السبت، 19 سبتمبر 2009

عروس دائما

شكا لى صديقى من عدم تحمله هيئة زوجته الرثة والتى تدعى دائما انها مشغولة بواجبات البيت والتى لا تنتهى. وكأن كل ما فى البيت اولى من الحفاظ على حسن مظهرها .وفى هذا رسالة الى الزوج انه ليس على قمة الاهتمام .وهذا من شانه ان يسبب ضيقا والما لا ينقطع .فالمظهر الجميل والاناقة سمة من سمات المرأة التى لا يجب ان تهمل فيها والا صارت فتنة كبيرة .تجعل الزوج يبحث عن مأوى اخر يجد فيه ضالته .ان قيام الزوجة على امر البيت ورعاية الاولاد والسهر على رعايتهم شئ عظيم .لكن الاعتدال مطلوب والتوازن فى اعطاء كل ذى حق حقه واجب على كل زوج وزوجة .اما ان يشعر الزوج انه دائما فى المرتبة الثانية أوالثالثة وعليه ان يضحى بحاجاته ورغباته من اجل الابناء . وليس هناك بديل او اختيار اخر .وعليه ان يكون دائما فى مؤخرة الاهتمام .اذ لا تفرغ الزوجة لابداء الاهتمام من خلال ارتداء الثياب الجميلة والمبهجة الا نادرا .وربا افرطت فى عدم العناية بجسمها وصارت الى البدانة اقرب. وذلك كله بدعوى رعاية البيت والسهر على راحة الاولاد وتامين مستقبلهم فى الدراسة اذ عليهم ان يحصلوا على الدرجات النهائية دائما ولا شئ اهم من ذلك .ان الاهتمام بالأولاد ومستقبلهم وحسن رعايتهم شئ رائع لكن ان يكون هذا الاهتمام يقابله اهمال فى حق الزوج .عندها نقول لا ان فى ذلك ربما يكون نسفا للبيت كله اذ بضيق الزوج وضجره وتاففه يتهاوى البيت ويسقط على من فيه .ان الاعتدال هو اهم شئ فى حياتنا ولا تستقيم الحياة بشطط او بتحيز الى مهمة على حساب اخرى. فلكل ذى حق حقه .والحفاظ على الزوج وحسن رعايته الدعامة الاولى فى الحفاظ على كل من فيه .فاذا كنت كالعروس دائما مع كثير اهتمامك فاعلمى انك لن تشقى به يوما . انظرى ايتها الزوجة الى زوجة الحطاب "تقول كان زوجى يعمل حطابا يجمع الحطب من الصحراء وما ادراكم بصحراء الجزيرة العربية .فكان ينزل السوق بعد جمعه ليبيعه لنا وبشترى لنا الطعام .فكانت اذا اشتدت الحرارة اشعر بعطشة يكاد يحرق حلقى .فكنت اعد له الماء البارد واعد طعامه وشرابه واتزين له فالبس احسن الثياب كيوم عرسى فإذا اراد الراحة اعنته عليها واذا ارادنى لنفسه كنت كاللعبة بين يديه يتلهى بها ابوها" .لم يكن عندها ثلاجة فتبريد الماء حينها مهمة صعبة للغاية وليس عندها بوتاجاز او شواية ولا غسالة اوتوماتيكية او ميكرويف فكانت الحياة صعبة وشاقة للغاية مع ذلك ما منعها من ارتداء احسن الثياب او تكون كالعروس وان تعينه على الراحة او تكون بين يديه ان ارادها لنفسه .تحدثت يوما بهذا الحديث مع بعض الزوجات فقالت لى احداهن لكن زوجى طيلة اليوم يجلس فى المكتب المكيف وبجواره ثلاجة فيها ما لذ وطاب وليس هناك عطش يحرق حلقه او حلقى.قلت لها وانت لديك الثلاجة والمكيف بالمنزل والبوتاجاز والميكرويف والشواية وغسالة الاطباق والغسالة الاوتوماتيكية وامركم اسهل بكثير من الحطاب وزوجته. لكن ربما لا تستطيعا الحصول على نصف سعادتهما اتدرين لماذا ؟لاننا لا نحسن فن التضامن النفسى مع الزوج فى عمله. والشعور بالتعب ليس موقوفا على جمع الحطب من الصحراء القاحلة لكن العناء له اشكالا متعددة ويتغير بتغير الظروف .وكذلك احتياجات الزوج واحدة سواء كان حطابا او مبرمج كمبيوتر وسعادته تكمن فى الشعور بان زوجته دائما انيقة متهياة له اذا حضر الى بيته فى اى لحظة وربما غابت عنا مثل هذه المفاهيم .لذلك قال صلى الله عليه وسلم "زوجة الحطاب فى الجنة "ليس لانها داعية ومجاهدة و كاتبة تنافح عن قضايا الاسلام والمسلمين . فما تعدى جهدها البيت .ومع ذلك كانت الجنة مكافئتها . ولذلك اوصت الاعرابية ابنتها ليلة الزفاف بتعهد موضع عينه ..وتفقد موضع انفه ..فلا تقع عينه منها على قبيح ..ولا يشم منها الا اطيب ريح . واتمنى ان نفعل
ولماذا لا تكون زوجاتنا مثلها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق