الاثنين، 24 أغسطس 2009

ماذا يتمنى محكوم عليه بالإعدام؟

إن ما يجعل المحكوم عليه بالاعدام يتمنى الانتحار اذا ما ضاقت به السبل للخلاص هو ان انتظار الاعدام اقسى منه .لذا يمنع عن المحكوم عليهم بالاعدام كل ما يشك فى انه يصلح اداة للانتحار كحبل او اله حادة يشك فى استعمالها للتخلص لا اقول من الانتحار بل للتخلص من انتظاره ولقد حكى لى صديق كان مسجونا بسجن عمومى فى عام 2005 وكانت زنزانته قريبة من عنبر الاعدام وكان يرقب كل فجر مشهد من حان دوره للمشنقة وكان فضوله يقوده الى محاولة اختراق السمع والبصر ليرى ويطالع من يساق الى الاعدام. فكان يصف لى حال هؤلاء وكيف انهم كان لهم عويل ما سمع مثله قط وكيف انهم ما كانوا يقووا على السير على اقدامهم وكان يلحظ تبولهم على انفسهم يا له من موقف عصيب ولو استطاع ساعتها ذلك المحكوم عليه بالاعدام ان يجد طريقا للخلاص لفعل وما تاخر ولو استطاع اخذ رهينة حتى ينجو ما توانى هو يريد الفكاك فكل ما يشغله كيف ينجو وفقط. اما سجيننا اليوم فكان غير ذلك تماما..اتعرفون ماذا فعل؟ ما بكى وما عَلَىَ نحيبه وما بال على نفسه خوفا ولا جزعا وما فكر فى الانتحار غير انه طلب موس .....موس ؟ نعم موس . انه يصلح للانتحار!! نعم انه كذلك لكنه طلبه لامر اخر..طلبه ليستحد به اى ليتنظف به ويزيل ما علا عانته من شعروما دنى من ابطيه فعل ذلك وهو ثابت ومطمئن وما خارت قواه لكنه اراد ان يلقى رب العالمين وهو اطيب ما يكون .وهو وفى يده الموس اذ يدخل عليه طفل من اطفال "ساجنيه" يقترب منه رويدا رويدا حتى جلس الطفل على فخذ الرجل حقا انها الفرصة التى سنحت له فياخذه رهينة وفجاة دخلت عليه ام الطفل وخارت قواها وارتعبت فالموس فى يد الرجل والطفل جالسا على فخذه. لكنه سارع الى طمئنتها وأمَّنها على طفلها وقال "اتحسبينى قاتله؟؟ والله لا افعل ابدا " واطلق سراح الطفل لامه . ماذا فعلت ايها الرجل ؟ لقد جاءتك الفرصة ويحك ماذا تفعل انت مسلم مظلوم وهؤلاء كفار لا عليك الا ان تنجو حتى لو روعت الطفل وامه انجو ايها الرجل لا تجعل الفرصة تفوتك انها لحظات وتصلب هيا يا رجل اجننت ؟ لكنه ما فكر بذلك لحظة انه فكر فى شئ واحد الا وهو التزامه بالقيم مهما كانت الظروف لقد ابى ان يروع طفلا او امراة ولو كان فى ذلك نجاته .اتعرفون من ذلك الرجل ؟ انه
"خبيب بن عدى" اسير مسلم لدى احدى قبائل المشركين بمكة فى بيت عقبة بن الحارث انظروا كيف انه ما اراد الا احياء قيمة انسانية نبيلة فقد فدى واعلى ذكرها فى العالمين بنفسه ليتعلم الناس الى يوم القيامة اهمية القيم فى الحياة .ان كثيرا اليوم تحت ضغوط اقل من ذلك بكثير يفرط فى قيم انسانية نبيلة بدعاواى كثيرة. فمن الناس ان كان صاحب حق فلا يرى فى طريق الوصول اليه احياءا لمبدا او قيمة ولو كانت خسارته بضع دنانير. اما صاحبنا فكانت روحه هى ثمن القيمة والمقابل الذى يعليها به وليست الدنانير ومع ذلك ما راى غير احترام الطفل وعدم ترويعه وحنا عليه وعلى امه فما روع بل طمأن . فاطمأنت روحه ولو فعل غير ذلك لمات وتعفن وان نجا

"ويا سلام لو كنا كده"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق