الأحد، 20 سبتمبر 2009

طبيعة البشر

كثير من الازواج و الزوجات لا يبدأون بالاحتكاك الا عندما يصدر من احدهما ما يعكر صفو الاخر.وعندها يبدا اللوم والعتاب وربما العراك ويقضون معظم حياتهم بهذه الصورة فلا حديث بينهما الا فى مثل هذه الاجواء المملوؤة بالغيظ والنكد من جراء سلوك احدهما الذى لا يفهمه الطرف الاخر ولا يرى له مبررات وبالتالى لا يقبله .مع العلم انه يمكن تلاشى ذلك كله بمزيد من الفهم .فهم كل منهما لسلوك الاخر ودوافعه التى يجب ان تكون محط دراسة واهتمام ومن ثم توقع لما يمكن ان يصدر عن الاخر .ان الذى يذهب بالالباب من سلوك ربما لايرقى لمثل هذا هو عامل المفاجاة الذى يذهب بعقول الناس مثلما يفاجا احدنا بموت ابنه او احد افراد اسرته .الموت لا محالة قائم بيننا كل يوم وهو حقيقة ابدية فرب احدنا من مات ابوه وامه وكل من كانوا سببا فى وجوده فى الحياة فلا احد من ابائه واجداده الى ادم الاو قد مات .ومع ذلك يهلع احدنا عند حدوثه هلعا ربما يخرجه من دائرة الايمان حتى تشعر وكان الموت كان محالا على من مات من زوينا وارحامنا او انه امر استجد يوم وقوعه على احدنا . ان الهلع فى هذه اللحظة انما مصدره هو الفجاة التى لم يكن احد يحسب لها حسابا . ان هناك حقائق فى حياتنتا لا تقل عن حقيقة الموت فى حتميته لكن المزعج فيها هو عدم معرفة هذه الحقائق .ومثلها كثير يجب ان نعرفه جيدا ونرصده رصدا ونعرف كيف نتعامل معه فلا يصرعنا عامل الفجأة ويقضى على علاقتنا ونجلس نستغرب كيف حدث هذا اننا اذا استغربنا حقيقة فلا يجب ان يكون لحدوثها فحدوثها قائم ما دمنا ننبض بالحياة .ان الاستغراب يكمن فى عدم معرفتنا والاستعداد والتوقع لحدوث هذه الحقائق .ويبقى الجهل بحقيقة الامور والاشخاص وطبيعتهم هو العامل الاول لهدم الكيانات الاسرية والعلاقات البشرية . ومن هذه الحقائق صفات البشر ونقاط ضعفهم التى يجب ان نطلع عليها ونرصدها ونعرف ما هى العوامل التى تعمل على ظهورها ومتى تظهر وما هى الطريقة المناسبة للتعامل معها .ماذا يكون رد فعلك لو ان زوجتك فجأة اصابها شح مطاع ولا متك على جميل تفعله باهلك او زويك بعد كرم وانفاق تعودتهما منها ؟ ان احدنا يستغرب وينزعج وربما ضاق زرعا بمثل هذا التصرف . ويكون ردة فعله عنيفة ويدخل معركة ليس فيها فائز فالاثنان فى خسارة . ويتناسى انها بشر يصيبها التغير وتعتريها نوبات الشح الانسانى عند الضعف الذى يصيب الانسان كل الانسان . ولو فتش فى نفسه قليلا لعرف انه يمر بمثل هذا واكثر. الم يقر النبى صلى الله عليه وسلم ببخل المؤمن عندما سئل عن ذلك بقوله " نعم يكون بخيلا" .اليس هذا هو فهم الامور. ان المؤمن تعتريه نوبات الضعف الذى جبل عليه فتجعله مرات بخيلا .ان فهمنا للامور بمثل هذا الفهم انما ينبنى عليه سلوكا مناسبا ينم عن فهم عميق للنفس البشرية واستعداد لمزيد من التواصل الانسانى . فان بخل انسان فى موقف فعليك الا تسارع بالغضب وخسارته وكانه ليس بشرا جبل على المنع كقول رب العالمين" ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا " ندر من ينجو من هذا .ان اغلب النصوص والمعارف التى نرددها لا حظ لها من ممارسات تؤدى الى انسجام وحسن تواصل انسانى .فماذا علينا لو بخل غيرنا او جبن فى موقف وقلنا انها سمات البشر التى نتوقع ان تطفو يوما عند حدوث الضعف البشرى .ولا يصح ان نخسر من خلال ما سنقع فيه يوما وما وقعنا فيه سلفا احد الناس ونتخيل ان بكلمة سنغير طبيعة البشر التى فطر الله الناس عليها .فنقول عند ظهور مثل هذه الاعراض لصاحبها او صاحبتها " بطلى جبن او بطلى غيرة او بطلى بخل وكاننا سنغير الاخر بكلمة بطل بقى"
يا سلام لو كنا نفهم ونبطل كده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق