السبت، 12 ديسمبر 2009

ثقافة المؤامرة

كثيرون يحيون بروح المؤامرة عفوا يموتون .ولا متامر عليهم سوى نفوسهم التى بين جنوبهم والتى نشات على ذلك منذ الصغر فهم ضحايا الجهل الذى مارسه عليهم كثيرون طيلة حياتهم منذ الولادة حتى شبوا يافعين ربوا على ان ارزاقهم بيد غيرهم من البشر وانحسرت ثقتهم بالله وبانفسهم فكانوا يرون كل اخفاق انما سببه الاشباح التى لا تريد لهم نجاحا। وان نجاح الاخرين على حساب نجاحهم مع ان النجاح يسع الجميع ।و العجز الذى يحل بهم يجعلهم دائما يشعرون ان مصائبهم من تامر المتامرين .ولو تاملوا قليلا لوجدوا السبب الحقيقى هو الفشل الذى بذر بذوره داخل نفوسهم فصاروا مصدرا له । ولو ارجع كل منا اخفاقاته الى نفسه محاسبا اياها فربما تخلص من عيوبه ونهض। لكن ان يحيا طيلة عمره يعيش بروح الضحية المغلوب لاعنا الظلم والظالمين مكتفيا بالتشفى فى كال ما يحل بهم من نوازل نقول له لا. ان اكثر الناجحين ممن يملكون نفوسا عظيمة كتب لهم نجاحا باهرا عقب كل ضيم وظلم وقع بهم ।لكن ان يبقى اخرون طيلة حياتهم يسرفون فى سكب مشاعرهم وصرف طاقاتهم فى ما لا ينفع. ويروا فى مصائب الاخرين من مرض او ضياع مال جزاءا وفاقا لما حل بهم من فشل . فهذا تاله على الله ولا يضمن احدنا مرض بسبب او غير سبب فهذا سؤ ادب لا نقول فى حق المبتلى انما مع الله فهو اعلم بالسبب .ويبدل الله حال بعد حال فكم من مريض شفى وكم من صحيح مات بغير علة। وبدل ان يقول المؤمن عند حدوث مرض "الحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به كثيرا من خلقه ليبرا هو وذويه واهل بيته "فانه يستعجل الضر والمرض ذاته لاهله عندما يفرح بمصابهم . اسال الله العافية لكل المسلمين .فليس هناك مسلم يسعد بذلك । ان المنافق هو الذى يفرح لمرض مسلم حتى يرفع خسيسة نفسه ويطمئن نفسه انه الاصوب يمنى نفسه। لكنه بذلك يضمن لنفسه ولبذور الفشل ان تنمو وتترعرع الى ما لا نهاية। ان فى رؤية احدنا ما يصيب الاخرين من ضر انما هو ما استحقوه بسبب ما فعلوه به من افاعيل انما هى دلالة على ضعف النفس وهوانها. اننا كثيرا ما نفرح عندما يغرق امريكا اعصار لانها دولة ظالمة اوكلما حلت بها نكبات ।ونقف عند هذا الحد مع ان هناك عشرات بل مئات الاسباب التى جعلتنا دولا فى ذيل القائمة ।وكذلك الحال فى عالم الافراد فكلما اصاب الرئيس او المديرمصابا الا كان بسبب تعسفه وظلمه ।اما غير ذلك من الاسباب التى اودت بصاحبها الى ما هو فيه من فشل وهى الاسباب التى ان تاملنا فيها وعالجناها بصراحة ووضوح ستؤدى الى نهضة حقيقية فقلما يعمد احد الى النظر واعمال العقل فيها।ما اضعف مثل هذه النفوس واتعسها والتى باتت تامن على نفسها بما حل بالاخرين واحتسبت مصائب الناس نصرا. هم فى الحقيقة ما زادوا على نفوسهم الا ضعفا وهوانا . الاضحك والاهم من ذلك كله انهم مازالوا يجبنون من اظهار تلك المشاعر فيتخفون فى ايصالها عبر اراء وايميلات غير معروفة وذكرنى هذا بمقولة ضحكت منها سنوات كلما تذكرتها ।اذ دخلت يوما حماما بمسجد لاتوضا للصلاة فوجدت شجاعا هماما كتب على باب الحمام من الداخل بعد ان تاكد من غلقه جيدا طبعا على نفسه مقولة عجيبة تدل على فرط شجاعة كاتبها "اتدرون ماذا كتب داخل الحمام الذى لا يراه فيه بشر؟قال "اقتلوا الوزراء الجبناء "حقا هم وحدهم جبناء اما انت يا كاتب المقولة فلك الشجاعة دون العالمين ।
"احيا الله ذكر الجاهليين اى من كانوا قبل الاسلام ومنهم عنترة بن شدادد اذ يقول .
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من شيمه الغضب
ابشر يا من تحمل الحقد فلن تعلو بك الرتب ولن تنال العلا حتى تتخلص من بذور الفشل التى بذرتها فى نفسك من المهد فجعلتك غضوبا تفرح فى مصائب الاخرين نقول لك ان مصائب الزمان تترى على كل البشر ونذكرك بقول الله تعالى "فلا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون" ونقول للمبتلى " ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون "فالمبتلى ينتظر العافية والصحيح السليم يخشى البلاء
اترك الظالم لله حتى تقفا سويا امامه ان لم تحملك نفسك على مسامحته ان كان حقا ظالما كماتعتقد. وقل لما اصابه من بلاء كلما تذكرته كما علمك رسول الله صلى الله عليه وسلم
"الحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به كثيرا من خلقه "حتى تعيش مرتاح البال.
। فليست راحة بال المسلم فى رؤية مصائب الاخرين. انما هى فى الرضا بقدر الله واستشعار العافية عند رؤية المبتلين। ان قدرت على ذلك فانت احسن عند الله ممن ظلم وان لم تقدر فاعلم انه مازال امامك الكثير لترتقى بنفسك حيث اراد الله ।ويا سلام لو كنا كده

هناك تعليق واحد:

  1. أولا :تسلم يمناك أستاذنا.. ثانياً : مقالتك رائعة وأساسها كله يدور على علاقتنا بالله سبحانه فكم غفل بعض الناس عن هذه العلاقة , ونسوا حظاً مما أوتوا, فلا يعرفون الله إلا في الشدة , حتى إذا منّ عليهم بفضله وكرمه,وفرج لهم كربتهم , سقط ما كان قائما , ويشتكون من سوء حالهم , فلا عجب إذا كان همهم الفاني واستأثروه على الباقي الدائم..
    فلا يعلمون أن هناك من يتمنى هذه العلاقة , ويبحث عنها .. ثالثاً : أجمل التحايا لشخصك .. وأنا في انتظار جديدك.. حلا الروح ..

    ردحذف