الأحد، 27 سبتمبر 2009

لماذا تختلف ردود أفعالنا ؟



ما الفرق بين رد فعل يكسر ويدمر القيم والمبادئ وآخر يبنى ويعلى ؟ إن السبب فى ذلك أن كل سلوك وراءه فكرة تحمله وربما حملت صاحبه عليه وألحت لاظهارها . واحيانا لا يستطيع الانسان مقاومة ذلك السلوك مهما فعل .فقد اعتاد عليه زمنا طويلاً حتى اصبح جزءاً من شخصيته لا ينفك عنه .أخبرنى صديقى انه غالبا ما ينفعل على زوجته وابنائه حتى اضطر الى صفع ابنه المراهق على وجهه مؤخراً مما سبب لهما الاثنان ألماً بالغاً واخذ يحكى لى كيف انه اضطر الى صفع ابنه لان الولد قد تجاوز فى الحوار معه مما اضطره الى ان يضبطه "صفعاً" وهذا حَرَمَهُ الله.وهنا ألح في ذهني سؤال ووجدته يفرض نفسه علىّ وطرحته على صديقى ومن معه .ألا وهو..كيف نحقق الهدوء بمزيدٍ من الصخب ؟؟؟ وكيف يتخيل احدنا انه يستطيع ان يبنى قيمة بوسيلة حرمها الله ؟ واحسست ساعتها ان صديقى يبرر ما فعله ويريد ان يقتنص منا رأيا يدعم سلوكه مع ابنه فيرتاح بعد عذاب ويهنأ بعد شقاء من جَرَّاء ما جنى به على ابنه. وانا اعرف هذه الطريقة فكثيرا ما كنت اعمد اليها عند خطأي فاخدع نفسى وقتها بمبررات تخدرنى قليلا حتى انسى بشاعة اخطائى.ولكنى ما ارحته وما سمحت له ان يتنفس الصعداء من جرم ما قد فعل بعد ان هوى على قيمة عندما هوى على وجه ابنه صفعا .ساعتها قلت لصديقى نقلا عن كتاب قراته حديثا ان اكثرالناس والشركات والمنظمات وربما الامم تتهاوى لانها لا تستطيع ان تفرق بين ( لماذا وكيف )فقال لى "انت هتتفلسف" قلت له نعم انا سأتفلسف ولماذا لا اكون فيلسوفا ؟ فاسمعنى افيدك- قلتها بحدة محمودة شجعنى فيها حسن صلتنا قلت له- إن الذى ازعجك فى تجرأ ابنك عليك بشئ من المزاح الذى يدلل على قربكما وهذه مساحة مشتركة بينكما قد خسرتها.انك انفعلت لشعورك ان ابنك قد نال من شخصك المصون حسب ما تصورت وهذا ما ازعجك فكان ردك سريعا وطريقتك وانشغالك بكيفية توجيهه السريع لا ترتكز على هدف واضح فما سألت نفسك عن كيفية تقويمه ولماذا هذه الطريقة فصفعته.اما لو ان ما شغلك وازعجك هو ان ابنك لم يكن بالطريقة التى ترضى ويرضى الاخرون عنها وشغلت نفسك بكيفية تعديل السلوك المستند الى لماذا ؟ لما كان هذا رد فعلك ولفكرت وخططت لذلك. ولكان رد فعلك مناسبا لما تريد حسب هدفك.
ان اكثر الناس نجاحا فى الحياة هم الذين ترتبط ردود افعالهم باهداف واضحة وقيم عليا وافضلها واعظمها تعليم الاخرين. فهى تعصم كثيرا من الزلل .ارايتم عندما جذب الاعرابى النبى محمدا صلى الله عليه وسلم وقال له انكم يا بنى عبد المطلب قوم مطل " يسبه وقبيلته "حتى اشتاط عمر بن الخطاب رضي الله عنه غضبا وكاد يقتل الرجل ولولا وجود النبى صلى الله عليه وسلم لفعل .لكن ماشعورك عندما تسب أحداً ويدافع عنك احد الناس ويتفانى فى الزود عنك حتى يريد قتل خصمك ؟ انها لسعادة تغمرك ان قيض الله لك من يدافع عنك لا سيما انك مظلوم وانها لمكانة عظمى تهبها لمن يفعل ذلك .لكن ماذا كان رد فعل النبى صلى الله عليه وسلم ؟ قال فى هدوء ناصحا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو من اراد حمايته والزود عنه بما يجب ان يكون عليه "عليك ان تامره بحسن الطلب وتامرنى بحسن الاداء" اما غيرنا فيخدع كثيرا وينبرى مادحا صنع الاخرين اذ شكروا ودافعوا ولو كان ذلك على حساب احدى القيم ."ان الذى يتبنى نشر العلم وتثقيف الاخرين وعلى راس ذلك الزوجة والابناء و يكون هدفه فى ذلك واضحا ستجد دائما ردود افعاله تمثل تربية وتوجيها وارشادا للاخرين مهما نال منه الناس. أفهمت يا صديقى لو انك حملت تربية ابنك هدفا وهماً تريد تحقيقه لما كان ردك عليه صفعا يضر بكما ولا ينفع .
فلماذا لا اكون انا وانت كنبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم؟

هناك تعليق واحد:

  1. منطق سليم وفكرة سديدة وهى الايكون الهرج والعنف وسيلة للهدوء والامن , سمعتها من رجل توفاه الله ونطمع فى ربنا ان يرحمه , حيث قال ان علاقتك بابنك علاقة الفلاحة بالبلاص , فلاتتوقع ان تغرف عسلا وانت تخمر به المش

    ردحذف