الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

اعرف حاجة الاخر كحاجتك

عن عائشة قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمُرُني فأتَّزر فيباشِرُني وأنا حائضٌ)؛ رواه البخاري )).ان مثل هذا لو حدث مع رجل تحته زوجة واحدة لربما قلنا انه اراد ان يفرغ شهوته .لكن ان يحدث مع زوج تحته اربعة نسوة وهو النبى صلى الله عليه وسلم .فلا بد لنا من وقفة وتامل .فى الغالب صاحب الرغبة فى الجماع سيفضل من نسائه من هى ليست حائض ولا نفثاء حتى يكمل شهوته ويتلذذ بها .لكن ان يلاعب الحائض مبتعدا عن الموضع كما فى رواية ام المؤمنين عائشة .فهذا له شان اخر .فانه صلى الله عليه وسلم ما فعل ذلك لاشباع شهوته والا فاحدى الاخريات أولى له . فالراجح انه ما فعل ذلك الا لعلمه بان المراة فى فترة الحيض تمر بضيق واضطراب نفسى تحتاج فيها الى شئ من الملاعبة والملاطفة .واشعارها بانها مرغوبة عند الزوج فى غير ما حرم الله مطلوب .وليس كبعض الامم السابقة كانت اذا حاضت المراة لا يآكلوها اويشاربوها ويعتزلوها اعتزالا تاما وفى هذا الم نفسى كبير ..وعلى ذلك فاننا لا بد ان ننتبه الى ان مثل هذا السلوك من النبى صلى الله عليه وسلم . له معنى لا بد ان يبرز ويكون واضحا فى العلاقة الزوجية وهو :على كل زوج ان يعرف متى تحتاج اليه زوجته كما يعرف تماما متى يحتاج اليها .فيعطى الاخر ما يريد بلا طلب منه او استجابة لالحاح داخلى .فيعرف احتياجات الاخر واوقاتها .وعلى كل منهما تلبية طلب الاخر فى غير ما حرم الله حتى وان لم تتوافق له رغبة فى ذلك. ولهذا كان على الزوجة ان تلبى رغبة زوجها ولو كانت على ظهر بعير او على تنور تطهو الطعام فالاولى تلبية رغبة الاخر اذ بها تستدام العشرة ويهنأ الزوجان ... وليست كل رغباتنا جنسية ولكن رغباتنا كثيرة ومتعددة ومتنوعة ولن نستطيع الجزم بان توافقا تاما سيحدث بين الزوجين فى ذلك .ولا نستطيع ان نقول بأنه ما يكاد أحدهما يشرع راغبا فى امر الا تبعه الاخر. او ان كل رغبة عند الاخر فى شئ ما سيوافقها رغبة مماثلة. فهذا صعب حدوثه بصورة كاملة بدون وعى واهتمام . .لذلك على الزوجين ان يكتسبا مهارة تلبية رغبة الاخروتحرى اوقاتها فى غير ما حرم الله ويدربوا انفسهم عليها حتى وان فقدوها احيانا حتى يستطيعا استكمال سعادتهما معا. مثل ما فعل محمد صلى الله عليه وسلم .
ويا ليتنا مثله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق