الاثنين، 21 سبتمبر 2009

سيبقى العقل


سيظل عقل الانسان اهم ما يميزه رجلا كان ام إمراة .ومهما اوتى وسامة فى الوجه واستواءا فى الجسم الا ان ذلك لا يمكن ان يكون هو العامل الوحيد الذى تقوم عليه العشرة الزوجية وتستمر. وبدات ادرك ان امثال جدتى ليست صائبة على الدوام .فكانت تقول لنا عندما شرعنا فى اختيار بنت الحلال انا و اشقائى و ابناء عمومتى .خذ الحلو واقعد قصاده .لكن الحلو الذى بلاعقل اقول لجدتى انه لا يطاق .ولن تستقيم الامور بوجه جميل لا يحمله عقله على ضرورة التبسم واشاعة البهجة فيمن حوله بما وهبه الله من نعم .وعرفت فى حياتى حالات لم تستقم امورها رغم استواء جمال البدن والوجه. واتعجب كيف ان ذلك الرجل يطلق امراة بهذا الجمال ؟وارى غيره ممن لاحظ لزوجته فى كبير من جمال الشكل الا والحياة تنبض بينهما بالحب والرحمة والتفانى فى خدمة كل منهما الاخر. وكان لنا زميل عمل يديم شكر زوجته وكيف انها الطف من نسمة الصيف وكان يمنحها ثقة كبيرة لمسناها من خلال ثنائه غير المنقطع عليها .رسمنا صورة رائعة لهذه المراة فى اذهاننا من عظيم وكثرة ما سمعناه وتكرر على مسامعنا عنها. حتى اننى تخيلتها كصورة مريم العذراء الجميلة التى تزين بها بيوت النصارى. وفى يوم من الايام اضطرت هذه الزوجة للحضور الى مقر العمل وكنت فى هذه اللحظة قريب من السكرتارية وفوجئت بامراة تسال عن صديقنا قائلة اخبروه ان زوجته تريده .وعندها !!!!! علتنى الدهشة وملأت نفسى الحيرة أهذه زوجة زميلنا فلان التى رسمنا لها صورا اشبه ما تكون بالملائكة فى اذهاننا ؟ ومضت الايام وجمعتنى بالزميل فرصة للحديث تلمست فيها ان اسمع منه شيئا لعله يذهب حيرتى .فقلت له يا ابا فلان . هلا اجبتنى عن شئ؟ قال لى تفضل . قلت له ما سر اعجابك وثناءك على زوجتك؟ فانى لم ارها الا انسانة اقل من المتوسط فى الجمال إلا انك بهرتنا بعد انبهارك بها .فقال لى انها ذات راى صائب وما شاورتها فى امر الا ويجرى الله الصواب على لسانها .ان النباهة وصحة الراى جعلت من هذه المراة معشوقة زوجها رغم تدنى معايير الجمال الشكلى لديها .. فما جلس الرجل فى مكان الا واعلى ذكرها .فما بال بعض الجميلات يصبهن القبح من فساد رايهن اللائى يعتمدن فيه على مفاهيم وقيم باطلة لا تسمن ولا تغنى من جوع .اقول لمثل هؤلاء ان جمال البدن لا يكفى وحده لاستمرار علاقة سعيدة وهانئة .و ما مجد التاريخ رجلا او امراة لكونه جميل الوجه اولانها رائعة الحسن .ان اغلب الذين يعلى التاريخ مجدهم انما لفضائل امتلات بها نفوسهم وفاضت على الاخرين . ان الذى مجد ام المؤمنين ام سلمة ما كان الا رجاحة عقلها "فعندما حلت الازمة التى اعقبت صلح الحديبية بعد ان فاوض رسول الله قريشا على ان يعود الى المدينة بلا اداء النسك والمسلمين محرمين ومتاهبين شوقا للكعبة بعد ست سنوات بعدا عنها. والصحابة ما ارتاحوا لذلك وكادوا يخالفون امر النبى صلى الله عله وسلم . .وكادت تحدث فتنة كبيرة .حتى ازم القوم .وما ان دخل رسول الله عند ام سلمة الا واخبرته بان يحلق ويخرج للمسلمين وقد تحلل من الاحرام فما ان فعل ورآه المسلمون الا وقد فعلوا وانتهت الازمة دون دخول المسلمين فى معصية الرسول .ستظل ذكرى المراة على الدوام لرجاحة عقلها او لفضائل شملتها و ليس لشكل او لون او مال او لانها تسكن فى حى راقى ومثل هذا كثيرنجده الا اننا نتمنى .

ان يكون نساءنا مثل ام سلمة وزوجة صديقنا فى رجاحة عقلهما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق