الجمعة، 18 ديسمبر 2009

تبادل المواقف تختصر الطريق

فكرت فيما يحتاجه ابنى المراهق ذى السادسة عشرة من معارف وقراءات لها اولوية فى حياته . فقلت كى اكون موفقا فى ذلك لا بد ان اتذكر كيف كنت افكر عندما كنت فى مثل سنه .وما هى الاشياء التى كانت تزعجنى فى تلك المرحلة من العمر .وجدتها كثيرة لكن قلت اهمها تلك الهواجس التى تنتاب الطفل فى تلك السن وهى النشاط الزائد فى نمو العقل فى تلك المرحلة .ومحاولة التامل فى الكون والخلق و الخالق سبحانه وتعالى .وكنت قد قرات كتابين رايتهما من اوفق و انسب ما يكون فى تهدئة النفس والتعرف الحقيقى على رب العالمين وانفع لعقل المراهقين ومنهم ابنى .الكتابين هما "الله فى العقيدة الاسلامية للشيخ حسن البنا "والكتاب الاخر "الله جل جلاله للاستاذ سعيد حوى رحمهما الله فبحثت عنهما فى مكتبتى فلم اجدهما .فاشتريتهما من جديد .واشرت على ابنى باهمية ما تحويهما ومدى اهميتهما لمن هم فى سنه . وقلت له عليك بقراءتهما واوعزت الى امه ان تتابعه فى ذلك .وبعد عدة ايام بل ربما اسبوعين بادرتنى زوجتى بان الولد قال انا لن اقرا هذه الكتب وانا الذى اختار ما يجب على ان اقراه وما احبه .وهنا تملكنى شئ من الغيظ لكنى تمهلت وفكرت عدة ايام فكيف اوازن بين يقينى بما يصلح ابنى وبين الحفاظ على الود الذى يجب ان يبقى وينمو ليستشمر على تالى الايام .فاكثرنا يذهب به غيظه الى التنفيث عما فى دواخل نفسه بطريقة تفسد العلاقة بينه وبين ابنه ناسيا هدفه الرئيسى من ذلك كله وهو اصلاح الابناءفلو فسدت العلاقة بين الاباء والابناء فلا سبيل لذلك .وبعد تفكير عميق هدانى الله الى طريقة وجدت فيها النفع .فقلت بدل ان اريق الوقت فى اقناع ابنى بمدى اهمية ما قررته له ان يقراه ويشعر ابنى من خلال الحوار انى افرض عليه شيئا .قلت افتعل حوارا فجمعت اولادى الابن واختيه وطرحت عليهم سؤالا .قلت لهم عندما تكبرون ويكون عندكم اطفالا ماذا تودون ان يكونوا ؟ فصمتوا فقلت اساعدهم .فقلت لهم تريدون ابناءكم مثقفين ام جهلة لايعرفون شيئا عما يجب ان يعرفوه ويكون له اثر فى حياتهم ؟ فقالوا بالاجماع نريدهم مثقفين فقلت لهم اتفقنا .وطرحت السؤال التالى .فقلت لهم هل تتوقعون ان يكون وعيهم كاملا فى نفس سنكم الان ليستطيعوا اختيار الامثل لهم ؟ قالوا لا اكيد سنكون اكثر وعيا بما يحتاجونه .فقلت لهم الحمد لله .وانهيت الحوار بذلك واكتفيت بهذا الحد فخشيت ان اربط بين ذلك الاقرار الواضح وبين ما قاله ابنى عندما اشتريت له الكتابين .وبعد تلك المناقشة سافرت حيث مقر عملى وتبعنى ابنائى بعدها بشهر تقريبا .و بعدوصولهم بايام فاجانى ابنى معتزرا عن نسيان الكتابين ببلدنا اذ بدا بقراءتهما وكان يتمنى الا ينساهما فقد شعر باهميتهما واهمية ما قد رشحته له للقراءة.
شعرت بعدها بانه يجب ان تتغير طريقتنا مع اولادنا و ان نفكرِ بطريقة تجعلهم دائما يعيشون مواقف الاباء وان نفسح لهم كى يتبادلوا الادوار حتى يعيشوا مواقفنا وان يستطيعوا استيعاب ما يصعب عليهم فهمه مما يصدر عن ابائهم من نصائح وتوجيهات .
دعونا نضع قاعدة لاقناع ابنائنا بما نريد وبما فيه صالحهم دون ان نشعرهم باكراه . وهى :ان نجعلهم دائما يعيشون دور الاباء وطموحاتهم وما يريدونه ان يتحقق فى ابنائهم فى المستقبل .
واتمنى ان اكون دائما كده ويا سلام لو كنت من زمان كده .

هناك تعليق واحد:

  1. هكذا هى الحياة ، وارى ان الطريقة التى اتبعتها فى لفت نظر ولدك للقراءة هى طريقة تربوية سليمة ، لكن ارى من حق ولدك عليك ان تاخذه معك الى مكتبة كبيرة فيها مختلف انواع الكتب ، وان تترك له حرية اختيار مايشاء ، دون ادنى توجيه فمهما كان محتوى الكتاب ، فهو يملك فكر تحتاج ان يكون موجود فى ابنك ن وما اجمل ان تقرأ انت ما يحبه ابنك ويختاره ، ولتكن بعد ذلك المناقشة

    ردحذف