السبت، 29 أغسطس 2009

انصحنى وستعلو مكانتك عندى

كنت مسافرا مع صديقى الى القاهرة بسيارته وغالبا ما نسافر سويا و اثناء سفرنا دائما ما نتناول الافكار والخواطر وغالبا نمس فى ذلك شخصياتنا بالتعليق على كثير من تصرفاتنا فى مواقفنا المختلفة وبالرغم من اتساع صدر كل منا للاخر الا ان النصح يبقى دائما ثقيلا واحيانا يتعفف احدنا عن ذكر ما قد يضايق الاخر . واراد صديقى ان يشعرنى بمكانتى عنده وحبه لى فرغب فى سماع شيئ من ذلك فطلب منى النصح وهو مجسدا مكانتى عنده بقوله انصحنى يا اخى ولك على الا ازعل منك أو ان تنقص قيمتك عندى . وعندها تعجبت له قائلا ما هذا يا اخى الكريم الذى تقوله ؟ اهذه مكانتى عندك ؟ كيف بعد تلك السنين والخبرة الطويلة فى الحياة وكثرة القراءة والاطلاعات وتبادل الافكار تخبرنى بذلك؟ فتعجب هو ايضا قائلا ما الذى حدث ؟ حتى تقول كل ذلك ؟ الم اخبرك بعدم الغضب مهما قلت .وان قدرك لن ينقص عندى؟
قلت له اخى الحبيب يجب أن تعلو مكانة الناصح لدى المنصوح فهو لا يريد الا نفعه لاسيما ان كان ذلك برغبة المنصوح . لكن بما اننا جبلنا على غير ذلك فى استشراف النصح وتقدير الناصحين كانت اعلى مكانة للناصح عندك هى عدم الزعل منه او على الاكثر الا تقل قيمته عندك .عند اخرين ربما افسد النصح العلاقة وادى الى خصومة بين المتناصحين .لكن المفروض ان تعلو مكانة الناصح لدى المنصوح .على طريقة ابى بكر رضى الله عنه وارضاه عندما قال " طوبى لعبد اهدى الى عيوبى"
ان المكانة التى ينشدها المنصوح للناصح هى "طوبى " وطوبى منزلة فى الجنة فهل تستطيع تعديل الطلب بان تقول هلا نصحتنى وستعلو مكانتك عندى ؟ انصحنى وطوبى لك فقد عاب رب العالمين على اناس بقوله "ولكن لا تحبون الناصحين"
ان الذى يريد المكانة العالية عليه بان يحب ويقرب كل من ينصحه حتى وان اصاب الناصح شططا فعلى المنصوح الاستفادة من ذلك وعلى قدر فهم الناس لفائدة النصح تتوالى الجوائز
"ويا سلام لو كنا كده"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق