الخميس، 22 ديسمبر 2011

اعظم ما قالت العرب

علق ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد على بيت الشعر المشهور
" و النفس طامعة اذا اطعمتها :: واذا ترد الى قليل تقنع .
بانه اعظم ما قالت العرب . والمتامل في نفسه يدرك مدى صدق البيت وخبرة قائله بطبيعة التفس .
و في ذلك حقيقة مفادها ان الانسان لا يستطيع ممارسة شيئا لا يعرفه ولم يخبره .ولا يتمسك الا بما اعتاده ودرج عليه من نعومة اظفاره . ونرى صدق الحال مجسدا واقع النفس البشرية في قول القائل .
والنفس كالطفل ان ينشا على حب الرضاع وان تفطمه ينفطم .
ويبلغ بعض الناس الاربعين من العمر والخمسين وهم يرضعون كالاطفال ويمارسون ما اعنادوا علي .و في ذا يقول القائل .
و ينشا ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده ابوه .
وانا لنرى اثر الاباء في سلوك ابنائهم ويموتون على تربوا عليه .ان قانون العادة هو ما نعرفه وما يتحكم فينا و كلما طال الامد على ممارسة عادة الا و صعب علينا تغييرها .و لو ادركنا صعوبة التخلص من عادة واحيانا استحالة التخلص منها ولما نشقى بها كثيرا لتحرزنا لذلك حفاظا علينا وعلى من نربيهم .و ان كان ابو العلاء قد رد مصائبه الى ابيه قائلا " هذا ما جناه على ابى وما جنيت على احد " فانا نلمس احيانا كثيرة تلك الجنايات التربوية والنفسية والخلقية التي قضى بها بعض الاباء و المربون على ابنائهم .
مسؤلية كبيرة وعظيمة يجب ان يفطن لها الاباء والمعلمون حتى لا يجنون على الصغار فينشاون على ما اعتادوا عليه فيحيون ويموتون اطفالا لا يشبعون من الرضاع ويريدون ان يتحول كل من حولهم الى مرضعين على الدوام .و في الحديث النبوى " كل مولود يولد على الفطرة ولكن ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه "دليل كبير على اثر الوالدين ليس في المعتقد فقط ولكن على كل جوانب الشخصية .و الفلاح في تزكية النفس سواء من يزكي نفسه او من يزكي نفوس الاخرين فليحذر الوالدان والمعلمون من مغبة المساهمة في انشاء كيانات بشرية معقدة تشقى وتشقي الاخرين ما حيت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق