الجمعة، 4 سبتمبر 2009

كلاهما هدف للاخر

كل رجل يريد امراة وكل امراة تريد رجلا وكلاهما هدف للاخر وحصول احدهما على الاخر مهمة ورغبة ملحة وواضحة والكل يريد ان ينجزها وفى سعى كل منهما للحصول على الاخر يفكر فى طرق شتى لذلك ويضع معايير وربما تحرى الشريعة فى ذلك وانه لجيد ورائع لمن يفعل لكن لا يفكرون بعد اتمام العلاقة وان شئت فقل بعد استحواز كل طرف على الاخر فى كيفية الحفاظ عليه واستدامة العشرة .فاغلب الناس بعد ان يحصل على الطرف الاخر لايشغله كثيرا أهمية استبقاء العلاقة ودوامها على وضع يرضى الطرفين بمتعة التواصل والتمسك به .ربما يشيع فى ثقافة البشر كيف تجذب الطرف الاخر وانك لتجد ذلك فى اعلانات التليفزيون والجرايد والمجلات فكل صاحب سلعة يريد ترويجها لا يجد سبيلا لذلك اقوى اثرا وامضى فعلا من جعل سلعته سببا اصيلا فى استحواز الرجل على المراة و ايضا تجد كتبا تملأ الاسواق بعنوان كيف تثير النساء ،كيف تحصل على اعجاب المراة ،ومثل هذا كثيرا تجده لكن نادرا ما ترى او تسمع عن كيفية الحفاظ على الاخر وانها لمهمة اصعب بكثير من مهمة الحصول عليه .اذ الفطرة تسعى والرغبة تسوق الانسان وتدفعه للارتباط . لكن بعد ذلك اذ لم يكن فى ثقافة ووعى الطرفين كيفية استدامة العلاقة فانها سرعان ما تنقضى الرغبة فى الاستمرار وربما انتهت بالفشل السريع فاكثر حالات الطلاق تقع فى السنة الاولى وربما نسبها تعدت النصف فى بلدان كثيرة وتعجب فى السرعة الحاصلة والتى تنقلب بعدها الرغبة القوية فى الحصول على الطرف الاخر الى رغبة فى الانفصال والتخلص من تلك العلاقة التى ربما ظل الطرفان يحلمان بها عدة سنوات .عندها يتبين لك عدم تاهيل الطرفين لاكثر من الحصول على الطرف الاخر والتطلع لبعض السمات فى شريك العمر..وكلٌ فى ذلك يضع شروطه ويسعى بها يحملها رغبة فى تاكيدها لدى من يبحث عنه . اما التاهيل لخوض الحياة بمفاهيم الاستبقاء والحفاظ على الاخر للاسف ربما يكون منعدما. فلا التعليم قبل الجامعى ولا الجامعى يهتم بتلك الشؤون لكن اسلافنا العرب فطنوا لذلك فكانت الام العربية توصى ابنتها قبل الزفاف الى ما يديم العلاقة ويعمل على استمرارها فانظر حرص الام وهى تبين سلوكيات واضحة قابلة للتطبيق وتقول لابنتها عليكى " بالمعاشرة له بالسمع والطاعة والرضا . والتعهد لموقع عينه وموضع أنفه فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.والتفقد لوقت طعامه والهدوء عند منامه فإن تنغيص النوم مغضبة، وحرارة الجوع ملهبة. والتدبير لماله والإرعاء على حشمه وعلى عياله. ولا تفشي له سرّاً ولا تعصي له أمراً؛ فإنك إن أفشيت سرّه لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره، وإياك بعد ذلك والفرح إن كان ترحاً والحزن إن كان فرحاً ".لكن اغلب امهات اليوم يلفتن انتباه بناتهن الى كيفية الحصول على العريس وانها لصفغة عظيمة ان حظيت به .
نحن الان نهتم بما يجعلنا نحصل على الاخر ونادرا ما ننتبه الى ما يجعلنا نحافظ عليه .اما هم فكانوا يدركون ان استدامة العلاقة لا تقل اهمية عن كيفية حصول كل طرف على الاخر وانتقائه بل ربما كانت اهم واجدى وسنرى بعد ذلك كيف .
"ويا سلام لو كنا كده"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق