الاثنين، 5 أكتوبر 2009

البناء على الموجود وليس المفقود

جلس المدير وسط موظفي احد اقسام شركته التى يديرها واخذ يشرح لهم مدى الانجاز الذى استطاعت الشركة تحقيقه ومدى الازدهار فى الاقسام الاخرى الذى بدا خيره يعم وينتشر .هذا فى الوقت الذى يشعر فيه موظفوا هذا القسم بعدم الفعالية والانتاجية على مستوى وضعهم الحقيقى ووعلاقته بالانتاج وذلك لما يدركونه واقعا ويلمسونه فقاموا بنقض هذه التصريحات وتسفيهها ووصفوا ذلك بالخيال .و رغم كونهم جزءا من منظومة الا انهم لا يشعرون بمثل هذا الانجاز على اى مستوى و كان نقض احدهم فجا الى حد اغاظة المدير واقول والجميع ايضا وكان ذلك بطريقة لا يقرها احد ولو كان ما يزعمه حقيقة. لانه يجب ان يبقى الادب والاحترام المتبادل اصلا لا ينبغى ان يتعداه الجميع. وجاء رد احد الموظفين ملطفا الامور معلقا بان المديرين هم اكثر الناس علما ومعرفة واطلاعا بالامور اذ يتوفر لهم ما لم يتوفر لغيرهم من معلومات وعدم معرفة بعض العاملين بذلك لا يعنى عدم حدوثه. وربما لوجود مسافات بعيدة بين الاقسام فلا يشعر قسم بانجاز الاخر .وهكذا يجب ان نوجد للامور مخرجا وانها لحقائق ادارية يجب الا تغيب عن الجميع .وهنا استشاط صاحبنا الموظف مرة اخرى وواصل باسلوبه الفظ ما ينسف به تصريحات مديرنا حتى ذهب فى قوله قائلا انا موظف فى هذه الشركة ولا توكل الى اعمال ذات قيمة منذ وطئت قدماى ارض الشركة مما يدل على عدم تفهم الادارة الى ضرورة حسن توظيف العاملين بما يعود عليهم بالنفع والحوافز و على الشركة بالتقدم والازدهار. وهنا كان رد المدير الذى حول الجميع الى الجهة الاخرى ضده قائلا "يمكن فيك عيب لا يسمح بتوكيل الاعمال اليك ؟واعتبرنا هذه سقطة يجب الاعتزار منها وذنب يجب الاستغفار منه لانه ليس هناك من ليس به عيوب. وهل المدير نفسه بلا عيب ؟اننا يجب ان ننتبه الى امر جلل وعظيم .ان النجاح دائما مرهون بحسن توظيف الافراد ولن يتاتى هذا الا بالتعرف على ما يمكن ان يؤديه كل فردباتقان وحب . بل ما هو الشئ الذى يتقنه افضل من غيره ويتقوى فيه الى اخر مدى ؟وهذا ما يسمونه بالتفرد .وكما انه لم ولن يخلو انسان من عيوب او نقاط ضعف فكذلك لم ولن يخلو انسان من تميز اوكما يسميه اخرون تفرد .فالتفرد حقيقة تماما كالعيوب .يجب ان ندرك جميعا انه من الافضل ان نتفق على ان الانسان ينمو من شعوره انه يتقن شيئا وليس من تحسين الضعيف من وسائله. ان البداية الحقيقية للنهوض ليست من تحسين الضعف بل باكمال البناء على ما يجيده ويتقنه كل فرد وهنا يمكن البناء اما النظر فقط الى الضعف الحاصل فى كل انسان وهو حال البشر جميعا فلن يكون الا بداية لتحقير شانهم ونهاية لصلاحية الجميع .ماذا كان رد النبى صلى الله عليه وسلم الى من جاء يشكو زوجته قال "اليست "

تطيع الله تعالى فيك وتحفظك في مالك وفي فراشك وتربي أبناءك على طاعة الله ، مطيعة لك في نفسها طاهية طعامك وغاسلة ثوبك، تفرح لفرحك ،وتحزن لحزنك فماذا يكون الجزاء؟

ويا سلام لو كنا كده


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق