الجمعة، 12 فبراير 2010

ننفخ فى الاناء!

ان للنفخ فى الاناء مضار كثيرة وهو ليس من الذوقيات ويانف الانسان من ذلك بفطرته . ولذلك نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال "نهى رسول الله عن ان يتنفس فى الاناء او ان ينفخ فيه " رواه ابو داوود. فالهواء الخارج من جوف الانسان عندما يمر على البكتريا التى هى فى حلق الانسان له ضرر بالنافخ ومن ولاه فى الشرب من الاناء . ولقد اثبت العلم الحديث انه اذا وافق ذلك النفخ سطحا ساخنا فانه قد يحول الطعام بما حمله من بكتيريا تسكن حلق الانسان الى احد مسببات السرطان .وعلى هذا كان قوام منهج الاسلام ان يحاذر الانسان فى كل ما يقوم به من قول او فعل حتى وان كان نفسا فى تجنب الضرر والوقاية منه سواء كان على مستوى الفرد او الجماعة.ولقد جال بخاطرى كيف ان ذلك النفس البسيط اثره كبير وضرره يفوق حجمه اضعافا كثيرة .ولقد تاملت ما يضر بالانسان اكثر الضرر فوجدته من جراء ذلك النفس الذى يكون احيانا صامتا واخرى ناطقا. فهو زفير إما يحمل المرض العضوى إن كان صامتا حال النفخ فى الاناء او الطعام الساخن .او ناطقا يسبب المرض النفسى او الاجتماعى والاخلاقى حين يحمل فكرا او كلاما يضر بصاحبه والاخرين .ان الاناء له احتراما ينبع من كونه اداة نرتوى بها ونطعم ولا يصح اهانته بانفاسنا. ولقد جعله الله وسيلة لحمل رزقه الى جوفنا فلا ينبغى ان نحوله الى اداة لمرض ابداننا بجهل لا ينبغى .ان مؤسسات العمل التى اخترنا العمل فيها وقبلناه بارادتنا انما قداستها واحترامها ينبعان من ذات القيمة اذ بمحل العمل ومؤسساته نستقبل ونستشرف رزق الله سبحانه وتعالى الذى ينمو به لحمنا و الذىنحاذر من ان ينبت من سحت او حرام.ان مصدر رزقنا وهو عملنا والعمل قوام الحياة و لا تستقيم الا به يجب ان يكون له الاحترام الوافر الذى يجعلنا نحاذر من ازفارنا التى ننفسها فيه . ان الكلام الذى يلوث المكان كالنفس الذى لوث الاناء الذى ينفخ فيه حتى يصير مصدرا للأمراض .وقد يكون من اسباب ضياع الرزق عدم حرصنا على طهارة الاناء الذى يحمله الينا . فازفارنا الغير محسوبة كما تلوث الاناء بالنفخ و تحوله سرطانا احيانا هى التى قد تحيل محل عملنا الى مثل ذلك .ان المسلم الواعى هو الذى يستمد قوته ونهضته من قيم الاسلام والتى بنيت على محاذرة الضرر الواقع على الانسان او غيره .ولقد تذكرت مثلا لأمى كانت دائما ما تستشهد به عند اضطرارها الحكم على بعض الناس اذا ما دعيت لذلك اذ كان اعيب الناس عندها هو ذلك الشخص "الذى يبصق فى الماعون الذى يشرب فيه ".
رحم الله امى وصلى الله على محمد وآله وصحبه الاطهار .

هناك تعليقان (2):

  1. لو أخنا بما يقول أجدادنا لوجدنا أساليبهم وطرق تعاملهم فيها من الرقي والعِبر التي قد نتدارسها من غيرنا أعجبني ما قالته والدتك رحمها الله ويا سلام لو كانت ردودنا لمن يسيء لنا مثلها .. تسلم موضوع هادف وأنا في انتظار جديد ما تأخذنا لها تأملاتك ..

    ردحذف
  2. لو أخنا بما يقول أجدادنا لوجدنا أساليبهم وطرق تعاملهم فيها من الرقي والعِبر التي قد نتدارسها من غيرنا أعجبني ما قالته والدتك رحمها الله ويا سلام لو كانت ردودنا لمن يسيء لنا مثلها .. تسلم موضوع هادف وأنا في انتظار جديد ما تأخذنا لها تأملاتك ..

    ردحذف