الأحد، 17 يناير 2010

لا ارضى واحد ابنائى فى النار

رضى كل من البشر مرهون بتحقق طموحاته .فمن الناس من يرتاح عند حصول ابنائه على قسط التعليم الذى يؤهلهم للحياة ويرضى .وكلما حقق الابناء درجة من الاستقرار كلما تحقق معها مزيد من الرضى .الى ان يتزوجوا وحبذا لوادرك احدنا الاحفاد ولعب معهم ولعبوا معه .فما اجمل اللحظات. و على كبر سن احدنا وانحناء ظهره الا انه اقدر على استيعاب الاحفاد واللهو معهم بما لم يملكه فى امسه من خبرة وقدرة وحكمة تمكنه من اعطائها للابناء .ونحن جميعا نتوق لذلك ونحلم به ولا باس ان يسعى كل منا راجيا الله ان يبلغه مثل هذه اللحظات الجميلة التى تقر بها العين وتسعد لها النفس ويطرب لها الفؤاد.ولكن هل يكتمل رضى احدنا بذلك ؟اى عندما يدرك الاحفاد ومن قبل الابناء فى سعادة واستقرار وسعة فى رزق وبلغة من عيش ووفرة من منصب .حتى اذا سئل عن احواله واحوال ابنائه فاض بالرضى والحمد اذ منحه رب العالمين زمنا ليرى ما كان يحلم به ويرجوه .وكأن الامر الى هذا الحد قد انتهى والرضا قد اكتمل .والى عهدى احلم به وارجوه وكنت احسبه تمام الرضا وبلوغ الامانى التى يحلم بها ويرجوها الناس حتى قرأت فى تفسير قول رب العالمين "ولسوف يعطيك ربك فترضى "ما ذكره محمد صلى اله عليه وسلم فما ان نزلت الاية حتى قال "لا ارضى وأحد من امتى فى النار "وفى رواية " لا ارضى واحد من اهل بيتى فى النار "عندها دار بخلدى أشياء كثيرة وكان على راسها عظمة النبى صلى الله عليه وسلم رحمة الله المهداة الى العالمين. وكيف ان رحمته قادته حيث لا يستقر فؤاده و لا تسعد نفسه وترضى الرضا التام الا اذا كان جميع اهله وامته فى الجنة .ان رضاه بما اعطاه له ربه من فتح وتمكين فى قلوب الناس وما اعده له رب العالمين من منزلة ومكانة فى الاخرة ما انساه اهله وامته يوم القيامة .فلا يرضى حتى يدخلوا الجنة .ان رضاه حيث بلغت رحمته .اما رضانا حيث بلغت بنا اقدامنا .كنت كلما قرات الاية " ولسوف يعطيك ربك فترضى "اشعر بنعمة الله وبما افاض على به من بلوغ الامانى ومنها المال والولد .لكن يا ترى لو ان
احدنا وجد فى النار احد ابنائه اواحفاده الذين سعد بهم فى الدنيا ايبقى ذلك من سعادته شئ ؟ ان رحمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم تعدت الافاق والتطلعات والطموحات فلا سعادة ولا رضى يكمل بغير الجنة و النجاة من النار . ان سعادة احدنا بنجاح ولده فى الثانوية العامة وحصوله على درجات الطب والهندسة لتبلغ باحدنا مبلغ الرضا الذى ربما يفوق رضا دخوله الجنة والى ذلك نكرس جهدنا وطاقاتنا من مال ووقت عاملين على بلوغ الجامعة بما لم نعمله من اجل دخوله الجنة والبعد عن النار .لا اقلل ولا اسفه ممن كان شانه بلوغ ولده المال والسلطان لكن الا يستحسن ان نبذل الجهد المناسب لجعل ذلك المال والسلطان قربة لرب العالمين وسعيا الى الجنة .يجب الا يغيب عن وعينا عند توجيه اولا دنا فى كل ما نرجوه ويرجونه من امال الدنيا ان يصحبوا معهم خشية الله وابتغاء وجهه بكل ما يؤتون فيها .ان هناك فرق بين طالب علم يستطل به على الناس وينافس غيره فى الجاه والسلطان واخر يرجو به وجه الله . فما يكمل رضا الاباء الا اذا كان ما يحققه الابناء فى الدنيا سبيل تقر به عيون الاباء فى الاخرة فضلا عن رضاهم فى الدنيا .
فلا رضى واحد ابنائنا فى النار.لمثل ذلك فليعمل الاباء وكل من وليى امرغيره ولو كان واحدا .ليعمل على نجاته ونجاتهم من النار .ولو عاش بهذه الروح لكان عليهم احلم ونظره لنقاط ضعفهم ادعى للقرب واوجب للعلاج يردهم الى طريق الصواب بدل ان يجافيهم ويتخذ منهم موقفا قد يكون من شأنه عدم القيام بالواجب المطلوب وفق امر رب العالمين "قوا انفسكم واهليكم نارا ".
وليكن عملنا وجهدنا لمن ولينا امورهم من قريب او بعيد انما هو لغاية واحدة واضحة وهى العمل على ان يكونوا من اصحاب جنة رب العالمين وليكن شعار الجميع "لا ارضى واحد ابنائى فى النار "لنرفعه شعارا ونجعل منه انطلاقة نحو تربية هادفة واسلوب واضح نعلم من خلاله ماذا نفعل ولاى شئ نبذل و كيف نوجه ومتى ينبغى ان نسعد ومتى وعلى اى شئ نحزن .فرب ما يسعدنا وما يحزننا ليس له علاقة بقضيتنا الكبرى وهى الا نكون نحن او احد احبائنا فى النار
ويا سلام لو كنا كده

هناك 7 تعليقات:

  1. يا ليتكم تدركون ماهية النار

    ردحذف
  2. صدقت يا ليتنا ندرك جميعا ماهية النار ولو ادركناها لتحسن سلوك الجميع وشكرتا على التذكرة

    ردحذف
  3. الى الاخ الفاضل مهندس محمد جزاك الله خيرا على اهتمامك بى واحب ان اؤكد لك انه لم يحدث قط ما قد ذكرته ولا انشغل بكلام الناس ولا اهتم بتوضيح شئ لا يعنيهم ويكفينى انى امام الله لم افعل ويوم القيامة ستبين كل الحقائق وانا على كل حال اسامح الجميع وارجو لى ولهم المغفرة والنجاة من النار ولا احب ان اجعل المدونة ساحة لمثل هذه الامور

    ردحذف
  4. تسلم أستاذنا على التذكرة "" فأنا لا أرضى لنفسي أدخل النار ولا أرضى لأحد من أهلي ولا لأحد أعزه ولا لكل مسلم "" ربي ينجينا وإياكم منها ويعيننا على فعل الخير ..

    ردحذف
  5. لافض فيك

    ردحذف
  6. لا فض فيك
    نرى النار ولا نعمل لها
    ونرى احبائنا يدنون منها ولا ننبههم
    حسبنا الله ينجينا من كل كرب

    ردحذف
  7. لا فض فيك
    نرى النار ولا نعمل لها
    ونرى احبائنا يدنون منها ولا ننبههم
    حسبنا الله
    هو المنجى

    هشام

    ردحذف