الخميس، 22 أكتوبر 2009

عودة المحارب

لماذا يعود المحارب من المعركة ؟ انه يعود عندما تنتهى المعركة سواءا بنصر او هزيمة او ان يعود جريحا للعلاج .وان رجوع الجندى من المعركة دون اذن من القائد لحاجة يقدرها يعد جريمة فراريستوجب بها القتل .وان لذلك ارتباطا كبيرا بمصائر الدول والامم اذ انفضاض الجندى من المعركة لتقديره الخاص ربما يمثل سيلا من ردة تاتى على الجيش بالهزيمة لذا كان الحسم فى عدم التهاون فى ذلك الامر واضحا جليا .وان مسالة عودة المحارب انما هو امر مقدر من القيادة حسب ما ترى وتقرر الصالح العام للوطن .فربما ينتهى القتال ولا تنتهى المعركة ويظل الجنود قابعين لتامين او تعزيز لنصر احرزوه .وربما كان عليهم التقدم للامام لكسب مزيد من الارض .لكن ان يعود الجندى بامر القيادة والقتال ما زال مشتعلا والحرب ضروس مستعرة .فلا بد ان هناك امرجلل وشان لا يسكت عليه ولا يحتمل التاجيل على الاطلاق و صارت الاولوية له .فهل التف الاعداء من الخلف الى المدينة وارادوا افشال التقدم فى المعركة ليفتحوا ثغرة فى الداخل يسبوا بها النساء والاولاد والبنات ؟ كلا لم يحدث هذا ابدا .لكن الثغرة التى كان يتهدد بها الجميع فى الداخل والخارج ولو استشرت لانهار الجميع وتحول النصر العسكرى الى هزيمة اخلاقية تاتى على الاخضر واليابس ولا تقوم للجميع بعدها قائمة .انها كانت حاجة النساء للرجال .الرجال الذين غيبوا فى المعركة قرابة الاربعة اشهر .عجبا يعود الجنود من الخارج الى الداخل لهذا السبب . نعم يعودون .فماذا يكسب المسلمون فى نصر عسكرى يخسرون فيه اخلاقهم واخلاق نسائهم وتنتشر الرزيلة التى اغتربوا من اجل القضاء عليها فى بيوتهم .ماذا هم فاعلون ان نشروا الفضيلة خارج بيوتهم وبقيت خاوية منها .لقد عادوا من الخارج لتامين الداخل فان قوامة البيوت وسلامتها النفسية والاخلاقية اهم .فقد سمع عمر بن الخطاب امراة اعنتها غياب زوجها و تقول "لقد طال الليل واسود جانبه وارقنى الا خليل الاعبه "فيامر بعودة الجنود الذين امضوا اربعة اشهر بجبهة القتال الى نسائهم بعد سؤاله ابنته حفصة "كم تصبر المراة على زوجها "فقد انتبه الى ما قد يحدث ومدى المضرة التى يعجز الجميع عن تصور اثارها البغيضة على الجميع رجالا ونساءا وابناءا. فلا بد ان ننتبه الى اهمية تامين بيوتنا فلا تكن فى المرتبة الثانية او الثالثة او تغيب عن الاولويات .فالعودة من المعركة واجبة لسد باب الرزيلة وتدعيم البيوت بالفضيلة وصيانتها بمن فيها من البنات والاولاد الذين يجب ان يهتم لحسن تربيتهم وتوفير البيئة المناسبة لهم .فلا يصح لاى سبب دون ذلك البعد عن الديار اكثر من هذه المدة مهما كانت الظروف ان اردنا لانفسنا وبيوتنا صيانة ووقاية . فضلا عن الانتباه الى احتياجات المراة وحسن رعايتها النفسية والبدنية .ان اناسا فهموا ما دون ذلك اهم من البيوت وصيانتها سواء كان فى عمل تطوعي او كسب ثروة او طلب غنى .وربما هرب اناس من رعاية البيوت وحسن القيام على شئونها الى اعمال حسبوها من الدين وهى لم تكن على كل الاحوال فرض عين عليهم ترقى لاهمية صيانة الزوجة وحسن رعاية الولد. ان بيتك ليس له الا انت اما غير ذلك فله انت وغيرك . فلا تهرب من فرض العين الى فرض الكفاية والمسؤولية المباشرة الى المسؤولية الغير مباشرة تحت دعاوى رعاية مصالح العامة او نحوه .ولا باس من القيام بكل ذلك لكن كل حسب الاولوية .
ويا سلام لواتبعنا توجيه سيدنا عمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق