السبت، 3 أكتوبر 2009

الكلفة الحقيقية


ان كثيرا من سلوكنا لا يتساوى ولا يتوافق مع سلوك الاخرين صغارا كانوا ام كبارا .وانى لارى فزع الاب او الام عندما يشعران بسخونة بول الصغير ان كان فى حجر احدهما واقفين بهمة رافعين الصغير بتافف يشعره انه مرفوض غير مقبول بردة فعلهما السريعة . فاتعجب واقول الا يعرفون ان ذلك ثمنه بسيط لا يتعدى قليلا من الماء. واذ لم يكونوا يعرفون الا يدل ذلك على جهل شديد. فكيف يتزوج الانسان وينجب وهو لا يدرك مثل هذا الحكم البسيط .وان كانوا يعرفون الا ينبغى لهم احد شيئين اما التحرز من ذلك بما استجد من وسائل تمنع التسرب او التحرز بعدم احداث ما يفزع الصغير .انهم فى ذلك كله يتشوقون للاولاد ويحلمون بحملهم لكن ما ذهبوا بفكرهم ابعد من ذلك .لكنه الجهل يا صديقى الذى لا يفرق فى اثره بين عدو وحبيب وصغير او كبير فالجاهل غالبا لا يتعمد ضرر الاخرين .ان عناية الله بالصغير تفوق كل تصور ومحمد صلى الله عليه وسلم كان اعظم من اعطى الصغير رعاية نفسية تتجلى فى سلوكياته معه. حتى شرع لما تافف منه الاب او الام ما يهون به عليهما حسن رعاية نفسية الصغير فلا يفزعونه . فكان ثمن بول الصغير إن بلل ثيابهما نضحا بالماء إن كان غلاما و غسلا لمكانه إن كانت جارية .انه ثمن بسيط وتكلفة زهيدة لا تتناسب مع فزع الاب او الام وازعاج الصغير بحركة سريعة غير ارادية ربما تصيبه بالهلع كلما هزه اخر فيدفن فى جوانحة مرضا يكون له اثرا نفسيا سيئا فى مستقبله البعيد او القريب عليه وعلى والديه وربما على المجتمع من حوله فما اشد على نفس الانسان من شعوره برفض الاخرين له وعدم قبوله .ان هذا مثالا واضحا يدلل على امرين : الاول عناية التشريع بنفسية الصغر والتيسيير فى الاحكام ليضمن ردة فعل مناسبة من قبل الوالدين او ممن يحملون الصغير فلا يحدثون سلوكا يشعره انه منبوز او غير مقبول ,.والثانى هو اننا لا بد ان ندرك حدود مسؤوليتنا حتى ندرك حدود وعينا ومعرفتنا التى يجب ان نكون عليها و التى تؤهلنا للقيام بدورنا على اكمل وجه اباء وامهات ومربين ومعنيين بالنشئ والتربية .ان هناك امور كثيرة يتصرف فيها المعنيون بالتربية من اباء وامهات ومربيين بطريقة تنم عن جهل بكثيرمن معانى التربية .ويكون الثمن غالى والخسارة كبيرة وذلك لجهلنا بالكلفة الحقيقية لما يفعله الصغاروالتى لا تتعدى صبر دقائق على الصغير او قراءة فى كتاب او معرفة حكم فقهى والتدرب على ممارسته .لقد ارتحل الحسن مرة ظهر جده محمد صلى الله عليه وسلم وهو يؤم الناس بالمسجد فاطال السجود فلما سئل عن ذلك قال مبينا "لقد ارتحلنى ابنى فكرهت ان اعجله "هذا مثال لكن هناك الكثير من تصرفات الصغار والتى يجب ان نعلم عنها الكثير فلا نعجل ابناءنا بردود افعالنا التى لا تنم عن معرفة ولا تراعى طبيعة وظرف الصغار فنفسد علينا وعليهم حياتهم .

ولماذا لا نكون مثل النبى صلى الله عليه وسلم .

هناك 3 تعليقات:

  1. سمعت كثيرا عن دورات تدريبية في التعامل مع وعلاج السلوكيات الخاطئة للأبناء ولم نتكلم عن السلوكيات الخطأ الت نقترفها بحق ابنائنا فرائع ان تسير مثل تلك السلوكيات والافضل من ذلك التركيز علي كيف نقوم انفسنا لنصبح اباء اسوياء وسينعكس ذلك تلقائيا علي الابناء وبعدها سنكون قدوة ابنائنا ولن نحتاج الي دورات في علاج سلوكيات الاطفال

    ردحذف
  2. طبيعة الانسان تختلف من شخص لآخر والكل منا له أحلامه بس النادر فينا من يفكر فيما بعد تحقق الحلم وعلينا ان نضع احتمالات ونهيأ نفسنا لما سيواجهنا وبهذا لن نضيق ذرعاً وسنشعر بقيمة ما حصلنا عليه ونفكر في حاجاته لنا مثل حاجتنا له .. تشكر أستاذ موضوع رائع وياسلام لوكنا كده

    ردحذف
  3. حقا ذكرت فان الاصل فى الامور التاهيل والتدريب وان لم نفعل ستبقى ادارتنا للامور من باب الترقيع وحل المشكلات التى تذهب بطاقتناادراج الرياح فيجب ان نركز على ضرورة تاهيل الجميع ومنهم الوالدان قبل الشروع فى تحمل اية مسؤوليةوعندها سنكتسب مهارات تقلل حدوث الاخطاء من قبل الاطفال .اما قولك اننا ساعتها لن نحتاج الى التدريب فقد اختلف فى ذلك معك لان هناك امور كثيرة تستجد تطرا على الطفل وكذا على الوالدين تضطرنا الى التدريب الدائم فالتدريب والمعرفة هما الذان يبقيانا احياء

    ردحذف