الاثنين، 12 أكتوبر 2009

اسيرة تهوى السجان


ان الاسير دائما يحلم و يتمنى الافراج والعودة الى دياره ومسقط راسه. وحنينه للديار والاوطان غالبا ما ينزع به الى الرجوع حيث نما وترعرع . ويتطلع الى ذلك ما حى .لكن هل رايت اسيرا يهوى السجان ؟ ربما يحترمه ان عامله بحسنى وراعى فيه حقوق الانسان وما نصت عليه المواثيق . لكن ان يحبه فهذا صعب .لكن اسيرتنا اليوم تهوى السجان وتتمنى الا تفارقه ولا يفارقها لحظة ولا تبارح سجنها .وترى ان سعادتها فى اسرها و ان سهر السجان على حراستها انما هو مصدر شعورها بالتقدير والجدارة بالمحافظة والصيانة .وان فكرة تسريحها من ذلك الاسر انما هى بمثابة المصيبة التى تكاد ما تسمع عنها الا اصابها الهم والغم .والسجان فى ذلك كله ربما لا يشعر بمن فى الاسر ولا يدرى انه يملك مفاتيح زنزانة لا يدرى عنها شيئا .انه شئ اشبه بلغز محير ربما يتفرس فيه القارئ ويسرح بخياله باحثا عن هذه الاسيرة وعن هذا السجان الذى لا يدرى عن اسيرته شئ .اليست فعلا اسيرة .الم يتملك بضعها بعقد رسمى فقد سمى العلماء عقد الزواج "عقد تملك البضع "وليس لاحد من البشر دونه ان يمسها الا برخصة فى مرض او ما شابه مما نص عليه الشرع .اليس عليه اطعامها وكسوتها والمحافظة على عرضها وصيانتها ما استطاع الى ذلك سبيلا .ومن القربات الى الله اطعام الاسير "ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا "الم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم عن النساء فى صريح وصيته "استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان بينكم " اى اسيرات .هل انتبه احدنا يوما الى ذلك المعنى وهو يعامل زوجته على انها اسيرة والاسير ليس له حيلة اذ لم يعى السجان حقوقه ويرعاها .ان الاحسان فى ذلك الموضع ثوابه عظيم عند الله اذ ليس للاسير بعد الله غير سجانه. فلو اهمل فى حقه واسرف فى عدم الاهتمام به فانه يسلمه الى قدر غير مامون العواقب . لكن بحسن تعامل السجان مع اسيرهه انما يجعله احب الناس اليه . وتابى الاسيرة الا هوى السجان وحب الاسر وادامته .
الا ترون فى هذا رافدا انسانيا يمد الزوج بالقدرة على احسان العشرة والتواصل ان فقد القيام بدوره كزوج ولم ينتبه له .اليس الولوج الى حسن العشرة للزوجة من باب الاحسان الى الاسيرمرضاة لرب العالمين .
ماذا يحدث ان فقدنا الرغبة فى التواصل ان نحسن الى اسرانا والاسير له حقوق سيسألنا عنها الله يوم القيامة ؟

هناك 3 تعليقات:

  1. احسنت بارك الله فيك معني جميل وتذكره هامة

    ردحذف
  2. ابراعيم غازى

    ردحذف
  3. اخى ومعلمى الباشمهندس ابراهيم غازى اعلم مدى سعادتك عندما يدلك احد الناس الى مطالعة المدونة لانك وقتها حصدت ما زرعته اذ كنت المحفز والمعد لهذه المدونة والتى ظللت اكثر من اربع سنوات تلح على ضرورةتدوين ما كنت تسمعه من افكارى ذهابا وايابا فى حلنا وترحالنا .ولقد كنت الداعم الاول الذى زاد ثقتى بنفسى لايمانك بما كنت تسمعه فلك اولا واخيرا العرفان وكل التقدير
    اخوك الاصغر
    اشرف العدل

    ردحذف