لصديقى نقلا عن كتاب قراته حديثا ان اكثرالناس والشركات والمنظمات وربما الامم تتهاوى لانها لا تستطيع ان تفرق بين ( لماذا وكيف )فقال لى "انت هتتفلسف" قلت له نعم انا سأتفلسف ولماذا لا اكون فيلسوفا ؟ فاسمعنى افيدك- قلتها بحدة محمودة شجعنى فيها حسن صلتنا قلت له- إن الذى ازعجك فى تجرأ ابنك عليك بشئ من المزاح الذى يدلل على قربكما وهذه مساحة مشتركة بينكما قد خسرتها.انك انفعلت لشعورك ان ابنك قد نال من شخصك المصون حسب ما تصورت وهذا ما ازعجك فكان ردك سريعا وطريقتك وانشغالك بكيفية توجيهه السريع لا ترتكز على هدف واضح فما سألت نفسك عن كيفية تقويمه ولماذا هذه الطريقة فصفعته.اما لو ان ما شغلك وازعجك هو ان ابنك لم يكن بالطريقة التى ترضى ويرضى الاخرون عنها وشغلت نفسك بكيفية تعديل السلوك المستند الى لماذا ؟ لما كان هذا رد فعلك ولفكرت وخططت لذلك. ولكان رد فعلك مناسبا لما تريد حسب هدفك.
ان اكثر الناس نجاحا فى الحياة هم الذين ترتبط ردود افعالهم باهداف واضحة وقيم عليا وافضلها واعظمها تعليم الاخرين. فهى تعصم كثيرا من الزلل .ارايتم عندما جذب الاعرابى النبى محمدا صلى الله عليه وسلم وقال له انكم يا بنى عبد المطلب قوم مطل " يسبه وقبيلته "حتى اشتاط عمر بن الخطاب رضي الله عنه غضبا وكاد يقتل الرجل ولولا وجود النبى صلى الله عليه وسلم لفعل .لكن ماشعورك عندما تسب أحداً ويدافع عنك احد الناس ويتفانى فى الزود عنك حتى يريد قتل خصمك ؟ انها لسعادة تغمرك ان قيض الله لك من يدافع عنك لا سيما انك مظلوم وانها لمكانة عظمى تهبها لمن يفعل ذلك .لكن ماذا كان رد فعل النبى صلى الله عليه وسلم ؟ قال فى هدوء ناصحا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو من اراد حمايته والزود عنه بما يجب ان يكون عليه "عليك ان تامره بحسن الطلب وتامرنى بحسن الاداء" اما غيرنا فيخدع كثيرا وينبرى مادحا صنع الاخرين اذ شكروا ودافعوا ولو كان ذلك على حساب احدى القيم ."ان الذى يتبنى نشر العلم وتثقيف الاخرين وعلى راس ذلك الزوجة والابناء و يكون هدفه فى ذلك واضحا ستجد دائما ردود افعاله تمثل تربية وتوجيها وارشادا للاخرين مهما نال منه الناس. أفهمت يا صديقى لو انك حملت تربية ابنك هدفا وهماً تريد تحقيقه لما كان ردك عليه صفعا يضر بكما ولا ينفع .
فلماذا لا اكون انا وانت كنبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم؟

الاثنين، 21 سبتمبر 2009

سيبقى العقل


سيظل عقل الانسان اهم ما يميزه رجلا كان ام إمراة .ومهما اوتى وسامة فى الوجه واستواءا فى الجسم الا ان ذلك لا يمكن ان يكون هو العامل الوحيد الذى تقوم عليه العشرة الزوجية وتستمر. وبدات ادرك ان امثال جدتى ليست صائبة على الدوام .فكانت تقول لنا عندما شرعنا فى اختيار بنت الحلال انا و اشقائى و ابناء عمومتى .خذ الحلو واقعد قصاده .لكن الحلو الذى بلاعقل اقول لجدتى انه لا يطاق .ولن تستقيم الامور بوجه جميل لا يحمله عقله على ضرورة التبسم واشاعة البهجة فيمن حوله بما وهبه الله من نعم .وعرفت فى حياتى حالات لم تستقم امورها رغم استواء جمال البدن والوجه. واتعجب كيف ان ذلك الرجل يطلق امراة بهذا الجمال ؟وارى غيره ممن لاحظ لزوجته فى كبير من جمال الشكل الا والحياة تنبض بينهما بالحب والرحمة والتفانى فى خدمة كل منهما الاخر. وكان لنا زميل عمل يديم شكر زوجته وكيف انها الطف من نسمة الصيف وكان يمنحها ثقة كبيرة لمسناها من خلال ثنائه غير المنقطع عليها .رسمنا صورة رائعة لهذه المراة فى اذهاننا من عظيم وكثرة ما سمعناه وتكرر على مسامعنا عنها. حتى اننى تخيلتها كصورة مريم العذراء الجميلة التى تزين بها بيوت النصارى. وفى يوم من الايام اضطرت هذه الزوجة للحضور الى مقر العمل وكنت فى هذه اللحظة قريب من السكرتارية وفوجئت بامراة تسال عن صديقنا قائلة اخبروه ان زوجته تريده .وعندها !!!!! علتنى الدهشة وملأت نفسى الحيرة أهذه زوجة زميلنا فلان التى رسمنا لها صورا اشبه ما تكون بالملائكة فى اذهاننا ؟ ومضت الايام وجمعتنى بالزميل فرصة للحديث تلمست فيها ان اسمع منه شيئا لعله يذهب حيرتى .فقلت له يا ابا فلان . هلا اجبتنى عن شئ؟ قال لى تفضل . قلت له ما سر اعجابك وثناءك على زوجتك؟ فانى لم ارها الا انسانة اقل من المتوسط فى الجمال إلا انك بهرتنا بعد انبهارك بها .فقال لى انها ذات راى صائب وما شاورتها فى امر الا ويجرى الله الصواب على لسانها .ان النباهة وصحة الراى جعلت من هذه المراة معشوقة زوجها رغم تدنى معايير الجمال الشكلى لديها .. فما جلس الرجل فى مكان الا واعلى ذكرها .فما بال بعض الجميلات يصبهن القبح من فساد رايهن اللائى يعتمدن فيه على مفاهيم وقيم باطلة لا تسمن ولا تغنى من جوع .اقول لمثل هؤلاء ان جمال البدن لا يكفى وحده لاستمرار علاقة سعيدة وهانئة .و ما مجد التاريخ رجلا او امراة لكونه جميل الوجه اولانها رائعة الحسن .ان اغلب الذين يعلى التاريخ مجدهم انما لفضائل امتلات بها نفوسهم وفاضت على الاخرين . ان الذى مجد ام المؤمنين ام سلمة ما كان الا رجاحة عقلها "فعندما حلت الازمة التى اعقبت صلح الحديبية بعد ان فاوض رسول الله قريشا على ان يعود الى المدينة بلا اداء النسك والمسلمين محرمين ومتاهبين شوقا للكعبة بعد ست سنوات بعدا عنها. والصحابة ما ارتاحوا لذلك وكادوا يخالفون امر النبى صلى الله عله وسلم . .وكادت تحدث فتنة كبيرة .حتى ازم القوم .وما ان دخل رسول الله عند ام سلمة الا واخبرته بان يحلق ويخرج للمسلمين وقد تحلل من الاحرام فما ان فعل ورآه المسلمون الا وقد فعلوا وانتهت الازمة دون دخول المسلمين فى معصية الرسول .ستظل ذكرى المراة على الدوام لرجاحة عقلها او لفضائل شملتها و ليس لشكل او لون او مال او لانها تسكن فى حى راقى ومثل هذا كثيرنجده الا اننا نتمنى .

ان يكون نساءنا مثل ام سلمة وزوجة صديقنا فى رجاحة عقلهما

الأحد، 20 سبتمبر 2009

طبيعة البشر

كثير من الازواج و الزوجات لا يبدأون بالاحتكاك الا عندما يصدر من احدهما ما يعكر صفو الاخر.وعندها يبدا اللوم والعتاب وربما العراك ويقضون معظم حياتهم بهذه الصورة فلا حديث بينهما الا فى مثل هذه الاجواء المملوؤة بالغيظ والنكد من جراء سلوك احدهما الذى لا يفهمه الطرف الاخر ولا يرى له مبررات وبالتالى لا يقبله .مع العلم انه يمكن تلاشى ذلك كله بمزيد من الفهم .فهم كل منهما لسلوك الاخر ودوافعه التى يجب ان تكون محط دراسة واهتمام ومن ثم توقع لما يمكن ان يصدر عن الاخر .ان الذى يذهب بالالباب من سلوك ربما لايرقى لمثل هذا هو عامل المفاجاة الذى يذهب بعقول الناس مثلما يفاجا احدنا بموت ابنه او احد افراد اسرته .الموت لا محالة قائم بيننا كل يوم وهو حقيقة ابدية فرب احدنا من مات ابوه وامه وكل من كانوا سببا فى وجوده فى الحياة فلا احد من ابائه واجداده الى ادم الاو قد مات .ومع ذلك يهلع احدنا عند حدوثه هلعا ربما يخرجه من دائرة الايمان حتى تشعر وكان الموت كان محالا على من مات من زوينا وارحامنا او انه امر استجد يوم وقوعه على احدنا . ان الهلع فى هذه اللحظة انما مصدره هو الفجاة التى لم يكن احد يحسب لها حسابا . ان هناك حقائق فى حياتنتا لا تقل عن حقيقة الموت فى حتميته لكن المزعج فيها هو عدم معرفة هذه الحقائق .ومثلها كثير يجب ان نعرفه جيدا ونرصده رصدا ونعرف كيف نتعامل معه فلا يصرعنا عامل الفجأة ويقضى على علاقتنا ونجلس نستغرب كيف حدث هذا اننا اذا استغربنا حقيقة فلا يجب ان يكون لحدوثها فحدوثها قائم ما دمنا ننبض بالحياة .ان الاستغراب يكمن فى عدم معرفتنا والاستعداد والتوقع لحدوث هذه الحقائق .ويبقى الجهل بحقيقة الامور والاشخاص وطبيعتهم هو العامل الاول لهدم الكيانات الاسرية والعلاقات البشرية . ومن هذه الحقائق صفات البشر ونقاط ضعفهم التى يجب ان نطلع عليها ونرصدها ونعرف ما هى العوامل التى تعمل على ظهورها ومتى تظهر وما هى الطريقة المناسبة للتعامل معها .ماذا يكون رد فعلك لو ان زوجتك فجأة اصابها شح مطاع ولا متك على جميل تفعله باهلك او زويك بعد كرم وانفاق تعودتهما منها ؟ ان احدنا يستغرب وينزعج وربما ضاق زرعا بمثل هذا التصرف . ويكون ردة فعله عنيفة ويدخل معركة ليس فيها فائز فالاثنان فى خسارة . ويتناسى انها بشر يصيبها التغير وتعتريها نوبات الشح الانسانى عند الضعف الذى يصيب الانسان كل الانسان . ولو فتش فى نفسه قليلا لعرف انه يمر بمثل هذا واكثر. الم يقر النبى صلى الله عليه وسلم ببخل المؤمن عندما سئل عن ذلك بقوله " نعم يكون بخيلا" .اليس هذا هو فهم الامور. ان المؤمن تعتريه نوبات الضعف الذى جبل عليه فتجعله مرات بخيلا .ان فهمنا للامور بمثل هذا الفهم انما ينبنى عليه سلوكا مناسبا ينم عن فهم عميق للنفس البشرية واستعداد لمزيد من التواصل الانسانى . فان بخل انسان فى موقف فعليك الا تسارع بالغضب وخسارته وكانه ليس بشرا جبل على المنع كقول رب العالمين" ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا " ندر من ينجو من هذا .ان اغلب النصوص والمعارف التى نرددها لا حظ لها من ممارسات تؤدى الى انسجام وحسن تواصل انسانى .فماذا علينا لو بخل غيرنا او جبن فى موقف وقلنا انها سمات البشر التى نتوقع ان تطفو يوما عند حدوث الضعف البشرى .ولا يصح ان نخسر من خلال ما سنقع فيه يوما وما وقعنا فيه سلفا احد الناس ونتخيل ان بكلمة سنغير طبيعة البشر التى فطر الله الناس عليها .فنقول عند ظهور مثل هذه الاعراض لصاحبها او صاحبتها " بطلى جبن او بطلى غيرة او بطلى بخل وكاننا سنغير الاخر بكلمة بطل بقى"
يا سلام لو كنا نفهم ونبطل كده

السبت، 19 سبتمبر 2009

عروس دائما

شكا لى صديقى من عدم تحمله هيئة زوجته الرثة والتى تدعى دائما انها مشغولة بواجبات البيت والتى لا تنتهى. وكأن كل ما فى البيت اولى من الحفاظ على حسن مظهرها .وفى هذا رسالة الى الزوج انه ليس على قمة الاهتمام .وهذا من شانه ان يسبب ضيقا والما لا ينقطع .فالمظهر الجميل والاناقة سمة من سمات المرأة التى لا يجب ان تهمل فيها والا صارت فتنة كبيرة .تجعل الزوج يبحث عن مأوى اخر يجد فيه ضالته .ان قيام الزوجة على امر البيت ورعاية الاولاد والسهر على رعايتهم شئ عظيم .لكن الاعتدال مطلوب والتوازن فى اعطاء كل ذى حق حقه واجب على كل زوج وزوجة .اما ان يشعر الزوج انه دائما فى المرتبة الثانية أوالثالثة وعليه ان يضحى بحاجاته ورغباته من اجل الابناء . وليس هناك بديل او اختيار اخر .وعليه ان يكون دائما فى مؤخرة الاهتمام .اذ لا تفرغ الزوجة لابداء الاهتمام من خلال ارتداء الثياب الجميلة والمبهجة الا نادرا .وربا افرطت فى عدم العناية بجسمها وصارت الى البدانة اقرب. وذلك كله بدعوى رعاية البيت والسهر على راحة الاولاد وتامين مستقبلهم فى الدراسة اذ عليهم ان يحصلوا على الدرجات النهائية دائما ولا شئ اهم من ذلك .ان الاهتمام بالأولاد ومستقبلهم وحسن رعايتهم شئ رائع لكن ان يكون هذا الاهتمام يقابله اهمال فى حق الزوج .عندها نقول لا ان فى ذلك ربما يكون نسفا للبيت كله اذ بضيق الزوج وضجره وتاففه يتهاوى البيت ويسقط على من فيه .ان الاعتدال هو اهم شئ فى حياتنا ولا تستقيم الحياة بشطط او بتحيز الى مهمة على حساب اخرى. فلكل ذى حق حقه .والحفاظ على الزوج وحسن رعايته الدعامة الاولى فى الحفاظ على كل من فيه .فاذا كنت كالعروس دائما مع كثير اهتمامك فاعلمى انك لن تشقى به يوما . انظرى ايتها الزوجة الى زوجة الحطاب "تقول كان زوجى يعمل حطابا يجمع الحطب من الصحراء وما ادراكم بصحراء الجزيرة العربية .فكان ينزل السوق بعد جمعه ليبيعه لنا وبشترى لنا الطعام .فكانت اذا اشتدت الحرارة اشعر بعطشة يكاد يحرق حلقى .فكنت اعد له الماء البارد واعد طعامه وشرابه واتزين له فالبس احسن الثياب كيوم عرسى فإذا اراد الراحة اعنته عليها واذا ارادنى لنفسه كنت كاللعبة بين يديه يتلهى بها ابوها" .لم يكن عندها ثلاجة فتبريد الماء حينها مهمة صعبة للغاية وليس عندها بوتاجاز او شواية ولا غسالة اوتوماتيكية او ميكرويف فكانت الحياة صعبة وشاقة للغاية مع ذلك ما منعها من ارتداء احسن الثياب او تكون كالعروس وان تعينه على الراحة او تكون بين يديه ان ارادها لنفسه .تحدثت يوما بهذا الحديث مع بعض الزوجات فقالت لى احداهن لكن زوجى طيلة اليوم يجلس فى المكتب المكيف وبجواره ثلاجة فيها ما لذ وطاب وليس هناك عطش يحرق حلقه او حلقى.قلت لها وانت لديك الثلاجة والمكيف بالمنزل والبوتاجاز والميكرويف والشواية وغسالة الاطباق والغسالة الاوتوماتيكية وامركم اسهل بكثير من الحطاب وزوجته. لكن ربما لا تستطيعا الحصول على نصف سعادتهما اتدرين لماذا ؟لاننا لا نحسن فن التضامن النفسى مع الزوج فى عمله. والشعور بالتعب ليس موقوفا على جمع الحطب من الصحراء القاحلة لكن العناء له اشكالا متعددة ويتغير بتغير الظروف .وكذلك احتياجات الزوج واحدة سواء كان حطابا او مبرمج كمبيوتر وسعادته تكمن فى الشعور بان زوجته دائما انيقة متهياة له اذا حضر الى بيته فى اى لحظة وربما غابت عنا مثل هذه المفاهيم .لذلك قال صلى الله عليه وسلم "زوجة الحطاب فى الجنة "ليس لانها داعية ومجاهدة و كاتبة تنافح عن قضايا الاسلام والمسلمين . فما تعدى جهدها البيت .ومع ذلك كانت الجنة مكافئتها . ولذلك اوصت الاعرابية ابنتها ليلة الزفاف بتعهد موضع عينه ..وتفقد موضع انفه ..فلا تقع عينه منها على قبيح ..ولا يشم منها الا اطيب ريح . واتمنى ان نفعل
ولماذا لا تكون زوجاتنا مثلها

الخميس، 17 سبتمبر 2009

الثقة بالنفس

ظلت الزوجة تحاول مرات عديدة صناعة الكيكة الاسفنجية وبعد شهور ومحاولات عدة استطاعت ان تتقن صناعتها وبقيت طيلة اليوم فرحة وسعيدة بذلك الانجاز على بساطته . والانسان عندما يتقن شيئا مهما كان بسيطا الا انه يساهم فى زيادة ثقته بنفسه .والثقة بالنفس اذا ما توفرت لانسان رجلا كان ام امراة الا كان ناجحا فى حياته .وانك لتجد اكثر الناس ازعاجا فى التعامل هم الاقل ثقة بالنفس فكلما خالف رايهم رايا الا حزنوا حتى لو كان رايهم الاصوب .وغالبا ما ياخذون سلوك الاخرين على محمل غير حسن .والنيل من اشخاصهم شبحا يطاردهم كلما راوا نجاحا يحققه غيرهم. والزوجة غالبا ما تكون فريسة لضعف الثقة بالنفس كلما خالف رايها راى زوجها .او كلما كان هناك تعديل لسلوك من قبله ,فعندها تشعرانها لا تصلح زوجة مع كل توجيه تتلقاه وتراه نيلا منها بدل ان تجعله فائدة لاستكمال النقص الذى يعترى البشر جميعا . وما ان تاتى الزوجة فرصة لتعلن عن نجاحها وان كان فى صناعة الكيك وتحمله خبرا لزوج طال انتظاره و الذى هو بالنسبة لها بمثابة النجاح وانتم تعلمون ما اجمل طعمه .وحين تاتى اللحظة الحاسمة للاعلان عن جودة طعام صنعته بعد محاولات .الا وتفاجئ به يقول لها "كل هذا الفرح من اجل كيكة ؟"ان هناك اناس يذبحون فى فلسطين ولا يجدون لقمة خبز ناشفة. وانت تفرحى بمثل هذه التفاهات ؟انما اراد الرجل ان يزيد عدد المذبوحين بهذا الكلام و ابى ان يحتفل بالنجاح .وماذا عليه لو اثنى وشكر ثم تبرع للمنكوبين بما اراد .ان هذا وامثاله لا يعرفون شيئا عن المراة ولا يدركون دورهم فى الحياة فقد خرب بيته بمثل هذا السلوك الفظ الذى ربما فعله تقربا الى الله .واذا كانت صناعة الكيك امرا تافها من وجهة نظره المحدودة .والتى لم ير وراءها سعادة النجاح البادية على الزوجة و ثقتها بنفسها. نقول له فى المقابل.ما الذى قد خدمت به قضية المنكوبين بطريقتك هذه ؟وهذا الفهم ؟انك لا تملك للمنكوبين شيئا بهذا السلوك الا ان زدتهم واحدة بما جنيته عليها بفحش ما قلت.واذا كانت صناعة الكيك امرا تافها .الا ياتى احدنا احيانا باتفه من ذلك اذا ما قورن بصناعة الكيك .الا يجلس احدنا يحكى كيف انه استطاع ان يشترى شيئا باقل من السوق دراهم معدودة .اليس ذلك ومثله اعلان عن قدرات النفس والنجاح مهما قل ؟اليست مثل هذه الروايات بمثابة اعلان عن الثقة بالنفس والقدرة على ما هو افضل من الاخرين ؟ لكن انظروا الى هذا الرجل الذى تخبر عنه زوجته قائلة "ما ان بدانا فى تناول طعام الغداء الا وشعرت ان الطعام ينقصه الملح وكان ناضجا اكثر من اللازم فلم يكن له مذاق وجلست ارقب زوجى وهو ياكل ولم يبدى تاففا وعندما نهضت لاغسل الاطباق الا ووجدته خلفى بالمطبخ ويحتضننى ويقول ""ان هذا الطعام الذى صنعتيه اليوم ذكرنى باول ايامنا عند الزواج .لذلك قررت ان احتفل بك اليوم كعروس "
والان عليك ان تدرك الفرق بين الرجلين:فاحدهما تأبى عليه نفسه ان يبهج الاخر على حلو الطعام الذى صنعه من اجله .والاخر جعل من رداءة الطعام ذكرى الايام الاولى الجميلة والتى تستحق الاحتفال .
ويا سلام لو كنا كده

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

اعرف حاجة الاخر كحاجتك

عن عائشة قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمُرُني فأتَّزر فيباشِرُني وأنا حائضٌ)؛ رواه البخاري )).ان مثل هذا لو حدث مع رجل تحته زوجة واحدة لربما قلنا انه اراد ان يفرغ شهوته .لكن ان يحدث مع زوج تحته اربعة نسوة وهو النبى صلى الله عليه وسلم .فلا بد لنا من وقفة وتامل .فى الغالب صاحب الرغبة فى الجماع سيفضل من نسائه من هى ليست حائض ولا نفثاء حتى يكمل شهوته ويتلذذ بها .لكن ان يلاعب الحائض مبتعدا عن الموضع كما فى رواية ام المؤمنين عائشة .فهذا له شان اخر .فانه صلى الله عليه وسلم ما فعل ذلك لاشباع شهوته والا فاحدى الاخريات أولى له . فالراجح انه ما فعل ذلك الا لعلمه بان المراة فى فترة الحيض تمر بضيق واضطراب نفسى تحتاج فيها الى شئ من الملاعبة والملاطفة .واشعارها بانها مرغوبة عند الزوج فى غير ما حرم الله مطلوب .وليس كبعض الامم السابقة كانت اذا حاضت المراة لا يآكلوها اويشاربوها ويعتزلوها اعتزالا تاما وفى هذا الم نفسى كبير ..وعلى ذلك فاننا لا بد ان ننتبه الى ان مثل هذا السلوك من النبى صلى الله عليه وسلم . له معنى لا بد ان يبرز ويكون واضحا فى العلاقة الزوجية وهو :على كل زوج ان يعرف متى تحتاج اليه زوجته كما يعرف تماما متى يحتاج اليها .فيعطى الاخر ما يريد بلا طلب منه او استجابة لالحاح داخلى .فيعرف احتياجات الاخر واوقاتها .وعلى كل منهما تلبية طلب الاخر فى غير ما حرم الله حتى وان لم تتوافق له رغبة فى ذلك. ولهذا كان على الزوجة ان تلبى رغبة زوجها ولو كانت على ظهر بعير او على تنور تطهو الطعام فالاولى تلبية رغبة الاخر اذ بها تستدام العشرة ويهنأ الزوجان ... وليست كل رغباتنا جنسية ولكن رغباتنا كثيرة ومتعددة ومتنوعة ولن نستطيع الجزم بان توافقا تاما سيحدث بين الزوجين فى ذلك .ولا نستطيع ان نقول بأنه ما يكاد أحدهما يشرع راغبا فى امر الا تبعه الاخر. او ان كل رغبة عند الاخر فى شئ ما سيوافقها رغبة مماثلة. فهذا صعب حدوثه بصورة كاملة بدون وعى واهتمام . .لذلك على الزوجين ان يكتسبا مهارة تلبية رغبة الاخروتحرى اوقاتها فى غير ما حرم الله ويدربوا انفسهم عليها حتى وان فقدوها احيانا حتى يستطيعا استكمال سعادتهما معا. مثل ما فعل محمد صلى الله عليه وسلم .
ويا ليتنا مثله

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

لماذا تتكرر مشاكلنا عبر السنين ؟2

ماذا يكون شعورك عندما تكون حزينا مهموما وتجد اخرين يضحكون ملئ افواههم ؟ اذ لم تتضايق فلن تكون سعيدا .فالانسان يحب من يشاركه الامه واماله . وان حزنت بين زملاء عمل يضحكون فسوف تمنى نفسك بواحة الامان التى لا تلبس ساعات وتؤى اليها .ان هذه الواحة هى بيتك الذى يجب ان يكون قبلة تتوجه اليها باهتمامك فتتحرى المصلحة لما يعلى شانه وقيمته وبمشاعرك التى تحب من يشاركك اياها فيه. لكن ماذا لولم تجد ذلك ؟ و كان هذا الذى تتمنى ان يهتم لهمك ويسعد لفرحك ويشاركك فيه يخالفك الشعور؟ لاشك انه شئ مزعج جدا .ويؤدى الى اضطراب العلاقة كثيرا .ولو كان هذا من غيره لقلنا ساعات وينتهى المقام الى حيث السكن والراحة والمودة .لكن ان تعود الى بيتك مسرورا لتجد الاخر كئيبا لا يستطيع التبسم فى وجهك .او ان تعود كئيبا فلا تجد اهتمام لما يعلو وجهك من كابة .فان ذلك لا شك يمثل مرارة تدوم وتبقى ما بقيت مخالفة الشعور. فعلينا ان ننتبه الى ان اهم ما يضيع المودة بين الزوجين ان يكون كل منهما بمعزل عن الاخر. فلا يدرى ما الذى يفرحه ويحزنه .ولا يستطيع او يحاول مشاركته مشاعره مهماخالفه فيها وعليه ان يتجمل فى ذلك ما استطاع له سبيلا .وعلىقول القائل "ولا عار ان زالت عن الحر نعمة ولكن عار ان يزول التجمل " واذ لم نستطع ذلك واستحال فان مفسدة كبيرة تلقى بظلالها على الزوجين .وربما بحث كال منهما عمن يشاركه فرحه وترحه خارج البيت .ولذلك وجب على الطرفين ان يكثرا من الحوارات بينهما ليعرف كل طرف الام وامال الاخر. وما يسعده ويحزنه على مستوى شخصه واسرته ومجتمعه ووطنه .اما ان يعيش الطرفان كل منهما على هامش الاخر ولا يستطيع ان يغوص فى اعماقه ليتعرف عليه حتى يكونا متضامنين حال الحزن والسرور .هنا سيصادفون متاعب جمة . و لن يؤدى ذلك فى الغالب الى سعادة احدهما .وكثيرا ما يردد احد الطرفين للاخر "انا مش عارف انت بتضحك على ايه "او ان يقول احدهما للاخر "انا مش عارف انت زعلان ليه او على ايه "طبعا يقولها بشئ من الغيظ . وربما بقيت وتكررت هذه الاسئلة الحائرة ما بقيت العشرة بينهما ويظلا يحملانها الى ما لا نهاية عبر السنين وبالتالى ستتكرر نفس المشاكل .وما خلقنا الله لذلك. انما خلقنا لكى نسعد بكل ما وهبنا من نعم .لكن كل نعمة يجب ان يتعلم الانسان كيف يسعد بها .فلكى يسعد الطرفان ببعضهما البعض عليهما ان يعرفا ما يسعد ويحزن الاخر وذلك من خلال التعرف على امال و الام كل منهما .هنا يستطيعا ان ينسجا علاقة متينة يفرح فيها كل طرف لفرح الاخر ويحزن لحزنه ويستطيع ان يدخل السرور عليه ويزيح عنه الامه .اما عكس ذلك فعاقبته ليست جيدة ولذلك نصحت الام العربية ابنتها قائلة " إياك والفرح بين بديه إن كان مهتما، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً"
ويا سلام لو كنا كده

الأحد، 13 سبتمبر 2009

لماذا تتكرر مشاكلنا عبر السنين ؟1

قابلت ذا الشيب العجوز الهرم وكان احد جيراننا القدامى اذ كان حقله الزراعى متاخما لنا وكان يعرفنى صغيرا ويحبنى. وكثيرا ما يسعد الفلاحون بابنائهم وابناء جيرانهم ةعندما يصيروا افندية اى متعلمين .ورغم بعدى سنوات عن القرية الا انى كنت متاكدا من عدم نسيانه لى وتذكرت تجوالى بين الحقول امازح الجميع ويمازحوننى وكان الرجل احدهم . وبعد سلام وترحاب شجعنى ان اجرى معه حوارا هادئا لعلى اخذ منه الحكمة والعبرة . فبدات سؤالى الاول عن عمره وكم بلغ فاخبرنى انه تعدى السادسة والسبعين . فقلت له كم مضى على زواجك؟ فقال لى اننى تزوجت وسنى ستة عشر سنة كمعظم اهل الريف يتزوجون صغارا . وبهذا يكون مضى على زواجه اكثر من ستين عاما .وسالته عن تجربته فى الزواج وعن مشاكله عبر الايام والسنين فاجابنى ان المشاكل لا تنتهى وهذه طبيعة الحياة .لكن اخبرنى ان ما يزعجه ان تتكرر المشاكل دائما ويجد مشاكل السنة الاولى كما هى لم تحل عبر تلك السنين ويتعجب من تكرارها .وقال لى يمكن لاننا لم نتعلم يا ابنى ولم نكن افندية مثلكم ؟.قلت له لا. ان كثيرا من حملة البكالوريوس و الدراسات العليا ربما لا يفرقون كثيرا عن الفلاحين والذين لم ياخذوا حظهم من تعلم القراءة والكتابة .فالذى لايقرا ليس بافضل كثيرا ممن لا يعرف القراءة. قال لى كيف هذا؟ قلت له يا عمى الحاج ان اكثر حملة الشهادات بما فيها العليا ربما لا يقراون الا مضطرين لنيل الشهادة والدرجة العلمية . وهم فى ذلك مثلك تماما ينجزون ما يسعهم للعيش فى الحياة كما تجتهد انت وتتعب لزراعة ارضك عبر السنين . لكن لا حظ لهم مثلك فى اتقان العلاقات الانسانية وعلى راسها العلاقة الزوجية . لكن لماذا تعتقد ان مشكلة العام الاول ما زالت تتكرر على مدار ستين عاما ؟ وربما تستمر ما استمرت بكما الحياة. قال لى على طريقة الفلاحين البسطاء "والله ما انا عارف يا ابنى "وهنا بدات اتامل هذا الحوار لعلى اخرج منه بفوائد قد تعود على وعلى الاخرين بالنفع .و شعر الرجل اننى قد شردت بفكرى بعيدا فقال لى مالك يا استاذ ؟ قلت له افكر فى الاسباب التى تزعجك من تكرار مشكلة السنة الاولى حتى لتحملها هما على كاهلك عبر ستين سنة وربما يكثر عن ذلك . قال لى وماذا ترى ؟ قلت له هناك اسباب كثيرة. قال لى بشغف وكانه ينتظر الاجابة منذ ستين عاما قولى يا ابنى الله يخليك . قلت له ربما تكون هذه المشكلة مرتبطة بطبيعة المراة عامة وليست زوجتك فقط . وعندها ستدرك انها ليست مشكلة .انما هى طبائع النساء التى يجب ان نرتب امورنا على حدوثها . ونتعلم مهارة التعامل معها .ولا نحتاج ان نسميها مشكلة او نغتاظ ونهتم طيلة السنين لحدوثها .رد على قائلا يا ابنى الله يكرمك وضح لى اكتر .قلت له يعنى من ضمن هذه المشاكل التى تتكرر معك الغيرة مثلا "؟قال لى نعم انها غيورة حتى من امى واخواتى ولا تنطفئ الغيرة عبر الزمن بل ربما تزيد. .قلت له هذه ليست مشكلة انها طبيعة النساء . والتى يجب ان تدرب نفسك على التعامل معها بدل ان تفقد طاقتك فى محاولة تغييرها وتهتم من اجله ولن يحدث. قال لى ازاى يا ابنى قلت له ساحكى لك قصة وستفهم منها ما اهمك طوال ستين سنة .قال لى احكى يا ابنى وان شاء الله الزرع ما اتروى النهارده . قلت له"كان عند النبى ضيوف وهو فى بيت السيدة عائشة وارسلت السيدة صفية طعاما مع الخادم للنبى وضيوفه فغارت السيدة عائشة وكسرت الطبق ".ما رايك لو كنت مكان النبى وعندك ضيوف وكسرت امراتك طبق الطعام الذى تحبه مع انك تتورط كثيرا بالثناء عليه امامها لانه من عند زوجتك الاخرى او من عند اختك او امك ماذا ستفعل ؟ قال لى والله اكسر رقبتها .فضحكت وقلت له لكن اسمع ماذا فعل النبى صلى الله عليه وسلم ؟قال لى بشغف عمل ايه يا ابنى فى الموقف المحرج ده .قلت له انت شايف انه محرج ؟ قال لى نعم محرج جدا . ماذا يقول الضيوف لو حدث معى ؟ قلت له ماذا سيقولون ؟ قال لى ممكن يقولوا انا مش قادر احكم مراتى .او ماليش اعتبار حتى امام ضيوفى .قلت لكن ركز معايا وشوف النبى عليه الصلاة والسلام عمل ايه ؟ قلت له كان هادئ جدا . أتعرف لماذا ؟ لانه يعلم ان المراة غيورة بطبيعتها وان مثل هذا السلوك من ضرتها كفيل بان يظهر غيرتها وكان النبى متوقعا هذا . لذلك كان هادئ ولم ينفعل .وقال لضيوفه "غارت امكم "وكانه منتظر الغيرة تظهر لانها جبلة النساء فلم يقلل من شانها ويقول غارت المراة او غارت زوجتى ويعاتبها على ذلك ويلومها ويظهر ذلك على انه كبيرة من الكبائر . وانما يدلل بهدؤه صلى الله عليه وسلم على ان ذلك من طبائع النساء عامة ويجب قبوله ولا ينبغى التعامل معه على انه مشكلة. وتعامله بهذا الحلم جعلها تتاسف وتدرك خطاها وتسال عن تكفيره "فقال لها طبق بطبق وطعام بطعام "وانتهت المشكلة ولم يحملها النبى الزوج معه عبر السنين مشكلة تؤرقه .
ويا سلام لو كنا كده
قال لى طيب هذه واحدة. ممكن ايه تانى يخلينى يا ابنى ما افهمشى المراة واشعر ان المشكلة دايما تتكرر عبر السنين غير انى مش فاهم طبيعة النساء ؟ قلت لا بكرة ان شاء الله نتقابل ونشوف الاشياء الاخرى التى تجعلنا نحمل مشاكلنا عبر السنين كما هى ؟ الا ننا لم ننتهى من استعراض كل ما يخص طبيعة المراة

السبت، 12 سبتمبر 2009

ما هى المعلومات المطلوبة

دعيت لالقاء محاضرة لمجموعة من الفتيات اللاتى فى سن الخطوبة والزواج بعنوان "كيفية اختيار الزوج و اهم الشروط الواجب توفرها فى العريس "وخلصنا فى نهاية المطاف الى ان اى انسان قد يكون مناسبا اذا عرفته معرفة جيدة وواضحة وقبلت ان اتعايش مع ظروفه واتفهم افكاره مراعية فى ذلك المؤثرات التى اثرت فى شخصه سلفا. واعرف جيدا ما يتوقع من سلوك جراء ذلك و ماذا يجب على عند حدوثه .ولا باس بالموافقة مادامت لدى القدرة على ذلك . وقلنا انه من الرائع ان نتفهم كل الظروف التى احاطت به صغيرا. ولان البيئة لها نصيب الاسد فى تشكيل الناس ونسبتها فى ذلك تزيد حسب الدراسات على 80% فيجب التعرف عليها . من حيث نشاة العريس فى الريف ام الحضر؟وكذا التعرف على الوالدين تعرفا جيدا اعتبارا بقول القائل "وينشا ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده ابوه" فهل كان والداه متعلمين؟ وهل كانت الام تعمل ام ربة بيت؟ وما طبيعة عمل الوالد ؟ فكل هذا واكثر مهم جدا معرفته. ومثله ثقافة الوالدين و طريقة تعاملهما معه صغيرا وهل كان يعيش فى بيت عائلة كبيرة تحوى الجدود والعمات والاعمام ؟ ام فى اسرة صغيرة ؟ واى المدارس تخرج منها ؟ وهل كان وحيدا لابويه ؟ ام كان بين عدد كبير اوصغير من الاخوة؟ وهل كان اصغرهم ام اكبرهم وما ترتيبه بين اخوته ؟ وهل كان الوحيد الذكر والاكبر ام الاصغر؟ وهل ربى يتيما ؟ ام مات ابوه ام كلاهما ؟ وهناك متغيرات اخرى يجب معرفتها. فعلى سبيل المثال هل تعرض فِِى طفولته لحوادث معينة ؟ وهل كان ابواه كريمين ام لا ؟ وهل نشا فى بيت يعتاد الناس زيارته كثيرا؟ ام كانت اسرة منغلقة اجتماعيا ؟لمثل هذا يجب ان يجهد الطرفان انفسهما اما اسم الشخص ولونه وطوله وعرضه وعمله وكم يتقاضى من رواتب هذا غير كاف . وعلي العروسِ ان تتلمس كل هذا وتدرسه جيدا وان تتوقع السلوك الذى يترتب من قبل العريس وفق كل معلومة لديها. حتى اذا حدث سلوك يتنافى مع طبيععتها وما الفته فى بيئتها فعليها ان تدرك انه متوقع وفق ما تربى عليه وما عرفته .وعندها يجب ان ندرك ان ما يصدر عن الاخر من سلوك وان خالف عاداتنا واثار حفيظتنا انما هو تبعا لما نشا وتربى عليه عاديا ومتوقع .محترمين فى ذلك ما عرفناه وما يجب ان يبنى على معرفته وايضا محترمين رغبتنا فى التواصل ومواقفتنا سلفا على ذلك . هنا تكون ردود افعالنا مناسبة ولا تبلغ مستوى الانفعال والصخب والضيق والضجر والملل الذى قد يدب سريعا فى حياتننا الزوجية. وهنا انبرت احدى البنات وقالت لى "كده المفروض الواحدة تكون مركزة فى كل هذه الاشياء ومحتاجة عقل كبير جدا وده صعب " قلت لها ان الاصعب من ذلك هو الفشل الذى اذا لم ننتبه له ونعمل على تفاديه يكون امرنا اسوا بكثير مما نتخيل. ان طريق النجاح لا شك صعب والمجد ليس تمرا يؤكل والسعادة ليست هبة . ولكنها بنيان يستحق التشييد وان لم نفعل ونجهد انفسنا لذلك تكون العاقبة اليمة واذا كان التعليم مكلف فالجهل اكثر كلفة .
ولماذا لا نكون كده

الجمعة، 11 سبتمبر 2009

كل معلومة مهمة

لا غنى للذين يريدون نجاحا لمشروعاتهم ايا كان نوعها وحجمها من توفر المعلومات الكافية التى تتعلق بها من حيث دراسة السوق ومدى استيعابه لمشروع جديد وكيفية التسويق وجودة السلعة والقدرة على المنافسة. وهناك من النقاط الكثيرة التى يجب ان تكون محط اهتمام اصحاب المشروعات .ومنها دراسة المخاطر التى قد تهدد او تعمل على تهديد المشروع مستقبلا و كيفية البدء وكذا الاجراءات المتبعة والضامنة لاستمراره. وهناك تفاصيل كثيرة يجب الاطلاع عليها ودراستها باستفاضة وفى هذا يدفع اصحاب المشروعات اموالا طائلة فيما يسمى بدراسة الجدوى. ويدفعون ذلك بطيب نفس لا اقول فى بناء المشروع لكن فى الحصول على المعلومات التى تعين على انشائه والسير به والتحرز من المهددات التى قد تعترض نموه يوما او تعمل على فشله. وهذا دور المعلومات فهى ان شئت سمها الحارس على المشاريع من الضياع و مانع التقهقر لاسيما ما نسمعه كثيرا من اننا نعيش فى عصر المعلومات والتىلم يكن فى شاننا الاجتماعى حظ منها. فما ان يشرع احدنا فى مشروع االزواج وهو الاهم فى الحياة .اذ بانسجام الطرفين فيه يستطيعا النجاح فيماسواه. واثر الفشل فيه يكون طاغيا على بقية مشروعات الحياة .ولا تجد اكثرنا حريص على جمع المعلومات التى تستطيع ان تعيننا على اتمام وانجاح مشروعنا واجتياز الصعاب التى قد تعتريه .او تساعدنا فى اتخاذ قراربعدم البدء ومعاودة البحث مرة اخرى. ولم لا ؟ و اصحاب الخبرة يوصون احيانا اصحاب المشروعات وطالبى الدراسة بالبعد لانه افضل لهم من الخسارة .هل سمعتم يوما عن عمل دراسة جدوى اجتماعية لمشروع زواج ؟ والذى فيه يتولى الباحثون واصحاب الخبرات جمع المعلومات من الطرفين ودراستها والخروج بتوصيات تعين الطرفين على كيفية استفادة كل طرف فيما يعرفه عن ا الاخر. ان اكثر ما يبذل من المهتمين بالتزويج سواء هيئات او مواقع الكترونية او افراد.ربما هو اتاحة الفرصة للتعارف وفقط, لكن لا يستطيعون ان يقدموا نصحا مبنيا على معلومات واضحة للطرفين سواء بتشجيعهم على التواصل من عدمه. ربما يضحك البعض من استخدام تعبير "دراسة الجدوى الاجتماعية" .لكن الا نضطر للذهاب الى المتخصصين فى المشكلات الاجتماعية لنسرد عليهم حالنا بعد تعقد الامور؟ وربما بعد استحالة ادراك النجاح؟ ماذا لو فعلنا قبل اتمام الزواج ؟ الا تعتقدوا انه يكون افضل اذ يوفر علينا جهدا كبيرا وهموما نحن اولى بالبعد عنها "ان جمع المعلومات ومعالجتها وكيفية الاستفادة منها مهارة مهمة لا بد ان يعرفها كل صاحب مشروع لا سيما المشروع الكبير الذى هو اهم مشاريعنا فى الحياة اذ به يستمر الكون ويعمر فضلا عن انه مصدر سعادة وزينة بالاولاد
ويا سلام لو نبقى كده

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

اولى خطوات السعادة

يحلم العروسان ببيت الزوجية ويتخيل كل منهما شكله و الوانه ونظامه واثاثه. ويتحاوران ويتناقشان فى الوان الغرف والحجرات. ومن قبل فى اى حى يقطنون و تتوالى الافكار فى وضع كل جزء من اثاث البيت فى مكانه و يختارون الاجهزة واطقم الحمامات ويتعبون فى ذلك ويبذلون مجهودا كبيرا ولا يملون فى ذلك مهما كلفهم من عناء .ولا يستطيع احد ان ينكر عليهما ذلك فهذا شئ جميل وهو من الامور التى لا غنى عنها وكل يفعل .على الموسر قدره وعلى المقتر قدره .وفى خضم ذلك كله وبعد تمامه وكماله يفاجأ الزوجان بانهما تحت سقف واحد وربما لا ترقى ثقافتهم الى كثير مما يساعد فى بداية حياة جديدة هانئة وسعيدة وهذا كائن فى اكثر الناس فان اكثر الاهتمام تحول الى ما يفيد البدن ويخدمه . اما ما يخدم العقل فلا مجهود قد حصل ولا شئ قد بذل و ينبغى ان تبدا الحياة فى الاعتماد على العقل لا على الارائك والاسقف الملونة وحدها فقط .وعندها نكتشف ان الزينة التى زينا بها بيوتنا لم يكن لعقولنا حظ فيها .ولاتدوم سعادتنا بها الا ايام حتى نالفها فتفتر نفوسنا حيالها وننتظر السعادة وربما لا تاتى لان مصدرها الحقيقى هو العقل الذى ما بذلنا فى اعداده الكثير. ان احدنا يكلف فى زواجه مئات الالاف وربما الملايين لكن ما انفق قليلا او كثيرا على عقله.ان العقل والبدن كلاهما شركاء فى جنى السعادة لا شك فى ذلك لكن العقل هو مصدر السعادة التى يتمتع بها البدن فالعناية به واجبة واعداده اذا ما قورن بسواه فتكلفته المادية بسيطة .ان اسلافنا انتبهوا لذلك فكانت حياتهم اكثر سعادة
امراة فى ليلة زفافها تخبرنا قائلة. لما فرغ البيت علينا بعد الزفاف دنا منى ومد يده نحوى فقلت له على رسلك اننى لا علم لى باخلاقك فبين لى ما تحب فاتيه وما تكره فلا اتيه .فقال احب كذا واكره كذا .قلت فما رايك بالجيران؟ قال بنو فلان قوم طيبون وبنو فلان قوم سؤ قلت فما رايك بزيارة الاصهار قال لا احب ان يملنى اصهارى .انها امراة ذكية عرفت ان من دواعى السعادة التفاهم واولى خطواته التعرف على كل ما يخص الطرف الاخر. فاكثر مشاكل الزوجين تكن من ممارسات احدهما التى لا يراعى فيها الاخر وهذا فى الواقع غير متعمد . هما فقط بداوا الحياة معتمدين على ما انفقوا فيه الكثير و بذلوا فيه الجهدا متصورين انهما قد فعلا كل شئ . ان الخطوة الاولى لاستدامة العلاقة وجنى السعادة هى معرفة كل شئ عن الاخر
ويا سلام لو كنا كده

الجمعة، 4 سبتمبر 2009

كلاهما هدف للاخر

كل رجل يريد امراة وكل امراة تريد رجلا وكلاهما هدف للاخر وحصول احدهما على الاخر مهمة ورغبة ملحة وواضحة والكل يريد ان ينجزها وفى سعى كل منهما للحصول على الاخر يفكر فى طرق شتى لذلك ويضع معايير وربما تحرى الشريعة فى ذلك وانه لجيد ورائع لمن يفعل لكن لا يفكرون بعد اتمام العلاقة وان شئت فقل بعد استحواز كل طرف على الاخر فى كيفية الحفاظ عليه واستدامة العشرة .فاغلب الناس بعد ان يحصل على الطرف الاخر لايشغله كثيرا أهمية استبقاء العلاقة ودوامها على وضع يرضى الطرفين بمتعة التواصل والتمسك به .ربما يشيع فى ثقافة البشر كيف تجذب الطرف الاخر وانك لتجد ذلك فى اعلانات التليفزيون والجرايد والمجلات فكل صاحب سلعة يريد ترويجها لا يجد سبيلا لذلك اقوى اثرا وامضى فعلا من جعل سلعته سببا اصيلا فى استحواز الرجل على المراة و ايضا تجد كتبا تملأ الاسواق بعنوان كيف تثير النساء ،كيف تحصل على اعجاب المراة ،ومثل هذا كثيرا تجده لكن نادرا ما ترى او تسمع عن كيفية الحفاظ على الاخر وانها لمهمة اصعب بكثير من مهمة الحصول عليه .اذ الفطرة تسعى والرغبة تسوق الانسان وتدفعه للارتباط . لكن بعد ذلك اذ لم يكن فى ثقافة ووعى الطرفين كيفية استدامة العلاقة فانها سرعان ما تنقضى الرغبة فى الاستمرار وربما انتهت بالفشل السريع فاكثر حالات الطلاق تقع فى السنة الاولى وربما نسبها تعدت النصف فى بلدان كثيرة وتعجب فى السرعة الحاصلة والتى تنقلب بعدها الرغبة القوية فى الحصول على الطرف الاخر الى رغبة فى الانفصال والتخلص من تلك العلاقة التى ربما ظل الطرفان يحلمان بها عدة سنوات .عندها يتبين لك عدم تاهيل الطرفين لاكثر من الحصول على الطرف الاخر والتطلع لبعض السمات فى شريك العمر..وكلٌ فى ذلك يضع شروطه ويسعى بها يحملها رغبة فى تاكيدها لدى من يبحث عنه . اما التاهيل لخوض الحياة بمفاهيم الاستبقاء والحفاظ على الاخر للاسف ربما يكون منعدما. فلا التعليم قبل الجامعى ولا الجامعى يهتم بتلك الشؤون لكن اسلافنا العرب فطنوا لذلك فكانت الام العربية توصى ابنتها قبل الزفاف الى ما يديم العلاقة ويعمل على استمرارها فانظر حرص الام وهى تبين سلوكيات واضحة قابلة للتطبيق وتقول لابنتها عليكى " بالمعاشرة له بالسمع والطاعة والرضا . والتعهد لموقع عينه وموضع أنفه فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.والتفقد لوقت طعامه والهدوء عند منامه فإن تنغيص النوم مغضبة، وحرارة الجوع ملهبة. والتدبير لماله والإرعاء على حشمه وعلى عياله. ولا تفشي له سرّاً ولا تعصي له أمراً؛ فإنك إن أفشيت سرّه لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره، وإياك بعد ذلك والفرح إن كان ترحاً والحزن إن كان فرحاً ".لكن اغلب امهات اليوم يلفتن انتباه بناتهن الى كيفية الحصول على العريس وانها لصفغة عظيمة ان حظيت به .
نحن الان نهتم بما يجعلنا نحصل على الاخر ونادرا ما ننتبه الى ما يجعلنا نحافظ عليه .اما هم فكانوا يدركون ان استدامة العلاقة لا تقل اهمية عن كيفية حصول كل طرف على الاخر وانتقائه بل ربما كانت اهم واجدى وسنرى بعد ذلك كيف .
"ويا سلام لو كنا كده"

السبت، 29 أغسطس 2009

انصحنى وستعلو مكانتك عندى

كنت مسافرا مع صديقى الى القاهرة بسيارته وغالبا ما نسافر سويا و اثناء سفرنا دائما ما نتناول الافكار والخواطر وغالبا نمس فى ذلك شخصياتنا بالتعليق على كثير من تصرفاتنا فى مواقفنا المختلفة وبالرغم من اتساع صدر كل منا للاخر الا ان النصح يبقى دائما ثقيلا واحيانا يتعفف احدنا عن ذكر ما قد يضايق الاخر . واراد صديقى ان يشعرنى بمكانتى عنده وحبه لى فرغب فى سماع شيئ من ذلك فطلب منى النصح وهو مجسدا مكانتى عنده بقوله انصحنى يا اخى ولك على الا ازعل منك أو ان تنقص قيمتك عندى . وعندها تعجبت له قائلا ما هذا يا اخى الكريم الذى تقوله ؟ اهذه مكانتى عندك ؟ كيف بعد تلك السنين والخبرة الطويلة فى الحياة وكثرة القراءة والاطلاعات وتبادل الافكار تخبرنى بذلك؟ فتعجب هو ايضا قائلا ما الذى حدث ؟ حتى تقول كل ذلك ؟ الم اخبرك بعدم الغضب مهما قلت .وان قدرك لن ينقص عندى؟
قلت له اخى الحبيب يجب أن تعلو مكانة الناصح لدى المنصوح فهو لا يريد الا نفعه لاسيما ان كان ذلك برغبة المنصوح . لكن بما اننا جبلنا على غير ذلك فى استشراف النصح وتقدير الناصحين كانت اعلى مكانة للناصح عندك هى عدم الزعل منه او على الاكثر الا تقل قيمته عندك .عند اخرين ربما افسد النصح العلاقة وادى الى خصومة بين المتناصحين .لكن المفروض ان تعلو مكانة الناصح لدى المنصوح .على طريقة ابى بكر رضى الله عنه وارضاه عندما قال " طوبى لعبد اهدى الى عيوبى"
ان المكانة التى ينشدها المنصوح للناصح هى "طوبى " وطوبى منزلة فى الجنة فهل تستطيع تعديل الطلب بان تقول هلا نصحتنى وستعلو مكانتك عندى ؟ انصحنى وطوبى لك فقد عاب رب العالمين على اناس بقوله "ولكن لا تحبون الناصحين"
ان الذى يريد المكانة العالية عليه بان يحب ويقرب كل من ينصحه حتى وان اصاب الناصح شططا فعلى المنصوح الاستفادة من ذلك وعلى قدر فهم الناس لفائدة النصح تتوالى الجوائز
"ويا سلام لو كنا كده"

الاثنين، 24 أغسطس 2009

ماذا يتمنى محكوم عليه بالإعدام؟

إن ما يجعل المحكوم عليه بالاعدام يتمنى الانتحار اذا ما ضاقت به السبل للخلاص هو ان انتظار الاعدام اقسى منه .لذا يمنع عن المحكوم عليهم بالاعدام كل ما يشك فى انه يصلح اداة للانتحار كحبل او اله حادة يشك فى استعمالها للتخلص لا اقول من الانتحار بل للتخلص من انتظاره ولقد حكى لى صديق كان مسجونا بسجن عمومى فى عام 2005 وكانت زنزانته قريبة من عنبر الاعدام وكان يرقب كل فجر مشهد من حان دوره للمشنقة وكان فضوله يقوده الى محاولة اختراق السمع والبصر ليرى ويطالع من يساق الى الاعدام. فكان يصف لى حال هؤلاء وكيف انهم كان لهم عويل ما سمع مثله قط وكيف انهم ما كانوا يقووا على السير على اقدامهم وكان يلحظ تبولهم على انفسهم يا له من موقف عصيب ولو استطاع ساعتها ذلك المحكوم عليه بالاعدام ان يجد طريقا للخلاص لفعل وما تاخر ولو استطاع اخذ رهينة حتى ينجو ما توانى هو يريد الفكاك فكل ما يشغله كيف ينجو وفقط. اما سجيننا اليوم فكان غير ذلك تماما..اتعرفون ماذا فعل؟ ما بكى وما عَلَىَ نحيبه وما بال على نفسه خوفا ولا جزعا وما فكر فى الانتحار غير انه طلب موس .....موس ؟ نعم موس . انه يصلح للانتحار!! نعم انه كذلك لكنه طلبه لامر اخر..طلبه ليستحد به اى ليتنظف به ويزيل ما علا عانته من شعروما دنى من ابطيه فعل ذلك وهو ثابت ومطمئن وما خارت قواه لكنه اراد ان يلقى رب العالمين وهو اطيب ما يكون .وهو وفى يده الموس اذ يدخل عليه طفل من اطفال "ساجنيه" يقترب منه رويدا رويدا حتى جلس الطفل على فخذ الرجل حقا انها الفرصة التى سنحت له فياخذه رهينة وفجاة دخلت عليه ام الطفل وخارت قواها وارتعبت فالموس فى يد الرجل والطفل جالسا على فخذه. لكنه سارع الى طمئنتها وأمَّنها على طفلها وقال "اتحسبينى قاتله؟؟ والله لا افعل ابدا " واطلق سراح الطفل لامه . ماذا فعلت ايها الرجل ؟ لقد جاءتك الفرصة ويحك ماذا تفعل انت مسلم مظلوم وهؤلاء كفار لا عليك الا ان تنجو حتى لو روعت الطفل وامه انجو ايها الرجل لا تجعل الفرصة تفوتك انها لحظات وتصلب هيا يا رجل اجننت ؟ لكنه ما فكر بذلك لحظة انه فكر فى شئ واحد الا وهو التزامه بالقيم مهما كانت الظروف لقد ابى ان يروع طفلا او امراة ولو كان فى ذلك نجاته .اتعرفون من ذلك الرجل ؟ انه
"خبيب بن عدى" اسير مسلم لدى احدى قبائل المشركين بمكة فى بيت عقبة بن الحارث انظروا كيف انه ما اراد الا احياء قيمة انسانية نبيلة فقد فدى واعلى ذكرها فى العالمين بنفسه ليتعلم الناس الى يوم القيامة اهمية القيم فى الحياة .ان كثيرا اليوم تحت ضغوط اقل من ذلك بكثير يفرط فى قيم انسانية نبيلة بدعاواى كثيرة. فمن الناس ان كان صاحب حق فلا يرى فى طريق الوصول اليه احياءا لمبدا او قيمة ولو كانت خسارته بضع دنانير. اما صاحبنا فكانت روحه هى ثمن القيمة والمقابل الذى يعليها به وليست الدنانير ومع ذلك ما راى غير احترام الطفل وعدم ترويعه وحنا عليه وعلى امه فما روع بل طمأن . فاطمأنت روحه ولو فعل غير ذلك لمات وتعفن وان نجا

"ويا سلام لو كنا كده"